يسيطر عليها، تعانق: تحتضن حباً،
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:28 ص]ـ
الشرح
يتخيل الشاعر العراق حبيبة له ويتذكر من خلالها ذكرياته الجميلة بها فيتذكر غابات النخيل الشامخة في أواخر الليل بهدوئها وسكونها، فعندما يعم السلام والسعادة في العراق تتحرك كل مباهج الكون وتعزف أنشودة الحياة التي يراها في شجر الكروم الذي كثرت أوراقه وكذلك في الأضواء المنبعثة من القمر التي تتراقص وتتلألأ على سطح الماء عندما يتحرك المجداف بضعف قبيل الصباح. يتذكر الشاعر لمعان النجوم الخافت الذي يكاد يختفي في الضباب الشديد مما يسود البلاد من حزن شديد للأوضاع العامة فيعم الظلام على البحر والبر وبدأ الشاعر يستشعر بالعراق فشعر بدفء شتاء الوطن ورعشة الخريف فيه فتدور بداخله ملحمة عظيمة يروى من خلالها قصة الحياة بين الموت والميلاد، بين النور والظلام، مما أفاق بداخله الشعور الجارف بالبكاء على هذا الوطن فيشعر بالرغبة الشديدة للتحرر والارتباط بعالم السماء الرحب فيرى بصيص من الأمل المتمثل في المستقبل والطفل، ويعود مرة أخرى فيتذكر طفولته في العراق وقد امتلأ الجو فيها بالسحب الماطرة التي بدأت تقضي على الغيوم فيسقط المطر قطرة قطرة وقد تهلل الأطفال فرحين في عرائش العنب وبدا المطر محركاً لصوت العصافير على الشجر يعزف أنشودة الحرية والخصب والنماء " مطر ... مطر .... مطر ".
مواطن الجمال:
• عيناك غابتا نخيل ساعة السحر: شبه عينا الحبيبة بغابتا النخيل وقت السحر للدلالة على الهدوء والسكون.
• أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر: شبه عينا الحبيبة بالشرفتين اللتين بعد عنهما القمر للدلالة على الأمل في التحرر من الليل.
• يلاحظ استخدام الشاعر للجمل الاسمية مما يوحي بالسكون والهدوء ويبدأ يعقبها بالجمل الفعلية التي تسبب الحركة وبدء الحياة وتجددها مثل: " تورق الكروم، ترقص الأضواء، يرجه المجداف، تنبض في غوريهما .......... "
• استخدام الشاعر للأفعال المضارعة للدلالة على الاستمرارية والدوام
• عيناك حين تبسمان: تراسل حواس حيث أعطى وظيفة الفم للعين.
• استعارة مكنية شبه العين بالإنسان الذي يبتسم.
• ترقص الأضواء: استعار مكنية شبه الأضواء بإنسان يرقص.
• ترقص الأضواء كالأقمار في نهر: شبه رقص الأضواء باهتزاز القمر في النهر عندما يتحرك المجداف فوق الماء.
• كأنما تنبض في غوريهما النجوم: استعارة مكنية شبه النجوم بالقلب الذي ينبض.
• وتغرقان في ضباب من أسى شفيف: استعارة تمثيلية شبه النجوم التي تختنق بالضباب بالإنسان الذي يغرق في الحزن الشديد.
• كالبحر سرح اليدين فوقه المساء: استعارة مكنية شبه المساء بالإنسان الذي أرسل يده فوق البحر.
• الموت والميلاد، الظلام والضياء: طباق يوضح المعنى ويبرزه.
• ونشوة وحشية تعانق السماء: وصف النشوة بالوحشية دلالة على عدم قدرته على السيطرة عليها
• وفيها استعارة مكنية شبه النشوة بالحيوان المفترس، وشبه السماء بالإنسان الذي يعانق، وشبه النشوة بالإنسان الذي يعانق.
• ونشوة وحشية كنشوة الطفل إذا خاف من القمر: شبه النشوة الوحشية بنشوة الطفل عند خوفه من القمر.
• وهنا إشارة لأسطورة خسوف القمر والخوف الذي يدفع الأطفال للغناء والإنشاد.
• والطفل هنا يرمز إلى المستقبل الذي يبشر بالأمل.
• كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم: استعارة مكنية شبه السحاب بالإنسان الذي يشرب الغيم.
• وقطرة فقطرة تذوب في المطر: تقديم ما حقه التأخير
• وكركر الأطفال في عرائش الكروم: كناية عن السعادة التي يحملها المستقبل و تجدد الحياة وولادة العالم الفتي الذي بدأ يلوح في الأفق.
• ودغدغت صمتَ العصافير على الشجر: كناية على الحرية والانطلاق
• تكرار كلمة مطر يدل على حرص الشاعر على إظهار أثر المطر في الخصب والنماء
ليتك يابدر موجود لترى ماذا حل بالعراق اليوم
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:30 ص]ـ
محمد سعد
ليث بن ضرغام
رسالة الغفران
شكري الخاص والجزيل لكم
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:35 م]ـ
المناحي التي تبعث السرور والحزن في نفس الشاعر:
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
¥