ـ[براءة]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:48 م]ـ
السلام عليكم ..
العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد .. حرف قريش ..
وليس بكل الأحرف، ولا بكل القراءات الموجودة الآن ..
والإجماع المذكور لم يحدث ..
ففي نفس الكتاب:
القول الثالث:
"أن الصحابة اقتصروا على حرف واحد من الأحرف السبعة، وأثبتوه في المصاحف. وهو قول ابن جرير الطبري ومن وافقه من العلماء".
هذا قول من اعترضوا على الخليفة عثمان رضي الله عنه حين أمر بجمع الناس على القراءة بحرف واحد ..
قالوا: كيف لأحدٍ أن يمنع الناس من أمرٍ أجازه النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. !
...
وجاء في الكتاب الذي أعطيتيني الرابط الخاص به:
الاقتصار عند الاختلاف على لغة قريش:
كما جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا. (12) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=1172591#(12))
والمقصود من الجمع على لغة واحدة: الجمع على القراءة المتواترة المعلوم عند الجميع ثبوتُها عن النَّبِيّ r، وإن اختلفت وجوهها، حتى لا تكون فرقةٌ ولا اختلاف، فإن ما يعلم الجميع أنه قراءة ثابتة عن رَسُول اللهِ r لا يختلفون فيها، ولا ينكر أحدٌ منهم القراءة بِها.
قال أبو شامة: يحتمل أن يكون قوله: نزل بلسان قريش، أي: ابتداء نزوله، ثم أبيح أن يقرأ بلغة غيرهم. (13) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=1172591#(13))
فلعلَّ عثمان t عندما جمع القرآن رأى الحرف الذي نزل القرآن أولاً بلسانه أولى الأحرف، فحمل الناس عليه عند الاختلاف. (14) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=1172591#(14))
وفي نفس الكتاب:
صحَّ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ أنه قال: يا أيها الناسُ، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فَعَلَ الذي فَعَلَ في المصاحفِ إلاَّ عن ملأٍ منَّا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كُفْرًا. قلنا: فماذا ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ. قلنا: فنعم ما رأيت.
**********
لابد أولاً من التفريق بين (الأحرف السبعة) و (القراءات) ..
الأحرف السبعة حسب النصوص وأقوال أكثر أهل العلم:
استخدام ألفاظ مختلفة للمعنى الواحد .. مثل استخدام كلمة: تعال - أقبل - هلم - عند التعبير عن الأمر بالمجيئ ..
أو استخدام كلمة (الصوف المنفوش) بدلاً عن (العهن المنفوش) .. وما إلى ذلك ..
قال ابن سيرين:
نبئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له جبرائيل: اقرأ القرآن على حرفين! فقال له ميكائيل: استزده! فقال: اقرأ القرآن على ثلاثة أحرف! فقال له ميكائيل: استزده! قال: حتى بلغ سبعةأحرف، قال محمد: لا تختلف في حلال، ولا حرام، ولا أمر، ولا نهي، هو كقولك: تعال، وهلم، وأقبل، قال: وفي قراءتنا: ?إن كانت إلا صيحة واحدة?، وفي قراءة ابن مسعود: ?إن كانت إلا زقية واحدة?
والمصحف العثماني مقتصر على ألفاظ محددة .. هي ألفاظ قريش فقط ..
حتى وإن كانت القراءة التي بغير لغة قريش قراءةً صحيحةً متواترة ..
أما القراءات فهي اختلاف في طريقة النطق بالكلمة الواحدة، مثل: الإمالة والتفخيم والنطق بالهمزة والتسهيل والمد ... الخ
أعتقد أن هناك فرق كبير بين جمع أبي بكر وجمع عثمان - رضي الله عنهما- ..
الأول جمع القرآن بكل قراءاته وحروفه والتي كانت موزعة في الألواح والجلود ..
والثاني استخلص منها قراءة بلهجة وحرف قريش من دون الأحرف واللهجات الأخرى ..
وإرسال قارئ مع كل مصحف لقراءته على الناس إنما لتعليمهم ما استقر عليه أمر المصحف والقراءة الواحدة التي أقرها الصحابة والخليفة .. وليس لإيجاد قراءات متنوعة وموزعة بين الأمصار .. !
وللحديث بقية ..
لو كان القرآن اقتصر على لغة قريش، فكيف تفسر أن الحبر ابن عباس لم يعلم معنى كلمة (فاطر) إلا عندما سمعها من إعرابي وابن عباس قرشي:
عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما [لصاحبه]: أنا فطرتها، أنا بدأتها. فقال ابن عباس أيضا: (فاطر السماوات والأرض) بديع السماوات والأرض.
وأيضا
(وأنتم سامدون) لاهون غافلون، و " السمود ": الغفلة عن الشيء واللهو، يقال: دع عنك سمودك أي لهوك، هذا رواية الوالبي والعوفي عن ابن عباس وقال عكرمة عنه: هو الغناء بلغة أهل اليمن، وكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا
وأيضا
قريش لا تهمز في كلامها (مثال: يعني: المومنون بدل المؤمنون) ـ فكيف تفسر القراءة بالهمزات خاصة قراءة عاصم (ونحن نقرأ رواية حفص عن عاصم بالهمز) وغيره من القراء
والأمثلة كثيرة
¥