تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مسترزقاً وسوى الغاياتِ تقنعُهُ

والحرصُ في الرزقِ، والأرزاق قد قسمتْ

بغيٌ؛ ألا إنَّ بغيَ المرءِ يصرعهُ

والدهرُ يعطي الفتى - من حيث يمنعهُ -

إرثاً، ويمنعُهُ من حيث يطعمهُ

أستودعُ الله في بغدادَ لي قمراً

" بالكرخِ " من فلكِ الأزرارِ مطلعهُ

ودعتُهُ وبودي لو يودعني

صفوُ الحياةِ، وأني لا أودعهُ

وكم تشبَّث بي يومَ الرحيلِ ضحىً

وأدمعي مستهلاتٌ، وأدمعُهُ

لا أكذبَ اللهُ، ثوبَ الصبرِ منخرقٌ

عنّي بفرقتهِ، لكن أُرقِّعُهُ

إنّي أُوسِّعُ عذري في جنايتهِ

بالبينِ عنهُ، وجرمي لا يوسِّعُهُ

رُزِقْتُ مُلكاً فلم أحسن سياستهُ

وكلُّ من لا يسوسُ الملكَ يخلعُهُ

ومن غدا لابساً ثوبَ النعيمِ بلا

شكرٍ عليهِ، فإنَّ الله ينزعهُ

اعتضتُ من وجهِ خلّي بعدَ فرقتهِ

كأساً أُجرَّعُ منها ما أُجرّعهُ

كم قائلِ لي: ذقت البين، قلت لهُ

الذنبُ واللّه ذنبي، لستُ أدفعهُ

ألا أقمت فكان الرشدُ أجمعهُ؟

لو أنني يوم بانَ الرشدُ أتبعهُ

إني لأقطعُ أيامي، وأنفدُها

بحسرةٍ منه في قلبي تقطِّعهُ

بمن إذا هجعَ النُّوامُ بتُّ لهُ

- بلوعةٍ منهُ - ليلي لستُ أهجعهُ

لا يطمئنُّ لجنبي مضجعٌ، وكذا

لا يطمئنُّ لهُ مذْ بِنتُ مضجعهُ

ما كنتُ أحسبُ أن الدهرَ يفجعني

بهِ، ولا أنَّ بيَ الأيامَ تفجعهُ

حتى جرى البينُ فيما بيننا بيدٍ

عسراءَ، تمنعني حظّي وتمنعهُ

قد كنتُ من ريبِ دهري جازعاً فزعاً

فلمْ أوقَّ الذي قدْ كنتُ أجزعهُ

باللّهِ يا منزلَ العيشِ الذي درستْ

آثارُهُ، وعَفَتْ مذْ بنتُ أربعهُ

هل الزمانُ معيدٌ فيكَ لذتنا

أم الليالي التي أمضتهُ ترجعهُ

في ذمةِ اللهِ من أصبحتَ منزلهُ

وجاد غيثٌ على مغناكَ يمرعُهُ

من عندهُ ليّ عهدٌ لا يضيِّعُهُ

كما لهُ عهدُ صدقٍ لا أضيِّعُهُ

ومن يصدِّعُ قلبي ذكرهُ، وإذا

جرى على قلبهِ ذكري يصدِّعهُ

لأصبرنَّ لدهرٍ لا يمتعني

بهِ، ولا بيَ في حالٍ يمتعهُ

علماً بأن اصطباري معقبٌ فرَجاً

فأضيقُ الأمرِ إن فكَّرتَ أوسعهُ

عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا

جسمي، ستجمعني يوماً وتجمعهُ

وإن تغلُ أحداً منّا منيَّتهُ

فما الذي بقضاءِ اللهِ يصنعهُ!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ[أم أسامة]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 08:52 م]ـ

كم أنت رائعة أيتها المبحرة ....

رائعة إضافتك أخي بحر الرمل ...

جزيتم خيراً وسلمت الأنامل ...

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 09:54 م]ـ

(استغربت أنا من قصة الحمار هذه فهل كانوا يصيدون الحمير!!).

لا غرابة أختي " المبحرة ".

فقد كانوا يصطادون الحمر الوحشية (المخططة) وليس الحمير ..

موضوع رائع ينم عن حسن انتقاء وتميز رائع ..

أبحري ولا عليك ..

بارك الله فيك وجزاك الخير كله ..

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 01:34 ص]ـ

بحر الرمل

الثلوج الدافئة

رعد ازرق

ماذا اقول لكم

شاكره لكم جميل تعاونكم

بارك الله فيكم

ولكم تحياتي

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 01:41 ص]ـ

و تنقلنا بين أورقة الزمن فقابلنا هذا العملاق الأعشى الهمداني و الذي قتلته قصيدة ليست هي الأهم من شعره بل ما قاله في الحجاج بن يوسف الثقفي و منها هذا البيت ...

إن تأنسوا بمذممين عروقهم"="في الناس إن نسبوا عروق عبيد

وقصد بالمذممين الحجاج بن يوسف و رمى إلى عدم أصالته في الإسلام و امتداد عروقه إلى العبودية و كأن مصيرة قد رسمته هذه الكلمات التي قتل على أثرها.

ومن خلال ما تطرقنا إليه و ما أسلفنا من قصائد الشعراء الذي أسلفنا بذكرهم يتضح لنا صدق ما تناولناه في المقدمة، فهذا هو حصاد ألسنتهم التي اودت بهم إلى الهاويه.

فأمانة الكلمة و صدقها لدى البعض منهم أودت بحياتهم، و هؤلاء من كانوا صادقين فيما قالوا لا نعيب عليهم لحفاظهم على أصالة المعنى. ولكن ما نعيبه هو ركاكة المعاني التي تناولوها و أودت بهم، فهؤلاء الشعراء تفوهوا بقصائد بمناسبة و غير مناسبة و أودت بعضها بحياتهم و كتبت نهايتهم.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 09:26 ص]ـ

نذهب إلى منحنى آخر و باتجاه آخر فيما نسميه بالقتل المعنوي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير