القرآن الكريم كلام رب العالمين (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42)، فلا يخضع لمعايير النقد، إذ لا مأخذ عليه، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلامهم. ومن أهم وجوه الإعجاز فيه أنه القمة في لغة العرب، فما قبله صعود وتقدم وارتقاء، وما بعده هبوط وتراجع وانحدار، والتعهد الرباني بحفظ القرآن الكريم يعني أن اللغة العربية قد بلغت بواسطته إلى القمة، لأن كلام الله يعلو ولا يعلى عليه، لكن كلام الناس يهبط ويصعد بالنسبة إليه، ولذلك فإن كل نزول وانحدار في كلام العرب عن مستوى لغة القرآن يعتبر تراجعا ونكوصا في اللغة، وكل صعود وارتقاء إلى مستوى لغة القرآن يعتبر تقدما وتطورا.
إن تهجم أعوان إبليس من المشككين والمنكرين والملحدين والمنصرين والمستشرقين والمتفرنجين والجهلة المناهضين للإسلام على لغتنا العربية لغة القرآن الكريم، ودعواتهم المشبوهة إلى التغيير بدعوى التطوير، هو نفس حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بغربال يمسكه في يديه.
إن الهدف الخفي الأساسي من وراء مثل هذه الدعوات والادعاءات المشبوهة هو الطعن في إعجاز القرآن الكريم وفي مكانته تمهيدا لإسقاط حجيته واتهامه بالغلط والركاكة والهفوات وعدم الثبات، ثم تغيير اللغة العربية بدعوى التطوير من أجل إيجاد هوة بين الأجيال القادمة من المسلمين وبين قرآنهم وتراثهم الإسلامي وكتب الفقه والتفسير، وإسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور في نهاية الأمر، ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
صدق الله العظيم
ذاك هو جوهر الموضوع،فصدقت أخي منذر.
الواقع الذي نعيشه بطغيان العولمة فيه والتغيرات في شتى المجالات، يتطلب منا
تطويع لغة الضاد بطريقة لا تخرج بها عن قداستها وعراقتها،
ولن يكون هذا إلا اذا التزمنا الجدّ وابتعدنا عن توافه الأمور.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 06:50 م]ـ
أتمنى ألا يُلتفت إلى ما طرحه هذا الكاتب؛ فهو باحثٌ عن الشهرة بل لاهثٌ خلفها، وغاية ما يتمنى أن يرد عليه هذا العالم الفاضل أو ذاك، فيكون معروفًا بين الناس، وينال ما أراد.
هذا الكلام لم أقله من فراغ، فلهذا الكاتب كتابات عديدة تنضح بالحماقة والسوء، وهو غير جدير بالرد والمناقشة.
دعوه فالزمن كفيل برمي هذا الطرح في سلة المهملات،،
صدقت أخي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 09:43 م]ـ
هذا المقال مررت عليه سابقا، ولولا دعوة من أخ كريم؛ لما توقفت عنده؛
لأنها شنشنة نعرفها من أخزم!!
(الشنشنة هي الطبيعة، ويقال: إنه حين مات أخزم، هبّ أولاده، وقتلوا جدّهم فقال قبل أن يلفظ آخر أنفاسه:
إنّ بنيّ رموني بالدم!!
والكاتب (المهووس) هذا من سلالة أخزم، وهو يدّق الآن طبول الحرب أو عطر منشم، على لعتنا الحبيبة، وعلى أسياده الذين علموه كيف يكتب ويقرأ الحرف العربي، ويعبر عنه فيما عبر من هوس سبقه إليها كبار المتنصرين والمستشرقين ..
وإننا نحن العرب نادرا ما ننظر إلى لغتنا من جانبها الفلسفي والرياضياتي، فاللغة عندنا للتواصل أو الشتيمة أو الثرثرة، متناسين أن اللغة إبداع إنساني، بل إنها الإبداع الحقيقي، وتطورها هو الذي يسهم بتطور العلوم والفنون كافة.
وإذا ما ذُكر تاريخ النحو العربي فكثيرًا ما يُقرن بأثر أجنبي أسهم في نشوئه.
ومن ذلك القول بأن النحو العربي متأثر بالدراسات اليونانية، أو متأثر بالدراسات الهندية.
لكن هذا الحال تغير خصوصًا مع ازدهار الدراسات اللسانية المتأثرة بفكر تشومسكي.
ذلك أنه ينظر إلى اللغات عمومًا على أنها تمثُّلات لشيء واحد عام في بنى الإنسان مخصوصين به.
لذلك لا نستغرب التشابهات الكثيرة العميقة بين اللغات كما لا نستغرب أن يصل بنو الإنسان في دراسة لغاتهم إلى نتائج متشابهة.
ونتيجة لهذا الأثر بدأ توجُّه جديد يهتم بالدراسات العربية في الغرب من حيث البحث في تاريخ النحو العربي:
(ومن أوائل الأبحاث الحديثة المتأثرة بالفكر اللساني لتشومسكي وتنحو هذا المنحى مقال كتبه ديفد بترسون بعنوان بعض الوسائل التفسيرية عند النحويين العرب)
ويناقش فيه لجوء النحويين العرب إلى التأويل والتجريد، ويختمه بقوله:
يجب أن يكون واضحًا من النقاش الذي تقدم أن النحويين العرب لم يكونوا وصفيين لا يهتمون إلا بالظاهر في أية حال؛ بل هم بنيويون بالمعنى نفسه الذي يصنَّف به أكثر الدرس اللساني في القرن العشرين، ومن ضِمنه النحو التوليدي التحويلي بأنه بنيوي.
لقد كان النحويون العرب مهتمين بالتحليل البنيوي الذي يصل الأشكال بعضها ببعض، وذلك ما يؤدي إلى تفسيرها وتوضيها.
ومن أجود ماقرأته، إنصافا للنحو العربي، والدراسات النحويه
قول لبعض الدارسين الغربيين الذين كتبوا عن النحو العربي،
(وقد غاب اسمه عني الآن)، وهو بخصوص ما تتصف به المقالات التي تؤرِّخ للنشاط النحوي العربي:
(المقالات التي تهتم بتاريخ بعض النحويين) أنها تتعدى حدود المناهج التقليدية في البحث، تلك التي تركز أساسًا على التفصيلات الخاصة بسِيَر حياة النحويين، وتنحو إلى فحص إنتاجهم العلمي بوصفه منظومة من الأفكار الثابتة التي لابد أنهم حصلوا عليها من سابقيهم، وبهذه الطريقة لم يُعترف إلا بوجود عدد قليل من العباقرة".
لقد كان النحويّ المسلم حرًّا في تطوير أي رأي يراه معقولاً ومتماشيًا مع دينه، لذلك يجب أن يتوقف القارئ المعاصر عن النظر إلى الإسلام على أنه عنصرُ كَبْت، وأن ينظر بدلاً عن ذلك إلى الخصوصية والمبادرة التي كان المثقفون المسلمون أحرارًا في اتخاذها.
طبيب بداء فنون الكلا = م لم يعي يوماً ولم يهذر
فإن هو أطنب في خطبة = قضى للمطيل على المنزر
وإن هو أوجز في خطبة = قضى للمقل على المكثر
الشكر الجزيل لأخي العزيز "دكتور مروان" ...
إنه "القول الفصل" ...
بارك الله فيكم ودمتم لنا ذخرا ومنهلا للعلم والأدب.
¥