تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 06:49 م]ـ

قيل: لما مات عمرو بن حممة الدوسي وكان أحد من تتحاكم إليه العرب مر بقبره ثلاثة نفر من أهل يثرب قادمين من الشام: الهِدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد أبو كلثوم ابن الهِدم الذي نزل عليه النبي:=، وعتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية، وحاطب بن قيس بن هيشة الذي كانت بسببه حرب حاطب، فعقروا رواحلهم على قبره،وقام الهدم فقال:

لقد ضمت الأثراء منك مُرَزََّأ=عظيم رماد النار مشترك القدر

حليما إذا ما الحلم كان حَزَامة=وقورا إذا كان الوقوف على الجمر

إذا قلت لم تترك مقالا لقائل=وإن صلت كنت الليث يحمي حِمَى الأجر

ليبكك من كانت حياتك عِزّهُ=فأصبح لما بنتَ يغضي على الصغر

سقى الأرض ذات الطول والعرض مُثْجِمٌ=أَحَمُّ الرّحا واهي العرى دائم القطر

وما بي سقيا الأرض لكن تربة=أضَلَّك في أحشائها مَلْحَدُ القبر

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 06:55 م]ـ

وقام عتيك فقال:

برغم العلى والجود والمجد والندى=طواك الردى ياخير حاف وناعل

لقد غال صرف الدهر منك مرزأ=نهوضا بأعباء الأمور الأثاقل

يضم العفاة الطارقين فناؤه=كم ضم أم الرأس شعب القبائل

ويسرو دجى الهيجا مضاء عزيمة=كما كشف الصبح اطِّراق الغياطل

ويُستهزم الجيش العرمرم باسمه=وإن كان جرارا كثير الصواهل

فإما تصبك الحادثات بنكبة=رمتك بها إحدى الدواهي الضآبل

فلا تبعدن إن الحتوف موارد=وكل فتى من صرفها غير وائل

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 07:05 م]ـ

وقام حاطب بن قيس فقال:

سلام على القبر الذي ضم أعظما=تحوم المعالي حوله فتسلم

سلام عليه كلما ذر شارق=وما امتد قِطع من دجى الليل مظلم

فيا قبر عمرو جاد أرضا تعطفت=عليك مُلِثٌ دائم القطر مرزم

تضمنت جسما طاب حيا وميتا=فأنت بما ضمنت في الأرض مُعْلَم

فلو نطقت أرض لقال ترابها=إلى قبر عمرو الأزد حل التكرم

إلى مرمس قد حل بين ترابه=وأحجاره بدرٌ وأضبط ضيغم

فلو وألت من سطوة الموت مهجة=لكنت ولكن الردى لا يُثَمْثِم

فلا يبعدنك الله حيا وميتا=فقد كنت نور الخطب والخطب مظلم

وقد كنت تمضي الحكم غير مُهَلِّل=إذا غال في القول الأبل الغشمشم

لقد هدم العلياء موتُك جانبا=وكان قديما ركنها لا يتهدم

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 08:23 م]ـ

أخي رعد جميل ما جئتنا به هنا تنثره ..

ربما نلمح من خلاله النفوس الكبيرة التي كان يتمتع بها أهل ذلك الزمن

من السماحة والاحترام للصحابة الكرام عليهم جميعاً رضوان الله،

وأنا أقرأ مرثية الفرزدق في آل بني أمية وفي آل البيت لمحت ذلك البعد عن الشطط،الذي ابتلينا به بعدهم.

أكرر شكري لك لانتقاءاتك الجميلة.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 11:14 م]ـ

أخي رعد جميل ما جئتنا به هنا تنثره ..

ربما نلمح من خلاله النفوس الكبيرة التي كان يتمتع بها أهل ذلك الزمن

من السماحة والاحترام للصحابة الكرام عليهم جميعاً رضوان الله،

وأنا أقرأ مرثية الفرزدق في آل بني أمية وفي آل البيت لمحت ذلك البعد عن الشطط،الذي ابتلينا به بعدهم.

أكرر شكري لك لانتقاءاتك الجميلة.

أهلا بأخي وحيبي أستاذ أحمد ..

مروركم شرفني وأسعدني ..

شكرا جزيلا لكم هذا المرور والتعقيب الطيب والإطراء المتميز ..

بارككم المولى ورعاكم ..

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:07 ص]ـ

وقال زِياد الأعجم يرثي المُغيرة بن المهلًب:

إنَ الشَّجاعهَ والسَّماحةَ ضُمَنا = قَبْرًا بِمَرْوَ على الطَّريق الواضِح

فإذا مَرَرْتَ بقبره فاعقرْ به = كُومَ الهِجَان وكل طِرْفٍ سابح

" وانضح جوانبَ قَبْره بدمائها = فلقد يكون أخا دَم وذَبائح "

والآن لما كنْتَ أكملَ مَنْ مَشىَ = وافتر نابُكَ عن شَبًاةِ القارِح

وتَكامَلَت فيك المروءةُ كلُّها = وَأعَنْتَ ذلك بالفَعَال الصَالح

للمهلًبي من مَرْثيته للمتوكل:

لا حُزْنَ إلا أراه دُونَ ما أَجدُ = وهَلْ كمن فَقَدَتْ عَيْناي مَفتَقَدُ

لا يَبْعدَنْ هالكٌ كانت مَنِيته = كما هَوَى من غِطاء الزُّبْية الأسد

لا يَدْفع الناسُ ضَيْماً بعد لَيْلتهم = إذْ تُمَدُّ إلى الجاني عليكَ يد

لو أن سَيْفي وعَقْلي حاضران معيِ = أبليتُه الجُهْدَ إذ لم يًبْلِه أحد

هلاَّ أَتَتْهُ أعاديه مُجاهرةً = والحَربُ تَسْعَر والأبطال تَجْتلد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير