تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرَى بهجَةَ الدُّنيا رَجِيعَ دوائرٍ = لهنَ اجتماعٌ مَرةً وشَتَات

طَوَى أيْدِيَ المَعْرُوف مَصْرَع مالكٍ =فهُنّ عن الآمال منقبضات

وقال أيضاً:

أمَّا القُبورُ فإنَّهُنَّ أوانسٌ = بِجِوار قَبْرِك والدِّيار قُبُورُ

عًمَتْ فَوَاضِلُه وعَمَّ مُصابه = فالناسُ فيه كُلّهم مَأجور

رَدَّت صنائعه إليه حياتَه = فَكانه من نَشْرِها منْشور

وقال أشجع بن عمرو السُّلَمي يرثي منصور بن زِياد:

يا حُفْرةَ الملك المُؤَمَّل رِفدُهُ = ما في ثَرَاكِ مِن النَدَى والخِير

لا زِلْتِ في ظِلَّين ظِلِّ سَحابةٍ = وَطْفَاَءَ دانيةٍ وظِل حبُور

وسَقَى الوليُّ على العِهاد عِراصَ ما = وَالاكِ من قَبْرٍ ومن مَقْبور

يا يومَ مَنصورٍ أبَحْتَ حِمَى النَدى = وَفَجَعْته بِوليّه المَذكور

يا يومَه أعْرَيْتَ راحلةَ النَّدَى = من رَبِّها وحَرَمْتَ كل فَقير

يا يومه ماذا صنَعت بِمُرْمل = يرْجُو الغِنى ومُكبّل مأسور

يا يومَه لو كنت جِئتَ بِصيْحَةٍ = فَجَمَعت بين الحيِّ والمقبور

للهّ أوْصال تقسمها البِلى = في اللحد بين صَفائحٍ وصخور

عَجَبا لخمسة أذْرِع في خمسةٍ = غَطَّتْ على جَبَل أشمَّ كبير

مَن كان يملأ عَرْضً كلَ تَنُوفةٍ = وَارَاهُ جُولُ ملحد مَحْفُور

ذَلَتْ بمصرعه المكارِمُ والندى = وذُبابُ كلِّ مُهَنَّد مأثُور

أَفَلتْ نجوم بَني زِيادٍ بَعدما = طَلَعَت بنوِر أهلَّة وبُدُور

لولا بقاءُ محمد لتصدَعت = أكبادُنا أَسفاً على منصور

أبقى مَكارِمَ لا تَبِيدُ صفَاتُها = ومَضىَ لِوَقت حِمَامه المَقْدُور

أصْبحتَ مَهْجوراً بحُفرتك التي=بُدِّلْتها من قَصرْك المَعْمُور

بَلَيت عِظَامُك والصفاحُ جَديدة = ليس البلى لفَعَالك المَشْهور

إِنْ كُنْت ساكِنَ حفْرةٍ فلقد تُرى = سَكناً لعُودي مِنْبرٍ وسرَير

وقال يرثي محمد بن مَنْصور:

أنْعَى فَتِىَ الجُودِ إلى الجود = ما مِثلُ مَن أنْعَى بِمَوْجُودِ

أنْعَي فَتَى مَصَّ الثَّرى بعده = بَقِية الماءِ مِنَ العُود

فانْثَلم المَجْدُ به ثَلمَةً =جانِبُها ليس بِمَسْدُود

أنْعَي ابن مَنْصور إلى سَيِّدٍ = وأيِّدٍ ليسَ برِعْدِيد

وأشْعَثٍ يَسْعَى على صِبْيةٍ = مِثْل فِراخ الطير مجهود

وطارقٍ أعيا عَليه القِرَى=ومُسْلمٍ في القِدِّ مَصْفود

اليومَ تُخْشىَ عَثَراتُ النَّدى = وعَدْوَة البُخْلِ على الجُود

أوْرَده يومٌ عَظِيمٌ ثَأى = في المجد حوضاَ غير محمود

كُلُّ آمرىءٍ يَجرى إلى مٌدَّة = وأجَل قد خُطّ مَعْدُود

سَيَنْطَق الشِّعُرُ بأيامه =على لِسانٍ غَيْرِ مَعْقُود

فكل مَفْقودٍ إلى جَنْبِه = وإنْ تعالى غَير مَفْقُود

يا وافِدَيْ قومهما إنّ = مَن طَلَبتما تحت الْجَلاميد

طَلَبتما الجودَ وقد ضَمَه = محمدٌ في بطن مَلْحُود

فاتَكما الموت بمعْرُوفِه = وليس ما فات بِمَرْدُود

يا عَضداً لِلْمَجْدَ مَفْتوتةً = وساعِداً ليس بمَعْضود

أوْهَن زَنْدَيْها وَأكْباهما=قَرْعُ المنايا في اَلصنَّاديد

وهدَّت الرُكْنَ الذي كان بالأمْس = عِمَاداً غَيْرَ مَهْدُود

وقال حبيبٌ الطائيًّ يَرثي خالدَ بن يَزيد بن مَزيد:

أشَيْبان لا ذاك الهِلالُ بطالعٍ = عَلَينا ولا ذاك الغَمَام بعائدِ

أشَيْبان عَمَّت نارُها من رَزيَّةٍ = فما تَشْتَكي وَجْداً إلى غَيْر واجِدِ

فما جانبُ الدُنيا بِسَهْل ولا الضُّحَىِ = بطَلْق ولا ماءُ الحَياة ببَارد

فيا وَحْشَةَ الدُنيا وكَانت أنيسةَ = ووُحدَة مَن فيها بِمَصْرع واحد

وأنشد أبو محمد التّيْمي في يَزيد بن مَزْيد:

أحقاً أنّه أودى يَزِيدُ=تَبَينَّ أيها النَّاعي المُشِيدُ

أتدْرِي من نَعَيت وكيف فاهتْ =به شَفَتَاكَ واراك الصَّعِيد

أحامي المُلْكِ والإسْلام أوْدى = فَما للأرْض وَيْحَكَ لا تَمِيد

تَأمَّلْ هل تَرَى الإسْلامَ مالتْ = دَعائمُهُ وهل شَابَ الوَليد

وهَلْ شِيمَتْ سُيوف بني نِزَارٍ = وهَل وُضِعت عن الخَيْل اللُّبُود

وهَلْ نَسْقِي البِلادَ عِشَارُ مُزْنٍ = بدرَّتها وهَلْ يَخْضَرُ عُود

أما هُدَّت لمَصرَعه نِزَار = بَلَى وتقوّض المجد المَشِيد

وحلَّ ضَرِيحَه إذ حَلَّ فيه =طَرِيفُ المَجْدِ والحَسَبُ التَّلِيد

وهُدَّ العِزُّ والإسْلامُ لما =ثَوَى وخَلِيفة اللهّ الرَّشيد

لقد أوْفي رَبِيعَةَ كُلُّ نحْسٍ=لمهْلِكه وغُيِّبت السُّعُود

وأنْصِلَت الأسِنّة مِن قَنَاهاً = وأشْرعت الرِّمَاح لِمَن يَكِيد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير