كِلاَنَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرافُه =على الناسِ مطليُّ المَسَاعِرِ أَخْشَفُ
بِأَرْضِ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا = مِنَ الرَّيْطِ والديباجِ دِرعٌ وَمِلْحَفُ
وَلاَ زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ = وَأَبْيَضُ مِنْ ماءِ الْغَمَامَةِ قَرْقَفُ
وَأَشْلاَءُ لَحْمٍ مِنْ حُبارى يَصِيدُها = إذا نَحْنُ شِئْنا صَاحِبٌ مُتَأَلِّفُ
لَنَا ما تَمَنّيْنا منَ العيشِ، ما دَعَا = هَدِيلاً حَمَامَاتٌ بِنَعْمَانَ وُقّفُ
إليكَ، أَميرَ المؤمِنينَ، رَمَتْ بنا = هُمُومُ المُنى، وَالهَوْجَلُ المُتَعَسِّفُ
وَعَضُّ زَمَانٍ، يا ابنَ مروانَ، لم يدع = مِنَ المالِ إلا مُسحَتاً، أَو مُجَلَّفُ
وَمَائِرَةُ الأعضادِ صُهْبٌ، كَأَنّها = عليها مِنَ الأيْنِ الجِسَادُ المدوَّفُ
نَهَضْنَ بِنَا منْ سِيفِ رَمْل كُهَيْلَةٍ، = وَفِيهَا بَقَايا من مِراحٍ، وَعَجْرَفُ
فَمَا وَصَلَتْ حَتّى تَوَاكَلَ نَهْزُهَا، = وَبَادَتْ ذُرَاها، والمناسِمُ رُعَّفُ
وَحَتّى مَشَى الحَادِي البَطِيءُ يَسُوقُها = لَهَا نَحَضٌ دَامٍ وَدَأيٌ مُجَنَّفُ
وَحَتى قَتَلْنَا الجَهْلَ عَنْهَا، وَغُودِرَتْ، = إذا ما أُنِيخَتْ، والمدامع ذُرَّفُ
إذا ما أُنِيخَتْ قَاتَلَتْ عن ظُهُورِها، = حَرَاجِيجُ أَمْثالُ الأسِنّةِ شُسَّفُ
وَحَتى بَعَثْنَاها، وَمَا في يَدٍ لها، = إذا حُلّ عَنْهَا رِمّةُ القيد، مَرْسَفُ
إذَا ما رَأَيْنَاها الأزمّةَ أَقْبَلَتْ = إلَيْهَا بِحُرّاتِ الوُجوهِ، تَصَرَّفُ
ذَرَعْنَ بِنَا مَا بَيْنَ يَبرينَ عَرْضَه، = إلى الشّامِ يَلْقاها رِعانٌ، وَصَفْصَفُ
فَأَفْنَى مِرَاحَ الذّاعِريّة خَوْضُها = بِنَا اللّيْلَ، إذ نامَ الدَّثُورُ المُلَفَّفُ
إذَا احْمَرَ آفَاقُ السّماءِ، وَهَتَّكَتْ = كُسُورَ بُيوتِ الحَيّ نَكْبَاءُ حَرْجَفُ
وَجَاءَ قريعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفالِها، = يَزِفّ، وَجَاءَتْ خَلْفَه، وَهِيَ زُفَّفُ
وَهَتّكَتِ الأطْنَابَ كلُّ ذِفِرّةٍ، = لَهَا تَامِكٌ مِنْ عَاتِقِ النَّيِّ أَعْرَفُ
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصَّلَى بلَبَانِهِ، = وَكَفّيه، حَرَّ النَّارِ ما يَتَحَرَّفُ
وَقَاتَلَ كَلْبُ القَوْمِ عَنْ نَارِ أَهْلِهِ، = لِيَرْبِضَ فيها، والصَّلى مُتَكَنَّفُ
وَأَصْبَحَ مُبْيَضُّ الصَّقِيعِ، كأنّهُ = على سَرَواتِ النِّيبِ قُطنٌ مُنَدَّفُ
وَأَوْقَدَتِ الشِّعرى، مع اللل، نارَها، = وَأَمْسَتْ مُحَولاً جَلْدُها يَتَوَسّفُ
لَنَا العِزّةُ القَعْسَاءُ، وَالعَدَدُ الذي = عَلَيْهِ، إذا عُدّ الحصى، يُتَحَلّفُ
وَلَوْ تَشْرَبُ الكلبَى المِراضُ دِماءنا، = شَفَتْها، وذَوُ الدّاءِ هُوَ أَدْنَفُ
لَنَا، حَيْثُ آفاقُ البرِيّةِ تَلْتَقي، = عَدِيدُ الحَصَى وَالقَسْوَريُّ المُخَنْدِفُ
وَمِنّا الذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عِنْدَهُ، = وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأْذَنُ المُتَنَصَّفُ
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وَعُيونُهم = مُكَسّرَةٌ أَبْصَارُهَا، ما تَصَرَّفُ
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ اللَّهِ نَحْنُ وُلاَتُهُ،= وَبَيْتٌ، بِأَعْلى إيلياءَ، مُشرَّفُ
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلْفَنَا،=وَإنْ نَحْنُ أَوْمَأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا
أُلُوفُ أُلُوفٍ من رجالٍ وَمِنْ قَناً، = وَخَيْلٌ كَرَيْعَانِ الجَراد، وَحَرْشَفُ
وَلاَ عِزّ إلاّ عِزُّنَا قَاهِرٌ لَهُ، = وَيَسْأَلُنا النَّصْفَ الذّلِيلُ فَنُنْصِفُ
وَإنْ فَتَنُوا يَوْماً ضَرَبْنَا رُؤوسَهُم، = عَلى الدِّينِ حتى يُقْبِلَ المُتَأَلِّفُ
إذا ما احْتَبَتْ لي دَارمٌ عِنْدَ غَايَةٍ، = جَرَيْتُ إليها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطْرَفُ
كِلاَنَا لَهُ قَوْمٌ، فَهُم يَجْلِبُونَهُ = بِأَحْسَابِهِمْ حَتّى يُرى مَنْ يُخَلَّفُ
إلى أمَدٍ، حتى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا، = وَيُرْجِعُ مِنّا النحسَ مَن هُوَ مُقْرِفُ
فَإنّكَ، إنْ تَسْعَى لِتَدركَ دارماً، = لأنْتَ المُعنّى، يا جريرُ، المُكَلَّفُ
أَتَطْلُبُ مَنْ عِنْدَ النُّجُومِ وَفَوْقَها = بِرِبْقٍ وَعَيرٍ ظَهْرُهُ يَتَقَرَّفُ
وَشَيْخَيْنِ قَدْ نَاكَا ثَمَانينَ حَجَّةً = أَتَانَيهما هذا كبيرٌ وَأَعْجَفُ
عَطَفْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ، إنّي إذا وَنَى = أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْنِ مِعْطَفُ
أَبَى لِجُرَيرٍ رَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٍ، = وَعِرضٌ لَئيمٌ للمَخَازي موقَّفُ
¥