المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
علي محمد الضّبّاع
00000000000000000000000000000000000000
اخوكم حمدان المطرى}
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
¥