تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كَسَبَ الشَّرَفَ السامِي فغدا = فوْقَ الجوزاءِ يُشَيِّدُهُ

وكفاه غلامٌ أَوْرَثَهُ = إِسْحَاق المَجْدِ وأَحْمَدهُ

ما زالَ يجولُ مَدىً فَمَدىً = ويحلُّ الأَمْرَ وَيَعْقِدهُ

حتّى أَعطَتهُ رئاسَتُه = وسياسَتُه ومهُنَّدهُ

فاليومَ هو الملِكُ الأَعْلَى = مولَى مَنْ شَاءَ وسَيّدُهُ

ميمونُ العُمْرِ مبارَكُهُ = منصورُ المُلكِ مُؤيَّدهُ

هَيْنٌ لَيْنٌ في عِزَّتِهِ = لكن في الحرْبِ تَشَدُّدُهُ

يطوِي الأيّامَ وَينْشُرُها = ويُقيمُ الدهرَ ويُقْعِدهُ

شُهِرَتْ كالشّمسِ فضائِلُهُ = فأقرّ عداهُ وحُسَّدهُ

لا يُطرِبُهُ التَّغْريدُ ولَوْ = غَنَّى بالأَرْغُنِ مَعْبَدهُ

والخَمْرُ فلَيْسَتْ مِنْهُ ولا = لعبُ الشَّيْطانِ ولا دَدُهُ

تركَ اللَّذَّاتِ فهِمَّتُهُ = عِلْمٌ يَرْويهِ ويُسْنِدهُ

وبداً في المُلْكِ تُرَغِّبُه = وبُقىً في المالِ تُزهّدهُ

وذكاءٌ مثل النَّارِ جَلا = ظُلَمَ الشُّبُهاتِ تَوقُّدهُ

وهُدَىً في الخيرِ يُرَغِّبُه = وتُقىً في المُلك يزهّدهُ

وحَواشٍ رقَّتْ مِنْ أَدَبِ = حتّى فَضَحت من يِنشدهُ

لا عُذرَ لمادِحِهِ إن لَمْ = يدفق بغرِيبٍ يَنْقُدهُ

غَيْلانُ الشِّعْر قُدَامَتُه = جَرْمِيُّ النَّحْو مُبَرّدُهُ

وخَليلُ لُغاتِ الْعُرْبِ يق = فِي كتابَ الْعَيْنِ وَيَسْرُدهُ

لما خاطبتُ وخاطَبَنِي = لم يخفَ عَلَيَّ تَعَبُّدهُ

فنزلتُ له عن طرف السَّبْ = قِ وقلتُ بكَفِّكَ مِقْوَدهُ

لو يعدَم عِلْمٌ أو كَرَم = أيقنتُ بِأَنَّكَ تُوجِدهُ

من ذَمَّ الدهْرَ وزاركَ يا = مَلِكَ الدُّنْيا فَسَيَحْمَدهُ

إن ذَلَّ فجيْشُك ينْصرُهُ = أو ضَلَّ فرأْيُكَ يُرْشِدهُ

أو راحَ إلى أُمنيتِهِ = ظمآن فحَوْضُكَ يُورِدُهُ

أنتَ الدنيا والدينُ لنا = وكريمُ العَصر وأَوحَدُهُ

لو أنَّ الصَّخْرَ سقاهُ نَدَى = كَفَّيْكَ لأَوْرَقَ جَلْمَدهُ

والرُّكْنُ لو اِنّك لامِسُهُ = لاِبيَضّ بكفّكَ أَسْوَدُهُ

يَطوي السُّفّارُ إليكَ مَدىً = باللَّيْلِ فَيسْهَرُ أَرمدُهُ

ويهونُ عَلَيهِم شَحطُ نَوىً = يُطْوَى بِحَديثكَ فَدْفَدُهُ

والمَشرِقُ أنبأَ مُتْهِمُهُ = بالفضلِ عليكَ وَمُنْجِدُهُ

والعينُ تراك فيُسْتَشْفَى = مطروفُ الجَفْنِ وَأَرْمَدُهُ

سعِدَتْ أيَّامُ الشَّرْقِ وما = طَلَعَتْ إِلّا بِكَ أَسْعُدُهُ

وأَضَاءَ الحَقُّ لِمُرسِيةٍ = لَمَّا أَورَت بك أَزْنُدُهُ

بالعدْلِ قمعتَ مظالِمَها = وَبِحُسنِ الرأَيِ تُسَدِّدهُ

وجلبتَ لها العُلَمَاءَ فلمْ = تَترُك عِلما تَتَزَيَّدُهُ

وزرعتَ من المعروف لها = ما عند اللّه ستَحْصُدهُ

واِهتَزَّ لإسْمِكَ مِنبَرُها = فليدعُ به من يَصْعَدهُ

قد كان الشيخُ أخا كرم = ينهلُّ عَلَى من يَقْصِدهُ

فمضى وبقِيتَ لنا خَلَفاً = من كُلِّ كريم نَفْقِدهُ

فاللّه يقيكَ السّوءَ لنا = وبرحمتِهِ يتَغَمَّدهُ

ولقد ذَهَبَتْ نُعْمَى عَيْشِي = وطريفُ المالِ ومُتْلَدهُ

أمُحِبُّكَ يدخُلُ مَجْلسه = فيقال أهَذَا مَسْجدُهُ

لا بُسْط به إلا حُصرٌ = فعسى نعماكَ تمَهِّدهُ

فاِبعَث لمُصَلٍّ أَبْسِطَةً = في الصَّفِّ لِيحْسُن مَقْعَدُهُ

وَعساك إذا أنعَمْتَ به = من صاحِبِهِ لا تُفْرِدُهُ

باِثنين يُغَطّى البَيتُ ولا = يُكْسَي بالفرْدِ مُجَرَّدُهُ

صلني بهما واِغنَم شُكرِي = فثنائِي عليكَ أُخَلِّدهُ

أَتُراكَ غَضِبتَ لما زَعموا = وطمَى من بحركَ مُزْبدهُ

وَبَدا من سيفِكَ مُبرِقُه = وَعلا من صوتك مُرْعِدهُ

هَل تأتِي الرّيحُ على رَضْوَى = فتقوّيه وتُصَعِّدهُ

أَنتَ المولى والعبدُ أنا = فبأَيِّ وَعيدِك تُوعِدهُ

ما لِي ذنبٌ فتعاقبُنِي = كذب الواشِي تَبَّتْ يدهُ

ولو اِستَحقَقتُ مُعاقَبَةً = لأبى كرمٌ تَتَعَوَّدهُ

عَن غير رضايَ جَرَتْ أشيا = ءُ تُغيضُ سواكَ وتُجْمِدهُ

واللّهُ بذاك قضى لا أنْ = تَ فلَسْتُ عليكَ أعدِّدهُ

لا تغد عليَّ بمُجْتَرِمٍ = لم يثْبُتْ عندك شُهَّدهُ

فوزيرُ العَصرِ وَكاتِبُه = ومرسِّلُه ومُقَصِّدهُ

يُبْدِي ما قلتُ بمجلِسِهِ = أَيضاً ولسوفَ يُفَنِّدُهُ

إِن كنتُ سببتكُ فُضَّ فمِي = وَكفرتُ برَبٍّ أَعْبُدهُ

حاشا أدبي وسنا حسبِي = من ذَمِّ كريم أَحْمَدهُ

سَتجودُ لعبدِكَ بالعفو = فيذيبُ الغَيْظَ ويطردُهُ

وقديمُ الوُدِّ ستذكرُهُ = وتجدِّدُهُ وتؤَكِّدُهُ

أوَ ليسَ قديمُ فخارِكَ ين = شينِي وَعُلاكَ يُشَيِّدهُ

يا بدرَ التّمِّ نكحتَ الشَّمْ = سَ فذاك بُنيّك فَرْقَدهُ

فَاِسلَم للدين تُمَهِّدُهُ = ولِشَمْلِ الكفْرِ تُبدِّدهُ

واِقبل غَيْداءَ محبَّرَةً = لفظاً كالدُّرِّ مُنَضّدُهُ

لو أَنّ جميلاً أَنشَدَها = في الحيَّ لذابتْ خُرَّدُهُ

أهديتُ الشِّعْرَ على شَحَطٍ = ونداك قريبٌ مَوْلِدهُ

ما أَجوَدَ شِعرِي في خَبَبٍ = والشعرُ قليلٌ جَيِّدهُ

لولاك تساوَى بَهْرَجُهُ = في سُوقِ الصَّرْفِ وعسْجَدهُ

وَلَضاع الشعرُ لذِي أدَبٍ = أو ينفقهُ من يَنْقُدهُ

فَعَليك سلامُ اللَّهِ مَتى = غنَّى بالأيك مُغَرِّدهُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير