تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:23 م]ـ

وقال عبد يغوث يرثي نفسه بعد أن وقع في الأسر:

ألا لا تلوماني

ألا لا تلوماني كفى اللَّومَ ما بيا = وما لكما في اللوم خيرٌ ولا لِيا

ألم تعلما أنَّ الملامةَ نفعُها = قليلٌ، وما لومي أخي من شِماليا

فيا راكباً إمّا عرضتَ فبلِّغنْ = نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا

أبا كربٍ والأيهمَينِ كليهِما = وقيسا بأعلى حضرموتَ اليَمانيا

جزى اللهُ قومي بالكُلابِ ملامةً = صريحَهمُ والآخرين المَواليا

ولو شئتُ نجّتني من الخيل نَهْدَةٌ = ترى خلفَها الحُوَّ الجيادَ تَواليا

ولكنني أحمي ذِمارَ أبيكُمُ = وكانَ الرماحُ يختَطِفْنَ المُحاميا

أقول وقد شَدُّوا لساني بنِسعةٍ = أمعشرَ تَيْمٍ أطلِقوا عن لِسانيا

أمعشر تَيمٍ قد ملكتمْ فأسجِحوا= فإنَّ أخاكم لم يكن من بَوائيا

فإن تقتُلوني تقتُلوا بيَ سيدا = وإن تُطْلِقوني تَحْربُوني بماليا

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ سامعاً = نشيدَ الرِعاءِ المُعْزِبينَ المَتاليا

وتضحكُ منّي شيخةٌ عبشميَّةٌ = كأنْ لم تَرَى قلبيْ أسيراً يَمانيا

وظلَّ نِساء الحيِّ حوليَ رُكَّدا = يُراوِدْنَ منّي ما تُريد نِسائيا

وقد عَلمَتْ عرَسي مُلَيْكَةُ أنني = أنا الليثُ مَعْدُوّاً عليَّ وَعاديا

وقد كنتُ نَحَّار الجَزور ومُعمِل الـ = ـمَطِيّ، وأمضي حيثُ لا حيّ ماضيا

وأنحَرُ للشَّرب الكرام مَطِيتّي = وأصدعُ بين القَينَتَيْنِ رِدانيا

وكنتُ إذا ما الخيلُ شَمَّصها القنا = لَبيقاً بتصريف القناةِ بَنَانيا

وعاديةٍ سومَ الجراد وزعتُها = بكفي، وقد أنْحَوا إليّ العَواليا

كأنّيَ لم أركب جواداً ولم أقلْ = لخيليَ: كرّي، نفِّسي عن رجاليا

ولم أسبأ الزَّق الرَويَّ، ولم أقل = لأيسارِ صدق: أعظِموا ضوءَ ناريا

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:24 م]ـ

وقال رجُل من بني تَغْلب يقال له أفْنُون، وهو لَقبه، واسمه صُرَيم بن مَعْشر بن ذُهْل بن تَيْم بن عمرو بن مالك بن حَبيب بن عمرو بن عُثمان بن تَغْلِب، ولَقِيَ كاهناً في الجاهلية، فقال له: إنك تموت بمكان يقال له إلاهَة. فمكث ما شاء الله، ثم سافر في رَكْب من قومه إلى الشام فأتَوْها، ثم انصرفوا فضلّوا الطَّريق، فمالوا لرجل: كيف نَأخذ؟ فقال: سِيرُوا حتى إذا كنتم بمكان كذا وكذا ظَهَر لكم الطريق ورَأيتم إلاهة - وإلاهة قارة بالسّماوة - فلما أتَوْها نزل أصحابُه وأبى أن يَنْزل، فبينما ناقتُه تَرْتعى وهو راكبها إذ أخَذتْ بمشْفر ناقته حَيَّة، فاحتكت الناقةُ بمشْفرِها فلدغتْ ساقه؛ فقال لأخيه وكان معه، واسمَه مُعاوية: احفر لي فإني ميّت،

ثَم تغنِّى قبل أن يموت يبكى نفسه:

