تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج- معرفة ما يتجدد لهذه الحروف بسبب التركيب من الأحكام، فالنون الساكنة والتنوين مثلا يظهران عند حروف الحلق، ويدغمان في حروف (يَرْمُلُونَ)، إلا أن تكون النون مع الواو والياء في كلمة واحدة كـ (الدُنْيا)، ويقلبان عند الباء ميما بغنة، ويخفيان عند باقي الحروف.

2 - فوائد تجويد القرآن

أ- تمييزه بين صوت وصوت في حال الإفراد

مثال ذلك: العين والحاء صوتان يخرجان معا من وسط الحلق، وتتصف العين بكونها مجهورة بين الشدة والرخاوة، وتتميز بنصاعة صوتها ولذاذة مستمعها، كما أنها من أطلق الحروف جَرْسًا. وأما الحاء فهو حرف مهموس ورخو ومنفتح ومستفل، فإذا نطقت به فَوَفِّه حقه من صفاته، ولولا الجهر وبعض الشدة اللذان في العين لكانت حاء، ولولا الهمس والرخاوة اللذان في الحاء لكانت عينا، لذا نجدهما في بعض القراءات يتبادلان المكان، كما في قوله تعالى: (ليَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حينٍ)، حيث قرئ: (عَتَّى حِينٍ) بالعين.8 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#8)

ب - تمييزه بين صوت وصوت في حالة التركيب

إن صوت الألف مثلا في (باطل) و (طال) يختلفان، حيث هو في الكلمة الأولى مرقق، لأنه جاور حرفا مستفلا وهو الباء، وفي الكلمة الثانية مفخم، لكونه جاء بعد حرف مستعل وهو الطاء، ووجب على القارئ التمييز بينهما في هذه الحال، وعدم التلفظ بهما متماثلين.

ج - صون الصوت القرآني عن اللحن

واللحن في اللغة: الخطأ ومخالفة الصواب، وبه سمي الذي يأتي بالقراءة على ضد الصواب لَحَّانا، وسمي فعله اللحن، لأنه كالمائل في كلامه عن جهة الصواب.

واللحن عند العلماء ضربان:

- جلي: وهو خلل يطرأ على الألفاظ فيُخِلُّ بالمعنى، مثل تغيير بعض الحركات عما ينبغي، نحو أن تضم أو تكسر التاء من (أنعمت عليهم) 9 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#9) ، ويسمى هذا اللحن جليا، لأنه يشترك في معرفته علماء القراءة وغيرهم. وصلاةُ اللاَّحِن في قراءته قد تبطل إن تَغيَّر معه المعنى.

والسبيل الموصلة إلى اجتناب مثل هذا اللحن أن لا يتلفظ المتكلم بآية، ولا يخط الكاتب بيمينه كلمة قرآنية حتى يكون متيقنا من صحتها، إما بحفظه القرآن على أهله، وإما بالنظر في المصحف للتأكد، وأولى ما يجب الاحتياط فيه هو كتاب الله تعالى.

وإن تَعجبْ فَعَجَبٌ قولُ ناسٍ: إنه يجوز أداء ألفاظ القرآن بالمعنى، وهذا قول محظور، وليعلموا أن القرآن هو اللفظ المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، ولا يسوغ لأحد أيّاً كان أن يؤديه بالمعنى قياسا على رواية الحديث النبوي الشريف، ووجب على أهل الله وخاصته تصحيح الخطإ في القرآن في المجالس والمنتديات والمحافل التي تذكر فيها الآية على غير الصواب، ويَغُضُّ الجمع الطرف على ذلك.

- خفي: وهو ترك إعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه، وهو خلل يطرأ على الألفاظ دون المعاني، مثل تكرير الراءات، والوقف بالحركات كَوَامِل، وغير ذلك مما لا يخل بالمعنى، وإنما يُخِلُّ بِرَوْنَقِ وجمالية اللفظ وحسنه، وهذا الضرب لا يعرفه إلا القارئ المتقن، والضابط المجود الذي أخذ عن أفواه الحُذَّاقِ والفصحاء المجودين. قال الخاقاني:

فَأَوَّلُ عِلْمِ الذِّكْرِِ إِتقانُ حفظِهِ ومعْرِفَةٌ في اللحنِ فيهِ إِذَا يَجْرِي

فَكُنْ عَارِفًا باللحنِ كيماَ تزيله وَمَا لِلَّذِي لا يَعْرِفُ اللحنَ من عذرِ 10 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#10)

ثانيا: أخذ تجويد القرآن عن المقرئين

لا سبيل إلى تحسين التلاوة من قبل القارئ، إلا بعد سماعه القرآن من لفظ الشيخ، إذ هذا الإتقان الذي نتحدث عنه لا يؤخذ عن الصحف والمؤلفات، وإنما يُتلقى عن أهله ممن تلقوه عن قَرَأَتِه، ومن ظن أن الكتب تهدي في مرحلة أولى إلى إتقان التلاوة، كان ظنه في غير محله، حيث إن أغلب مباحث هذا الفن لا تضبطها سوى المشافهة. قال الداني بعد حديثه عن تجويد الحروف حرفا حرفا: "وجميع ذلك يُضْطَرُّ إليه في تصحيحه إلى الرياضة، ويحتاج في أدائه إلى المشافهة، لينكشف خاص سره، ويتضح طريق نقله"11 ( http://www.omraan.net/modules.php?name=Universal&op=ViewItems&vid=12#11) . وقال القنوجي متحدثا عن علم التجويد: " وهذا العلم نتيجة فنون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير