ومِنَّا رَاوِيُو خَبَرِ البَرايَا=ومِنَّا العَالِمُونَ النَّاسِبُونَا
ومِنَّا أُسْقُفَا نَجْرَانَ كَانَتْ =بِرَأْيِهِمَا النَّصَارَى يَصْدُرُونَا
وتَفْخَرُ بِالخَلِيْلِ الأَزْدُ مِنَّا=وحُقَّ لَهُمْ حَكِيْمُ المُسْلِمِيْنَا
ومِنَّا سِيْبَوِيْهِ، وذُو القَضَايَا=أَخُو جَرْمٍ رَئِيْسُ الحَاسِبِيْنَا
ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْنِ مَعْدِيْ =وزَيْدِ الخَيْلِ مُرْدِي المُعْلِمِيْنَا
وفَرْوَةَ، وابْنِ مَكْشُوحٍ، وشَرْحٍ =ووَعْلَةَ فَارِسِ المُتَرَسِّبِيْنَا
ومُسْهِرَ، وابْنِ زَحْرٍ، ثُمَّ عَمْرٍو =وعَبْدِ اللهِ سَيْفِ اليَثْرِبِيْنَا
وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ، [و] ابْنِ بَحْرٍ=ومِنَّا الفِتْيَةُ المُتَهَلِّبُونَا
ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَاعِ جَمْعًا=وكَانُوا لِلْخَوَارِجِ شَاحِكيْنَا
ومَا لِلأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ يَوْمًا=ولا قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ مُشْبِهُونَا
ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ، وابْنِ قَيْسٍ =سَعِيْدِ المَلْكِ قَرْمِ الحاشِدِيْنَا
وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْفٍ =ومَا مِثْلُ ابْنِ وَرْقَا تَنْجُلُونَا
ومِنَّا المُتَّلُوْنَ لِكُلِّ فَتْحٍ =ورَائِبُ صَدْعِكمْ والرَّاتِقُونَا
وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي =إِذا مَا تَذْكُرُونَ المُطْعِمِيْنَا
فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الرُّوْمِ لَمَّا=رَأَتْهُ عِدْلَ نِصْفِ المُعْرِبِيْنَا
بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَارَى =وتِمْثَالاً بِطُرْقِ السَّابِلِيْنَا
ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ، وابْنِ كُرْزٍ،=وعَبْدِ يَغُوثَ بَيْنَ القاَتِلِيْنَا
فَهَذَا مُصْلِحٌ شِسْعًا، وهَذَا=يَقُولُ قَصِيدَةً في الجَاذِلِيْنَا
وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِنْ بَعْدِ قَتْلٍ =بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الجَازِعِيْنَا
ومَدَّ بِذاكَ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَى =ولَمْ يَكُ لِلْمَنِيَّةِ مُسْتَكِيْنَا
ومَا كَجَوَادِنَا فِيْكُمْ جَوَادٌ،=وكَلاَّ، لَيْسَ فِيْكُمْ بَاذِلُونَا
وأَيْنَ كَحَاتِمٍ فِيْكُمْ، وكَعْبٍ،=وطَلْحَةَ لِلْعُفَاةِ المُجْتَدِيْنَا؟
وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَدْ تَوَلَّى =خِلافَتَكُمْ، وأَنْتُمْ حَاضِرُونَا
ومَنْ خِفْتُمْ غَوَائِلَهُ عَلَيْهَا=وكُنْتُمْ مِنْهُ فِيْهَا مُوْجَلِيْنَا
ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ، يَوْمَ أَوْدَى =عَلَيْهِ مِنْ لِوَاءٍ، أَرْبَعِيْنَا
ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَا أُلُوفٍ =وأَعْتَقَ أُمَّةً يَتَشَهَّدُونَا
ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِيْ صَعِيْرٍ =ومُذْكُو الحَرْبِ ثُمَّ المُخْمِدُونَا
وقَاتِلُ صِمَّةَ الهِنْدِيِّ مِنَّا =ومِنَّا بَعْدَ ذَا المُتَصَعْلِكُونَا
كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى، وهُمَامِ نَهْدٍ=حَزِيْمَةَ أَمْرَدِ المُتَمَرَدِّيْنَا
ونَدْمَانُ الفَرَاقِدِ كَانَ مِنَّا=وضَحَّاكُ بْنُ عَدْنَانٍ أَخُوْنَا
ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا=ومَا كَانُوا لِخَلْقٍ خَادِمِيْنَا
وبَادِرُنَا فَلَمْ نَحْصِيْ إذَا مَا=عَدَدْتُمْ أَوْ عَدَدْنَا المُفْرَدِيْنَا
ونَاقِلُنَا قَدِ اتُّبِعُوا لَديْكُمْ =وكَانُوا خَلْفَ قَوْمِيْ تَابِعِيْنَا
وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَا، ولَكِنْ =قَصَرْنَا؛ إِذْ يُعَابُ المُسْهِبُونَا
ولَكِنِّيْ كَوَيْتُ قُلُوْبَ قَوْمٍ =فَظَلُّوا بِالمَنَاخِرِ رَاغِمِيْنَا
يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِنْ خَزَاءٍ =ومَاذَاكُمْ بِشَافِي النَّادِمِيْنَا
فَلاَ فَرَجَ الإِلَهُ هُمُوْمَ قَوْمٍ =بِقُبْحِ القَوْلِ كَانُوا مُبْتَدِيْنَا
هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَانَ نَهْجًا=فَصَادَفَهُمْ بِهِ مَا يَحْذَرُوْنَا
وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا في قَبِيْلِيْ =يُقِيْمُ مُخَلَّدًا في الخَالِدِيْنَا
فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْدِيْ بِهَدْمٍ =فَيَهْدِمَهُ بِإِذْنِ الشَّائِدِيْنَا
فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ، غَيْرَ كِذْبٍ،=مِنَ البُنْيَانِ عِنْدَ الهَادِمِيْنَا
ولَوْ أَنِّيْ أَشَاءُ لَقُلْتُ بَيْتًا=تَكَادُ لَهُ الحِجَارَةُ أَنْ تَلِيْنَا
ولَكِنِّي لِرَحْمَتِهِمْ عَلَيْهِمْ =بِتَزْكِيَةٍ مِنَ المُتَصَدِّقِيْنَا
فَكَمْ حِلْمٍ أَفَادَ المَرْءَ عِزًّا=ومِنْ جَهْلٍ أَفَادَ المَرْءَ هُوْنَا
وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يُضْحِيْ =عَلَيْهِ لِلْعِدَاءِ لَهُ مُعِيْنَا
رد جميل أخي محمد:)