ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 08:35 م]ـ
أخي فهد، تحية لك على هذا العرض الجميل لأنشودة السياب
فقد وضحت الكثير مما غمض في النص.
والناظر في القصيدة يلحظ أن لفظ المطر ومشتقاته قد غطى كامل مساحة النص
لما يحمله من دلالات ورأيت أجمل ما في النص
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
كيف استطاع الشاعر أن يحول العينين اللامعتين البراقتين وهو الأصل إلى صورة معتمة ضبابية غير واضحة المعالم ليظهر لنا الواقع العراقي وما يعانيه من تسلط الأجنبي
أكرر شكري لك أخي فهد
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على نقلك هذا الموضوع واختياره لنا؛ فما كان لي أن أطّلع على التحليل الرائع الموسّع لهذه القصيدة لولا نقلك له على صفحات موقعنا الفصيح.
جزاك الله خيرا.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 10:02 م]ـ
أبا غيداء، رائع أنت كالمطر صفاء ونقاء.
وهطولا أيضاً
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:25 ص]ـ
سأكمل تحليل هذة القصيدة التي لها أنين في كل قطرة من قطرات المطر
أنشودة المطر
لبدر شاكر السياب
التعريف بالشاعر:
بدر شاكر السياب شاعر عربي عراقي ولد1929م بقرية (جيكور) بالبصرة، كانت طفولته سعيدة يحب مراقبة السفن والمراكب وقد تركت حكايات جدته انطباعات عميقة الأثر في نفسه جسدها شعرا فيما بعد، أتم تعليمه الثانوي فيها ثم التحق بدار المعلمين ببغداد وتخصص في اللغة العربية والإنجليزية وزادت شهرته من خلال المجالس الأدبية عمل معلما كما عمل في الاستيراد والتصدير بميناء البصرة، وخسر في الجميع لمواقفه السياسية فقد كانت الحركات اليسارية العربية في العراق مشتعلة وقد انضم السياب إلى الموجة الشيوعية والتي انعكست على شعره فاتسم بالبعد عن مقتضى الإيمان ثم حدثت بعض المفارقات التي أبعدته عن الفكر الشيوعي فقد كان طريدا من قبل الحكومة مما دفعه للجوء إلى إيران. أصيب السياب بداء عضال أقعده فكان الجسر الذي عبر من خلاله إلى التوبة وتفجرت من خلاله المعاني الإيمانية، يعد من رواد شعر التفعيلة، وقد تأثر السياب بالأدب العربي و الأوروبي والإنجليزي والصيني مما كان عاملا لنزوعه إلى الأسطورة والرمز، له عدة دواوين منها: أزهار ذابلة وأساطير وأنشودة المطر وقد جمعت في مجلدين.
مناسبة القصيدة
اتخذ بدر شاكر السياب من المطر رمزا واسعا قادرا على حمل هواجس النفس الإنسانية. فيتخذ الشاعر من موطنه العراق حبيبة يتغنى بها ويتمنى أن يعم وطنه الخير والخصب والنماء منطلقا من همه الفردي الخاص إلى عرض بعض الهموم الاجتماعية مثل: الفقر والجوع على الرغم من وجود الخير الكثير في بلده.
1 - ذكريات الشاعر الجميلة:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ .. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر ...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم ..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر ...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
المفردات:
السحر: قبل الصبح (ج) أسحار، ينأى: يبتعد، تورق: تكثر أوراقها " دلالة على الإزهار والإثمار"، الكروم: شجر العنب، يرجه: يهزه بشدة ويحركه، المجداف: خشبة يحرك بها القارب (ج) مجاديف، وهناً: نصف الليل ووَهِنَ بمعنى أصابه الوجع ويقال "دخل في الوهن من الليل "، تنبض: تحرك الشيء في مكانه، غور: القعر والعمق (ج) غيران وأغوار، تغرقان: يغلب عليها الماء حتى يهلكها، الضباب: سحاب يغشى الأرض كالدخان، أسى: حزن، شفيف: شديد، سرَّح: أرسل، ارتعش: ارتجف واضطرب، تستفيق: أفاق فلان أي عاد إلى طبيعته من غشية لحقته، ملء: قدر ما يأخذه الإناء، رعشة: رجفة، نشوة: أول السكر والارتياح للأمر والنشاط له والمراد بها الرغبة، وحشية: عارمة لا
¥