تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تفسيرالصحابة]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:33 م]ـ

[تفسيرالصحابة]

الشيخ- سعد بن عبدالله السعدان

التفسير علمٌ عظيم الشأن، جليل القدر، لا يستطيعه إلا من فتح الله قلبه وأنار بصيرته، ورزقه العلم والفهم، والتفسير مأخوذٌ من الفَسْر وهو: الكشف والإظهار (1)، وفي الاصطلاح: علم يفهم به كتاب الله تعالى المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحِكَمه (2).

ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصحابه كان هو المرجع في تبيين الكتاب العزيز، فما أشكل عليهم أو احتاجوا لبيان وتفسير آيات من القرآن هرعوا إليه وسألوه؟ فبيّن وفسّر لهم ما سألوا عنه بكلام وتفسير شاف. وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم واتساع البلاد ودخول الناس في الإسلام، ودخول العُجمة، احتاج المسلمون لشرح مالم يكن الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى شرحه من الكتاب والسنة، فتوجهوا إلى الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة لسؤالهم والاستيضاح منهم.

أهمية تفسير الصحابة:

تظهر لنا أهمية تفسير الصحابة للقرآن إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه، ولا يحصل البيان والبلاغ المقصود إلا بذلك، قال تعالى: لتبين للناس ما نزل إليهم (44) صلى الله عليه وسلمالنحل: 44}، وقال هذا بيان للناس 138 صلى الله عليه وسلمآل عمران: 138}، وقال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم4 صلى الله عليه وسلمإبراهيم: 4}، وقال تعالى: فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون 58 صلى الله عليه وسلمالدخان: 58}، وقال تعالى: كتاب فصلت آياته 3 صلى الله عليه وسلمفصلت: 3}، أي: بينت، وأزيل عنها الإجمال فلو كانت آياته مجملة، لم تكن قد فصلت، وقال تعالى: وما على الرسول إلا البلاغ المبين 18 صلى الله عليه وسلمالعنكبوت: 18}.

وهذا يتضمن بلاغ المعنى، وأنه في أعلى درجات البيان وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين، الذين أخذوا القرآن ومعانيه، عن مثل: عبدالله بن مسعود، وعثمان ابن عفان، وتلك الطبقة: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وعبدالله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلمنا القرآن والعمل (3).

فالصحابة أخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن ومعانيه، بل كانت عنايتهم بأخذ المعاني من عنايتهم بالألفاظ، يأخذون المعاني أولاً، ثم يأخذون الألفاظ، ليضبطوا بها المعاني حتى لا تشذ عنهم (4).

وكذا إذا علمنا أن الصحابة قد سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة، ورأوا منه من الأحوال المشاهدة، وعلموا بلقوبهم من مقاصده، ودعوته، ما يوجب فهم ما أراد بكلامه، ما يتعذر على من بعدهم مساواتهم فيه،

فليس من سمع وعلم ورأى حال المتكلم، كمن كان غائباً، لم ير، ولم يسمع، وعلم بواسطة، أو وسائط كثيرة.

وإذا كان للصحابة من ذلك ما ليس لمن بعدهم كان الرجوع إليهم في ذلك دون غيرهم متعيناً قطعاً.

ولهذا كان اعتقاد الفرقة الناجية هو: ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، في قوله: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" (5).

خصائص الصحابة:

اختص الصحابة عن غيرهم بأمور منها:

1 - ظفرهم بشريف الصحبة، والخيرية المطلقة، وفي الحديث "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم"، وهذه خيرية مثمرة، وليست خيرية شرف فقط.

2 - مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنة فهم أقعد في فهم القرائن الحالية، وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون مالا يدركه غيرهم، بسبب ذلك، والشاهد يرى، مالا يرى الغائب (6).

3 - عاصروا وشهدوا ماقبل الوحي، أي الجاهلية، والقرآن جاء ليهدم الجاهلية إنما النسيء زيادة في الكفر 37 صلى الله عليه وسلمالتوبة: 37}.

4 - مصاحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وملازمتهم له، والتتلمذ على يديه، والتعلم منه مباشرة، وسؤاله لكل ما يدور بينهم.

5 - أنهم عرب خلص، وهي كافية عن غيرها، والقرآن نزل بلغتهم. حتى إن اليهود كانوا يجيدون العربية، ويقولون الشعر أيضاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير