ولم يشرح له طريقة استعمال العصا لأن استعمالها كان بتوجيه الله وإذنه وجاء استعمالها كما ذكر الله عز وجل في قوله (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
(أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)
(وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)
وعندما اشار اليه بقوله إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ انما اشار الى موسى بالذهاب وليس الى البرهانان وهذا يوضح لنا الاختلاف في الآيات ويبين لنا لماذا تارة يقول في سورة القصص برهانان من ربك إلى (فرعون وملئه)
وتارة يقول في سورة النمل في تسع آيات إلى (فرعون وقومه)
(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) [النمل: 12] هذه الاية كانت بينات لصدق الرسول و الرسالة تخص فرعون و قومه فقط
(اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) [القصص: 32] وهذه الاية بينة مبينة تخص موسى و حده تبين له وظيفة العصا و اليد وطريقة استعمال اليد في مواجهة فرعون و ملئه.
مثال: الحديث الشريف الذي رواه مسلم (الصدقة برهان) بينة من حيث قدرتها الخارقة العائدة على المتصدق و مبينة من حيث تبيين منافعها من رسول الله صلي الله عليه وسلم.
مثال: حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقات)
مثال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم، حدثنا عمي، عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، حدثني بكير عن بسر ابن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، فقلنا: حدثنا، أصلحك الله، بحديث ينفع الله به، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال (إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان) ويعنى به البينة المبينة التي تدلكم على مشروعية المنازعة.
خلاصة البحث
نستخلص من هذا البحث في التفريق بين القرآن و البرهان الأتي:-
1ـ أن البينات: هي الآيات المعجزة التي أعطاها الله لعباده المرسلين إلى أقوامهم بأنها أمر خارق للعباد وظيفتها يؤيد الله بها أنبياءه لإظهار صدقهم وتكون كما لو قال الله U صدق عبدي فيما بلغ عني.
(وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ) [البقرة: 99]
2ـ أن البرهان:هو الآيات البينة المبينة الدالة ووظيفته الاهتداء به الى الفعل الصحيح مثل قوله عز وجل (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف: 24]
3ـ أن القرآن:هو الآيات المقرونة (هدى وبينة من الهدى) وظيفته الهدى و التفريق بين الحق و الباطل.
عز وجل … (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... [البقرة: 185]
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .... ) [الحديد: 25]
والله ورسوله اعلم.
(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا) [الإسراء: 88]
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
والسـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــــــلام
والله ورسوله أعلم
الاسم / عبدالله الزنتاني/ ليبيا
الموافق 22/ 11/2009
[email protected]