وَجَدْتُ الثرى فينا، إذِ التُمسَ الثرى، = وَمَنْ هُوَ يرجو فضْلَهُ المُتَضَيِّفُ
وَيُمْنَعُ مَوْلاَنَا، وَإنْ كان نَائِياً = بِنَا دَارُه، مِمّا يَخافُ، وَيأْنَفُ
تَرَى جارَنَا فينا يُجِيرُ، وَإنْ جَنَى، = وَلاَ هُوَ مِمّا يُنَظِفُ الجارَ يُنْظَفُ
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيبٌ عن القِرى، = إلى الضّيْفِ نَمْشي مُسْرِعينَ وَنُلْحِفُ
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرانُ أَنْ قُدورَنَا =ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ
تُفَرَّغُ في شِيزى كأَنّ جِفَانَها = حَيَاضُ جِبىً مِنْهَا مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ، كَأَنّهُمْ = على صَنَمٍ في الجاهِليّةِ عُكَّفُ
قُعُوداً وَحَوْلَ القاعِدينَ سطورُهم = جُنوحٌ وأَيديهم جُموسٌ وَنُظَّفُ
وَمَا حلّ، من جهلٍ، حُبَى حُلمائنا، = وَلاَ قَائِلُ المَعْرُوفِ فِينَا يُعَنَّفُ
وَمَا قَامَ مِنّا قَائِمٌ في نَدِيّنا، = فَينطِقُ إلاّ بالتي هيَ أَعْرَفُ
وإنّا لَمِنْ قَوْمٍ بِهِمْ يُتَّقَى الرّدى، = ورأْبُ الّأى، والجانبُ
وَأَضْيَافِ ليلٍ قد نَقَلْنا قِراهُم، = إلَيْهِمْ، فَأَتْلفنا المَنايا وَأَتْلفوا
قَرَيناهُمُ المأثورَةَ البِيضَ قَبْلَها = يُثِجّ العُرُوقَ الأزأنيُّ المُثَقَّفُ
ومسروحةٍ مِثْل الجَرَاد يسوُقُها = مُمَرٌّ قُوَاهُ والسَّراءُ المعطَّفُ
فَأَصْبح في حيث التَقَيْنا شريدُهم = قَتِيلٌ، ومكتُوفُ اليَدَيْنِ، وَمُزْعَفُ
وَكُنّا إذا ما اسْتَكرَه الضّيْفُ بالقِرى = أَتَتْهُ العَوالي وهيَ بالسُّمّ رُعَّفُ
وَلاَ تَستجِمُّ الخَيْلُ حتى نُجِمّها، = فَيَعْرِفَها أَعْدَاؤنا، وهي عُطَّفُ
لِذَلِكَ كَانَتْ خَيْلُنا مرّةً تُرَى =حِساناً، وَأَحْيَاناً تُقادُ، فَتعجَفُ
عَلَيهِنّ مِنّا الناقِمونَ ذُحُولَهُمْ، = فَهُنّ بِأَعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتَّفُ
وَقِدرس فَثَأْنَا غَلَيَها، بَعْدَما غَلَتْ، = وَأُخرى حَشَشنا بالعوالي تؤنَّفُ
وَكُلُّ قِرَى الأضْيَافِ نقري من القنا، = ومُعْتَبَطٌ مِنْهُ السّنامُ المُسَدَّفُ
وجدنا أعزّ النّاسِ أَكْثَرَهُم حَصىً، = وأَكْرَمَهُمْ مَنْ بالمكارِمِ يُعْرَفُ
وكلتاهما فينَا، لنا حينَ تلتقي = عصائبُ لاقى بينهُنّ المُعَرَّفُ
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ الكَثِيرِ قليلُنا، = إذا ما دَعا ذو الثّؤرَةِ المُتَرَدِّفُ
قلفنا الحصىَ عَنْهُ الذي فَوْقَ ظَهْرِهِ، = بأَحْلاَمِ جُهّالٍ، إذا ما تغضّفوا
وجهلٍ بحِلمٍ قد دَفعنا جُنُونَهُ، = وما كادَ لولا عزّنا يتزحْلَفُ
رَجَحنا بهم حتى استَبانوا حَلومَهم، = بِنَا بَعْدَما كادَ القَنَا يَتَقَصّفُ
وَمَدّتْ بِأَيديها النّساءُ، فلم يكُنْ = لذي حَسَبٍ عَن قَوْمِهِ مُتَخلَّفُ
فَمَا أَحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دارِماً = بِعِزّ، ولا عزٌّ لَهُ حين يُخنِفُ
تَثَاقَلَ أَرْكَانٌ عليه ثقيلةٌ، =كَأَرْكَانِ سلْمى، أَوْ أَعزُّ، وَأَكْثَفُ
وَأُمٍ أَفَرّتْ عَنْ عَطِيّةِ رَحْمِهَا = بِأَلأمِ ما كانَتْ لَهُ الرّحمُ تنشفُ
إذا وَضَعَتْ عَنْها أَمَامَةُ دَرْعَهَا = وَأَعْجَبَها رابٍ إلى البَطنِ مهدفُ
قصيرٌ كَأَنّ التّرْكَ فيه وُجُوهُهُمْ، = خَنُوفٌ كَأَعْنَاقِ الحرادينِ أَكْشَفُ
تَقُولُ وَصَكّتْ حُرّ وَجْهِ مغيظَةٍ = على الزّوْجِ حَرّى ما تزالُ تَلَهَّفُ
أَما مِنْ كليبيّ إذا لم يَكُنْ لَهُ =أَتَانانِ يَسْتَغني وَلاَ يَتَعَفّفُ
إذا ذَهَبَتْ مِنّي بِزَوْجي حِمارَةٌ = فَلَيْسَ على رِيحِ الكليبيّ مَأْلَفُ
عَلى رِيحِ عَبْدٍ ما أَتَى مِثْلَ ما أَتَى = مصلٍّ وَلاَ من أَهْلِ مَيْسَانَ أَقْلَفُ
تَبْكّي على سعدٍ، وسعدٌ مقيمةٌ = بيبرين، قَدْ كَادَتْ على الناس تَضْعَفُ
وَلَوْ أَنَّ سَعْداً أَقْبَلَتْ من بِلاَدِهَا = لجاءت بيبرينَ اللّيالي تَزَحَّفُ
وَسَعْدٌ كَأَهْل الرّدم لو فُضّ عَنْهُمُ، = لَمَاجوا كما ماجَ الجَرَادُ، وَطَوّفُوا
هُمُ يعدلون الأرْضَ، لولاهمُ التقت = على النّاسِ، أَوْ كادت تَمِيلُ وَتُنْسَفُ