ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:19 م]ـ
ومن اعتذاريات النابغة
عفا ذو حسى من فرتني فالفوارع = فجنبا أريك فالتلاع الدوافع
فمجتمع الأشراج غير رسمها = مصايف مرت بعدنا ومرابع
توهمت آيات لها فعرفتها = لستة أعوام وذا العام سابع
رماد ككحل العين لأيا أبينه = ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع
كأن مجر الرامسات ذيولها = عليه حصير نمقته الصوانع
على ظهر مبناة جديد سيورها = يطوف بها وسط اللطيمة بائع
فكفكفت مني عبرة فرددتها = على النحر منها مستهل ودامع
على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت: ألما أصح والشيب وازع
وقد حال هم دون ذلك شاغل = مكان الشغاف تبتغيه الأصابع
وعيد أبي قابوس في غير كنهه = أتاني ودوني راكس فالضواجع
فبت كأني ساورتني ضئيلة = من الرقش في أنيابها السم ناقع
يسهد من ليل التمام سليمها = لحلي النساء في يديه قعاقع
تناذرها الراقون من سوء سمها = تطلقه طورا وطورا تراجع
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني = وتلك التي تستك منها المسامع
مقالة أن قد قلت: سوف أناله = وذلك من تلقاء مثلك رائع
لعمري وما عمري علي بهين = لقد نطقت بطلا علي الأقارع
أقارع عوف لا أحاول غيرها = وجوه قرود تبتغي من تجادع
أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة = له من عدو مثل ذلك شافع
أتاك بقول هلهل النسج كاذب = ولم يأت بالحق الذي هو ناصع
أتاك بقول لم أكن لأقوله = ولو كبلت في ساعدي الجوامع
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة = وهل يأثمن ذو إمة وهو طائع
بمصطحبات من لصاف وثبرة = يزرن إلالا سيرهن التدافع
سماما تباري الريح خوصا عيونها = لهن رذايا بالطريق ودائع
عليهن شعث عامدون لحجهم = فهن كأطراف الحني خواضع
لكلفتني ذنب امرئ وتركته = كذي العر يكوى غيره وهو راتع
فإن كنت لا ذو الضغن عني مكذب = ولا حلفي على البراءة نافع
ولا أنا مأمون بشيء أقوله = وأنت بأمر لا محالة واقع
فإنك كالليل الذي هو مدركي = وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
خطاطيف حجن في حبال متينة = تمد بها أيد إليك نوازع
أتوعد عبدا لم يخنك أمانة = وتترك عبدا ظالما وهو ضالع
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه = وسيف أعيرته المنية قاطع
أبى الله إلا عدله ووفاءه = فلا النكر معروف ولا العرف ضائع
وتسقى إذا ما شئت غير مصرد = بزوراء في حافاتها المسك كانع
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:22 م]ـ
أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
وكل ما أثرته حولك من غبار
أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
في لحظة انهياري
فالشعر، يا صديقتي، منفاي واحتضاري
طهارتي وعاري
ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري
من أجل هذا .. جئت يا صديقتي
أقدم اعتذاري
أقدم اعتذاري
نزار قباني
[ line]
نزار قباني]
نزار قباني (1923 دمشق - 1998 لندن) تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي، وتنقل خلاله بين القاهرة، وأنقرة، ولندن، ومدريد، وبكين، ولندن. وفي ربيع 1966، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:43 م]ـ
قال المتنبي معاتبا سيف الدولة:
واحر قلباه ممن قلبه شبم = ومن بجسمي وحالي عنده سقم
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي = وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته = فليت أنا بقدر الحب نقتسم
قد زرته و سيوف الهند مغمدة = وقد نظرت إليه و السيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلهم = وكان أحسن مافي الأحسن الشيم
فوت العدو الذي يممته ظفر = في طيه أسف في طيه نعم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت = لك المهابة مالا تصنع البهم
ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها =أن لا يواريهم بحر و لا علم
أكلما رمت جيشا فانثنى هربا = تصرفت بك في آثاره الهمم
عليك هزمهم في كل معترك = و ما عليك بهم عار إذا انهزموا
أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر= تصافحت فيه بيض الهندو اللمم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي = فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة= أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره =إذا استوت عنده الأنوار و الظلم
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا = بانني خير من تسعى به قدم
انا الذي نظر العمى إلى ادبي= و أسمعت كلماتي من به صمم
انام ملء جفوني عن شواردها = ويسهر الخلق جراها و يختصم
و جاهل مده في جهله ضحكي = حتى اتته يد فراسة و فم
إذا رايت نيوب الليث بارزة = فلا تظنن ان الليث يبتسم
و مهجة مهجتي من هم صاحبها = أدركته بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد = وفعله ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفلين به = حتى ضربت و موج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيداء تعرفني = والسيف والرمح والقرطاس و القلم
صحبت في الفلوات الوحش منفردا =حتى تعجب مني القور و الأكم
يا من يعز علينا ان نفارقهم = وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقنا منكم بتكرمة = لو ان أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا = فما لجرح إذا أرضاكم ألم
و بيننا لو رعيتم ذاك معرفة= غن المعارف في اهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم = و يكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي = أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
ليت الغمام الذي عندي صواعقه = يزيلهن إلى من عنده الديم
أرى النوى تقتضينني كل مرحلة = لا تستقل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا = ليحدثن لمن ودعتهم ندم
إذا ترحلت عن قوم و قد قدروا = أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به = و شر ما يكسب الإنسان ما يصم
و شر ما قنصته راحتي قنص= شبه البزاة سواء فيه و الرخم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة=تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك إلا أنه مقة = قد ضمن الدر إلا أنه كلم
¥