تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قال الشوكاني: حاصل ما ذكره أهل العلم من مقتضيات التقديم ستة أمور]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:01 م]ـ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:

قال الشوكاني رحمه الله:

وأما تقديم الوصية على الدين في قوله تعالى {من بعد وصية يوصى بها أو دين} فقد قيل في ذلك ان الآية ليس فيها صيغة ترتيب بل المراد أن المواريث إنما تقع بعد قضاء الدين وإنفاذ الوصية وأتى للإباحة وهي كقولك جالس زيدا أو عمرا أي لك مجالسة كل واحد منهما اجتمعا أو افترقا. وإنما قدمت لمعنى اقتضى الاهتمام بتقديمها واختلف في تعيين ذلك المعنى.

وحاصل ما ذكره أهل العلم من مقتضيات التقديم ستة أمور: أحدهما: الخفة والثقل كربيعة ومضر فمضر أشرف من ربيعة لكن لفظ ربيعة لما كان أخف قدم في الذكر وهذا يرجع إلى اللفظ.

ثانيهما:بحسب الزمان كعاد وثمود.

ثالثهما: بحسب الطبع كثلاث ورباع.

رابعها: بحسب الرتبة كالصلاة والزكاة لأن الصلاة حق البدن والزكاة حق المال فالبدن مقدم على البدن.

خامسها: تقديم السبب على المسبب كقوله تعالى {عزيز حكيم}.

وقال بعض السلف:عز فلما عز حكم.

سادسها:بالشرف والفضل كقوله تعالى {من النبيين والصديقيين}

وإذا تقرر ذلك فقد ذكر السهيلي أن تقديم الوصية في الذكر على الدين لأن الوصية إنما تقع على سبيل البر والصلة بخلاف الدين فإنه يقع غالبا بعد الميت بنوع تفريط فوقعت البداءة بالوصية لكونها أفضل.

وقال غيره قدمت الوصية لأنها شيء يؤخذ بغير عوض والدين يؤخذ بعوض فكان إخراج الوصية أشق على الوارث من اخراج الدين وكان أداؤها مظنة للتفريط بخلاف الدين فإن الوارث مطمئن بإخراجه فقدمت الوصية لذلك وأيضا فهي حظ فقير ومسكين غالبا والدين غريم يطلبه بقوة وله مقال كما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " إن لصاحب الدين مقالا "

وأيضا فالوصية ينشئها الموصي من قبل نفسه فقدمت تحرضا على العمل بها بخلاف الدين.

قال الزين بن المنير:تقديم الوصية في الذكر على الدين لا يقتضي تقديمها في المعنى لأنهما معا قد ذكرا في سياق البعدية لكن الميراث يلي الوصية ولا يلي الدين في اللفظ بل هو بعد بعده فيلزم أن الدين يقدم في الأداء باعتبار القبلية فيقدم على الوصية وباعتبار البعدية فتقدم الوصية على الدين.

نيل الأوطار (4

87)

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:13 ص]ـ

بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل عبد الباسط، لا شك أن موضوع التقديم والتأخير في القرآن موضوع نفيس من الناحية الفقهية والناحية البلاغية.

ومن باب الزيادة النفل أقول إن ما ذكره الشوكاني _ رحمه الله _ قليل بجانب ما ذكره غيره كالزركشي في البرهان في علوم القرآن (3/ 233) وما بعدها فقد أطال فيه، والسيوطي في معترك الأقران في إعجاز القرآن (ص 131) وما بعدها.

وقد كتب في هذا مؤلفات ورسائل منها:

1 - بلاغة التقديم والتأخير في القرآن الكريم علي أبو القاسم عون.

2 - التقديم والتأخير في القرآن للدكتور خلدون سعيد صبح.

3 - التقديم والتأخير في التعبير القرآني للدكتور رشاد محمد سالم نشر في مجلة كلية اللغة العربية في القاهرة العدد (8) سنة 2003م.

4 - التقديم والتأخير في القرآن الكريم، نشر في مجلة كلية الشريعة بالأحساء عام 1401هـ للدكتور عبد الفتاح بن أحمد الحموز.

5 - دلالات التقديم والتأخير في القرآن الكريم دراسة تحليلية للدكتور منير محمود المسيري (رسالة دكتوراه)

وتكلم عنه أيضا الدكتور فاضل السامرائي في كتابه التعبير القرآني.

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:36 ص]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:29 م]ـ

جزاكم الله خيرا شيخنا ...

فوائد طيبة

ـ[علي بن عبد القادر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:24 م]ـ

[ quote= عبد الباسط بن يوسف الغريب;622587] رابعها: بحسب الرتبة كالصلاة والزكاة لأن الصلاة حق البد [/ size] ن والزكاة حق المال فالبدن مقدم على البدن. [/ color]

شيخنا الفاضل: لعل الصواب حق البدن مقدم على حق المال

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير