فخَر فوق سرَير المُلْكِ مُنْجدلاً = لم يَحْمه مُلكُه لما آنقضىَ الأمد
قد كان أنصارُه يَحْمُون حَوْزتَه = وللردىَ دون أرْصاد الفَتَى رَصَد
وأصْبَح الناس فَوْضىَ يَعْجَبون له = لَيثاً صريعاً تَنَزَّى حوله النَّقَد
علَتْكَ أسيافُ من لا دونه أحدٌ = وليسَ فوقك إلا الواحد الصمد
جاءُوا عظيماً لدُنيا يَسْعدون بها = فقد شَقُوا بالذي جاءُوا وما سَعِدوا
ضَجَّت نِساؤًك بعد العزَ حين رأتْ=خدًّا كريماً عليه قارِت جَسِد
أضحى شهيدُ بني العبّاس مَوْعِظةً = لكلّ ذي عِزّة في رأسه صَيَد
خَليفةٌ لم ينل ما ناله أحدٌ=ولم يكن مثله رُوِح ولا جَسَد
كم في أديمك من فَوْهاء هادرة = من الجَوَائف يَغْلى فوقها الزَّبَد
إذا بَكيتُ فإنّ الدمع مُنْهملٌ = وإن رَثيتُ فإنَ القولَ مُطَرد
قد كنتُ أسرف في مالي ويُخْلِف لي = فعلَّمتْني الليالي كيف أقْتَصِد
لمَّا اعتقدتُم أناساً لا حُلومَ لهم = ضِعتُم وضَيَّعتُمُ مَن كان يُعتَقَد
فلو جَعَلتم على الأحرار نِعْمَتكم = حَمَتْكم السادة المركوزةُ الحُشُد
قومٌ هُمُ الْجذْمُ والأنساب تَجْمعكم = والمَجْدُ والدِّينُ والأرحامُ والبَلَد
" إذا قُرَيْشَ أرادوا شَدِّ مُلكهمُ = بغير قَحْطان لم يَبْرَح به أوَد "
من الألى وَهَبوا للمَجد أنْفًسَم فما=يبالون ما نَالوا إذا حُمدوا
قد وتُر الناسُ طرًّا ثم صَمَتُوا=حتى كأنَّ الذي يَبْلونه رَشَد
وقال آخر:
وِفتًى كأنّ جَبينَه بَدْرُ الدُّجا = قامت عليه نَوَادِبٌ ورَوَامِس
غرَسَ الفَسِيلَ مُؤَمّلاً لِبَقائه = فنَما الفَسِيلُ ومات عنه الغارس
وقال الأسود بن يَعْفُر.
ماذا أؤَمِّلُ بعد آل مُحَرق = تَرَكُوا منازلَهم وبَعد إيَادِ
هل الخَوَرْنَقِ والسَّدير وبارقٍ=والقَصْر ذي الشّرفات مِن سِنْداد
نَزَلوا بأَنقِرة يَسِيلُ عليهمُ = ماءُ الفرات يَجىء مِن أطواد
جَرَت الرِّياحُ على محلِّ دِيارهم = فكأنما كانوا عَلَى مِيعاد
ولقد غَنُوا فيها بأنعِم عِيشةٍ = في ظِل مُلْكٍ ثابتِ الأوتاد
وإذا النَّعيم وكلًّ ما يلْهَى به = يوماَ يصِيرُ إلى بِلًى ونَفَاد
وقال عَبِيدُ بن الأبرص:
يا حارِ ما رَاح من قَوْم ولا ابتكَرُوا=إلا والموت في آثارهم حادِي
يا حار ما طَلَعت شمسٌ ولا غَرَبتْ=إلا تُقَرَبُ آجالا لميعاد
هل نحن إلا كأرْواح يُمر بها = تحت التراب وأجسادٌ كأجساد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 12:11 ص]ـ
قيل: لما مات عمرو بن حممة الدوسي وكان أحد من تتحاكم إليه العرب مر بقبره ثلاثة نفر من أهل يثرب قادمين من الشام: الهِدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد أبو كلثوم ابن الهِدم الذي نزل عليه النبي:=، وعتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية، وحاطب بن قيس بن هيشة الذي كانت بسببه حرب حاطب، فعقروا رواحلهم على قبره،وقام الهدم فقال:
لقد ضمت الأثراء منك مُرَزََّأ=عظيم رماد النار مشترك القدر
حليما إذا ما الحلم كان حَزَامة=وقورا إذا كان الوقوف على الجمر
إذا قلت لم تترك مقالا لقائل=وإن صلت كنت الليث يحمي حِمَى الأجر
ليبكك من كانت حياتك عِزّهُ=فأصبح لما بنتَ يغضي على الصغر
سقى الأرض ذات الطول والعرض مُثْجِمٌ=أَحَمُّ الرّحا واهي العرى دائم القطر
وما بي سقيا الأرض لكن تربة=أضَلَّك في أحشائها مَلْحَدُ القبر
رائع أخي الحبيب زين الشباب ..
أشكرك جزيل شكري هذا الإثراء البديع ..
بارك الله فيك وجزاك جزيل الجزاء ونفع بك ..
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 04:04 م]ـ
لما مات أسماء بن خارجة الفَزَاري
قال الحجاج:
ذلك رجل عاش ما شاء ومات حين شاء.
وقال فيه الشاعر:
إذا مات ابن خارجةَ بنِ زَيْدٍ=فلا مَطَرَتْ على الأرض السماءُ
ولا جاء البَريدُ بغُنْم جَيْشٍ = ولا حُمِلت على الطهر النساء
فَيَومٌ منْك خيرٌ من رِجالٍ =كثيرٍ عندهم نَعَمٌ وَشَاء
وقال مسلم بن الوليد الأنصاري:
أمَسْعود هل غادَاكَ يومٌ بفَرْحَةٍ=وأمْسَيْتَ لم تَعْرِضْ لها التَّرَحَاتُ
وهل نحْنُ إلاّ أنفسٌ مُستعارةٌ = تَمر بهما الرَّوَحات والغدوات
بكيتَ وأَعْطَتْكَ البكاءَ مُصيبة = مَضَتْ وَهْيَ فَرد ما لها أخَوَات
كأنك فيها لم تَكن تَعْرِفُ العَزَا = ولم تَتعمَّد غيْرَك النَّكَبات
سَقَى الضاحكُ الوَسْميُ أعظُمَ حُفْرَةٍ = طَواها الردَّى في اللّحْدِ وَهْي رُفات
¥