فلستُ على شيء فُروحَنْ مُعاويا=ولا المُشْفِقاتُ إذ تَبِعْنَ الحوَازيا

ولا خَيْرَ فيما يَكْذِب المرْءُ نفسَه = وتَقْوَالِه للشيء يا ليت ذا ليا

وإن أعْجَبَتك الدهرَ حال من آمرىء = فَدَعْه ووَاكلْ حاله واللّياليا

يَرُحن عليه أو يُغَيِّرْن ما به = وإنْ لم يَكُنْ في خَوْفِه العَيْث وإنيا

فطأ مُعْرضاً إنِّ الحُتُوف كثيرةٌ = وأنَّك لا تبْقى بنَفْسِك باقيا

لعَمْرك ما يَدْري آمرؤ كيف يَتَّقىِ =إذا هو لم يَجْعل له الله وَاقيا

كفي حَزناً أن يَرحل الرَّكب غُدْوَةَ = وأنزِلَ في أعلَى إلاهة ثاويا

قال: فمات فَدَفَنوه بها.

وقال هُدْبة العذُرِي لما أيْقن بالموت:

ألا عَلَلاني قبل نَوْح النوائح = وقبلَ آطّلاع النَّفس بين الجَوَانح

وقَبل غدٍ يالَهْفَ نفْسي على غَدٍ = إذا راح أصحَابي ولستُ برائح

إذا راح أصحابي بِفَيض دُموعهم = وغُودِرتُ في لَحْدٍ عليّ صَفَائحي

يَقولون هل أصلحتمُ لأخِيكُم = وما الرمْس في الأرض القِوَاء بصالح

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:31 م]ـ

قال بشر بن أبي خازم الأسدي

أسائلةٌ عميرةُ عن أبيها = خلالَ الجيشِ تعترفُ الرِّكابا

تؤمِّلُ أن أؤوبَ لها بنهبٍ = ولم تعلمْ بأنَّ السَّهمَ صابا

فإنَّ أباكِ قد لاقى غلاماً = من الأبناءِ يلتهبُ التهابا

وإنَّ الوائليَّ أصابَ قلبي = بسهمٍ لم يكنْ نكساً لغابا

فرجِّي الخيرَ وانتظري إيابي = إذا ما القارظُ العنزيُّ آبا

فمنْ يكُ سائلاً عن بيتِ بشرٍ = فإنَّ لهُ بجنبِ الرَّدةِ بابا

ثوى في ملحدٍ لا بدَّ منهُ = كفى بالموتِ نأياً واعتزابا

رهينَ بلى وكلُّ فتًى سيبلى = فأذري الدَّمعَ وانتحبي انتحابا

مضى قصدَ السبيلِ وكلُ حيٍّ = إذا حانتْ منيَّتهُ أجابا

فإنْ أهلكْ عميرَ فربَّ زحفٍ = يشبَّهُ نقعهُ رهواً ضبابا

سموتُ لهُ لألبسهُ بزحفٍ = كما لفَّتْ شآميةٌ سحابا

على ربذٍ قوائمهُ إذا ما = شأتهُ الخيلُ ينسربُ انسرابا

شديدِ الأسرِ يحملُ أريحيّاً = أخا ثقةٍ إذا الحدثانُ نابا

صبوراً عندَ مختلفِ العوالي = إذا ما الحربُ أبرزتِ الكعابا

وطالَ تشاجرُ الأبطالِ فيها = وأبدتْ ناجذاً منها ونابا

وعزَّ عليَّ أن ألقى المنايا = ولمَّا ألقَ كعباً أو كلابا

ولمَّا ألقَ خيلاً من تميمٍ = تضبُّ لثاتها ترجو النِّهابا

ولمَّا يختلطْ خيلٌ بخيلٍ = فيطّعنوا ويضطربوا اضطرابا

فيا للنَّاسِ إنَّ قناةَ قومي = أبتْ بثقافها إلاّ انقلابا

همُ صدعوا الأنوفَ فأوعبوها = وهمْ تركوا بني سعدٍ يبابا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير