تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومما يشهد بذلك ما أخبرنا به على بن محمد الكاتب عن أبي بكر محمد بن يحيي الصولى عن أبي حفص الغلاس عن عبدالله ابن سوار عن معاوية بن عبدالكريم عن أبيه قال دخلت على الفرزدق فجعلت أحادثه فسمعت صوت حديد يتقعقع فتأملت الامر فاذا هو مقيد الرجلين فسألت عن السبب في ذلك فقال اني آليت على نفسي انى لا أنزع القيد من رجلي حتى أحفظ القرآن. وأخبرنا أبوعبيدالله المرزباني قال أخبرني أبوذر القراطيسي قال أخبرنا ابن أبي الدنيا قال حدثني الرياشي عن الاصمعي عن سلام بن مسكين قال قيل للفرزذق علام تقذف المحصنات فقال والله الله أحب الي من عيني هاتين أفتراه يعذبني بعدها. وروي انه تعلق باستار الكعبة فعاهد الله على ترك الهجاء والقذف اللذين كان ارتكبهما. وقال

ألم ترني عاهدت ربي وإنني = لبين رتاج قائما ومقام

على حلفة لا أشتم الدهر مسلما =ولا خارجا من في زور كلام

أطعتك يا إبليس تسعين حجة =فلما قضى عمري وتم تمامي

فزعت إلي ربي وأيقنت أنني =ملاق لايام الحتوف حمامي.

وروى الصولي عن الحسين بن الفياض عن إدريس بن عمران قال جاء ني الفرزدق فتذاكرنا رحمة الله وسعتها فكان أوثقنا بالله فقال له رجل ألك هذا الرجاء والمذهب وأنت تقذف المحصنات وتفعل ما تفعل فقال أترونني لو أذنبت إلى أبوي أكانا يقذفاني في تنور وتطيب أنفسهما بذلك قلنا لا بل كانا يرحمانك قال فأنا والله برحمة ربي أوثق مني برحمتهما.

وأخبرنا أبوعبيدالله المرزباني قال حدثنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا عبدالله بن أبي سعيد الوراق قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان الطفاوي قال حدثني أبي عن جدى قال شهدت الحسن البصرى في جنازة النوار امرأة الفرزدق وكان الفرزدق حاضرا فقال له الحسن وهو عند القبر يا أبا فراس ما عددت لهذا المضجع قال شهادة أن لا إله الا الله منذ ثمانون سنة فقال له الحسن هذا العمود فاين الطنب. وفي رواية أخرى أنه قال نعم ما أعددت ثم قال الفرزدق في الحال

أخاف وراء القبر إن لم يعافني =أشد من الموت التهابا وأضيقا

إذا جاء ني يوم القيامة قائد =عنيف وسواق يسوق الفرزدقا

لقد خاب من أولاد آدم من مشى =إلى النار مغلول القلادة أزرقا

يقاد إلى نار الجحيم مسربلا =سرابيل قطران لباسه محرقا.

قال فرأيت الحسن يدخل بعضه في بعض ثم قال حسبك. ويقال ان رجلا رأى الفرزدق بعد موته في منامه فقال ما فعل الله بك فقال عفا عني بتلك الابيات.

وأما ما يدل علي تشيعه وميله إلى بنى هاشم فما أخبرنا أبوعبيدالله المزرباني قال حدثني عمر ابن داود العماني قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابى قال حدثنا مهدي بن سابق قال حدثنا أبولبيد قال جاء الكميت إلى الفرزدق فقال يا عم اني قد قلت قصيدة أريد أعرضها عليك فقال له قل.

فأنشده

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب.

فقال له الفرزدق فالي من طربت ثكلتك أمك فقال:

ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب

ولم تلهني دار ولا رسم منزل =ولم يتطربني بنان مخضب

فقال له إلام طربت فقال:

ولا أنا ممن يزجر الطير همه =أصاح غراب أم تعرض ثعلب

[قال المرتضى رضى الله عنه].

تقف علي الطير ثم تبتدئ بهمه ليعلم الغرض

ولا السانحات البارحات عشية =أمر سليم القرن أم مر أعضب (4)

ولكن إلي أهل الفضائل والنهى =وخير بني حواء والخير يطلب.

قال الفرزدق هؤلاء بنو دارم.

فقال الكميت

إلى النفر البيض الذين بحبهم =إلى الله فيما نابني أتقرب

فقال الفرزدق هؤلاء بنو هاشم فقال الكميت:

بني هاشم رهط النبي فانني =بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

فقال له الفرزدق والله لو جزتهم إلى سواهم لذهب قولك باطلا.

ومما يشهد أيضا بذلك ما أخبرنا به أبوعبيدالله المرزباني. قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا جدي يحيي ابن الحسن العلوي قال حدثنا الحسين بن محمد بن طالب قال حدثنى غير واحد من أهل الادب أن علي بن الحسين عليه السلام حج فاستجهر الناس جماله وتشوفوا له وجعلوا يقولون من هذا فقال الفرزدق:

هذا ابن خير عباد الله كلهم =هذا التقى النقى الطاهر العلم

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته =والبيت يعرفه والحل والحرم

اذا رأته قريش قال قائلها =الي مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته =ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم

يغضى حياء ويغضى من مهابته = فما يكلم إلا حين يبتسم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير