تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعي يزيد أن لم يبق بأسٌ = غداة مضى وأن لم يبق جود

نَعِيّ أبي الزُّبير لكًلّ يَوْمٍ = عبوس الوجه زينته الحديد

أأودى عصمة البادي يزيد=وَسَيْفُ الله والغيثُ الحميد

فمِن يَحْمي حِمَى الإسْلام أمْ مَن = يَذُبّ عن المَكارم أو يذُود

ومَن يَدْعُو الإمامُ لكلّ خَطْبِ =يخاف وكُلِّ معضلة تَؤُود

ومَن تُجْلَى به الغَمَراتُ أم مَنَ = يَقُوم لها إذا اعوج العنيد

ومن يحمي الخميس إِذا تعَايا = بحيلة نَفْسه البَطَل النَّجِيد

وأين يَؤُمِّ منْتَجع وَلاجٍ =وأين تَحُطّ أرْحُلَها الوُفُود

لقد رُزِئتْ نِزَارٌ يوْمَ أودْىَ = عمدٌَ ما يقاسُ به عَمِيد

فلو قُبِلَ الفِدَاءُ فَدَاهُ منّا = بِمُهْجَته المُسَوَّدُ والمَسُود

أبَعْدَ يَزيد تَختَزن البَوَاكِي=دُمُوعاً أو تُصَان لها خُدُود

أما واللّه لا تَنْفَكُّ عَيْنِي = عليه بدَمْعِها أبداً تجود

وإنْ تَجْمُد دُمُوعُ لَئيم قَوْم = فليس لِدَمْع ذي حَسَب جُمود

وإن يك غالَه حَينٌ فأَوْدَىً = لقد أودىَ وليس لهًُ نَدِيد

وإنْ يَعْثر بهِ دهرٌ فكم قَد=تَفَادىَ من مخافته الأسُود

وإن يَهْلِك يزِيدُ فكُلُّ حَيٍّ = فَرِيسٌ للمنية أو طَرِيد

فإنْ يَكُ عن خُلُود قد دَعَته = مآثِرُه فكَانَ لها الخُلُود

فما أوْدَى آمروء أوْدَى وأبْقَى=لِوَارِثِهِ مَكارِمَ لا تَبِيد

ألم تَعْلَم أخِي أن المَنايا = غَدَرْنَ به وهُنَّ له جُنود

قَصَدْنَ له وكُنَّ يَحدْنَ عنه=إذا ما الحَرْبُ شبّ لها الوَقُود

فهلا يوْمَ يَقْدُمهَا يَزِيدُ =إلى الأبطال والخُلان حِيد

ولو لاقى الحُتُوف عَلى سِوَاه = للاقاها به حتْفٌ عَنِيد

أضَرَاب الفوارس كل يوْم = ترَى فيه الحُتُوفُ لها وَعِيد

فمن يُرْضى القَواطع والعَواليً = إذا ما هَزّها قَرْعٌ شَديد

لِتَبْكِكَ قبَّةُ الإسلام لمَّاَ = وَهتْ أطنابُها وَوَهى العَمُود

وًيبْكِك مُرْهَقٌ تتْلُوهُ خَيْلٌ = إبَالَةُ وهو مَجْدُول وَحِيد

وَيَبْكِكَ خاملٌ ناداك لمَّا = تَوَا كَلَهُ الأقارِبُ والبعيد

وَيَبْكِكَ شاعرٌ لم يُبْقِ دَهرٌ = له نَشبَا وقد كَسَدَ القَصِيد

تَرَكْتَ المَشرفيَّة والعَوَالي = مُحَلاةً وقد حانَ الوُرُود

وغادَرْتَ الجِيَاد، بكُلِّ لُغْزٍ=عَوَاطِلَ بَعْدَ زِينتها تَرُود

فإِنْ تُصْبِح مُسَلَّبَةَ فمما = تُفِيدُ بها الجَزِيلَ وتَسْتَفِيد

أَلمْ تكُ تَكْشف الغَمَرَاتِ عنها = عوابِسَ والوُجوه البيض سُود

أصِيبَ المَجْد والإسلامُ لمّا =أَصَابك بالرَّدَى سَهْم سَدِيد

لَقَد عَزَّى ربيعةَ أَنَّ يوماً = عليها مثلُ يَوْمك لا يعود

ومِثْلُك من قَصَدْن له المنايا = بأسْهُمها وهُنَّ له جُنود

فيا للدهر ما صَنَعَتْ يَدَاهُ = كأنَّ الدهر منها مستقيد

سَقَى جَدَثاً أقامَ به يزيدُ=من الوَسْمِيِّ بَسَّام رَعُود

فإن أَجْزَعْ لمَهْلِكة فإنّي =على النَّكَبات إذ أوْدىَ جَلِيد

لِيَذْهَبْ مَن أَراد فَلَسْت آسىَ=على مَن مات بعدك يا يزيد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير