تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَجَدْتُ الثرى فينا، إذِ التُمسَ الثرى، = وَمَنْ هُوَ يرجو فضْلَهُ المُتَضَيِّفُ

وَيُمْنَعُ مَوْلاَنَا، وَإنْ كان نَائِياً = بِنَا دَارُه، مِمّا يَخافُ، وَيأْنَفُ

تَرَى جارَنَا فينا يُجِيرُ، وَإنْ جَنَى، = وَلاَ هُوَ مِمّا يُنَظِفُ الجارَ يُنْظَفُ

وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيبٌ عن القِرى، = إلى الضّيْفِ نَمْشي مُسْرِعينَ وَنُلْحِفُ

وَقَدْ عَلِمَ الجِيرانُ أَنْ قُدورَنَا =ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ

تُفَرَّغُ في شِيزى كأَنّ جِفَانَها = حَيَاضُ جِبىً مِنْهَا مِلاءٌ وَنُصَّفُ

تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ، كَأَنّهُمْ = على صَنَمٍ في الجاهِليّةِ عُكَّفُ

قُعُوداً وَحَوْلَ القاعِدينَ سطورُهم = جُنوحٌ وأَيديهم جُموسٌ وَنُظَّفُ

وَمَا حلّ، من جهلٍ، حُبَى حُلمائنا، = وَلاَ قَائِلُ المَعْرُوفِ فِينَا يُعَنَّفُ

وَمَا قَامَ مِنّا قَائِمٌ في نَدِيّنا، = فَينطِقُ إلاّ بالتي هيَ أَعْرَفُ

وإنّا لَمِنْ قَوْمٍ بِهِمْ يُتَّقَى الرّدى، = ورأْبُ الّأى، والجانبُ

وَأَضْيَافِ ليلٍ قد نَقَلْنا قِراهُم، = إلَيْهِمْ، فَأَتْلفنا المَنايا وَأَتْلفوا

قَرَيناهُمُ المأثورَةَ البِيضَ قَبْلَها = يُثِجّ العُرُوقَ الأزأنيُّ المُثَقَّفُ

ومسروحةٍ مِثْل الجَرَاد يسوُقُها = مُمَرٌّ قُوَاهُ والسَّراءُ المعطَّفُ

فَأَصْبح في حيث التَقَيْنا شريدُهم = قَتِيلٌ، ومكتُوفُ اليَدَيْنِ، وَمُزْعَفُ

وَكُنّا إذا ما اسْتَكرَه الضّيْفُ بالقِرى = أَتَتْهُ العَوالي وهيَ بالسُّمّ رُعَّفُ

وَلاَ تَستجِمُّ الخَيْلُ حتى نُجِمّها، = فَيَعْرِفَها أَعْدَاؤنا، وهي عُطَّفُ

لِذَلِكَ كَانَتْ خَيْلُنا مرّةً تُرَى =حِساناً، وَأَحْيَاناً تُقادُ، فَتعجَفُ

عَلَيهِنّ مِنّا الناقِمونَ ذُحُولَهُمْ، = فَهُنّ بِأَعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتَّفُ

وَقِدرس فَثَأْنَا غَلَيَها، بَعْدَما غَلَتْ، = وَأُخرى حَشَشنا بالعوالي تؤنَّفُ

وَكُلُّ قِرَى الأضْيَافِ نقري من القنا، = ومُعْتَبَطٌ مِنْهُ السّنامُ المُسَدَّفُ

وجدنا أعزّ النّاسِ أَكْثَرَهُم حَصىً، = وأَكْرَمَهُمْ مَنْ بالمكارِمِ يُعْرَفُ

وكلتاهما فينَا، لنا حينَ تلتقي = عصائبُ لاقى بينهُنّ المُعَرَّفُ

مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ الكَثِيرِ قليلُنا، = إذا ما دَعا ذو الثّؤرَةِ المُتَرَدِّفُ

قلفنا الحصىَ عَنْهُ الذي فَوْقَ ظَهْرِهِ، = بأَحْلاَمِ جُهّالٍ، إذا ما تغضّفوا

وجهلٍ بحِلمٍ قد دَفعنا جُنُونَهُ، = وما كادَ لولا عزّنا يتزحْلَفُ

رَجَحنا بهم حتى استَبانوا حَلومَهم، = بِنَا بَعْدَما كادَ القَنَا يَتَقَصّفُ

وَمَدّتْ بِأَيديها النّساءُ، فلم يكُنْ = لذي حَسَبٍ عَن قَوْمِهِ مُتَخلَّفُ

فَمَا أَحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دارِماً = بِعِزّ، ولا عزٌّ لَهُ حين يُخنِفُ

تَثَاقَلَ أَرْكَانٌ عليه ثقيلةٌ، =كَأَرْكَانِ سلْمى، أَوْ أَعزُّ، وَأَكْثَفُ

وَأُمٍ أَفَرّتْ عَنْ عَطِيّةِ رَحْمِهَا = بِأَلأمِ ما كانَتْ لَهُ الرّحمُ تنشفُ

إذا وَضَعَتْ عَنْها أَمَامَةُ دَرْعَهَا = وَأَعْجَبَها رابٍ إلى البَطنِ مهدفُ

قصيرٌ كَأَنّ التّرْكَ فيه وُجُوهُهُمْ، = خَنُوفٌ كَأَعْنَاقِ الحرادينِ أَكْشَفُ

تَقُولُ وَصَكّتْ حُرّ وَجْهِ مغيظَةٍ = على الزّوْجِ حَرّى ما تزالُ تَلَهَّفُ

أَما مِنْ كليبيّ إذا لم يَكُنْ لَهُ =أَتَانانِ يَسْتَغني وَلاَ يَتَعَفّفُ

إذا ذَهَبَتْ مِنّي بِزَوْجي حِمارَةٌ = فَلَيْسَ على رِيحِ الكليبيّ مَأْلَفُ

عَلى رِيحِ عَبْدٍ ما أَتَى مِثْلَ ما أَتَى = مصلٍّ وَلاَ من أَهْلِ مَيْسَانَ أَقْلَفُ

تَبْكّي على سعدٍ، وسعدٌ مقيمةٌ = بيبرين، قَدْ كَادَتْ على الناس تَضْعَفُ

وَلَوْ أَنَّ سَعْداً أَقْبَلَتْ من بِلاَدِهَا = لجاءت بيبرينَ اللّيالي تَزَحَّفُ

وَسَعْدٌ كَأَهْل الرّدم لو فُضّ عَنْهُمُ، = لَمَاجوا كما ماجَ الجَرَادُ، وَطَوّفُوا

هُمُ يعدلون الأرْضَ، لولاهمُ التقت = على النّاسِ، أَوْ كادت تَمِيلُ وَتُنْسَفُ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير