تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 12:43 ص]ـ

وارادة الله تعالى هي الماضية، وحكمه هو النافذ، يعلم -منذ أن خلق الناس، ماذا سوف يصيبون وما سيكون عليه أمرهم:

ما شئت كان وإن لم أشأ=وما شئت إن لم تشأ لم يكن

خلقت العباد لما قد علمت =ففي العلم يجري الفتى والمسن

فمنهم شقي ومنهم سعيد=ومنهم قبيح ومنهم حسن

على ذا مننت، وهذا خذلت=وذلك أعنت وذا لم تعن

ان الله تعالى مالك الملك، اذا رجاه عباده رزقهم، وهو خبير حكم عدل لا يظلم نقيرا، وعليه يتوكل العباد فيرزقهم ويقسم بينهم معيشتهم:

توكلت في رزقي على الله خالقي=وأيقنت أن الله لا شك رازقي

وما يك من رزقٍ فليس يفوتني=ولو كان في قاع البحار الغواسق

سيأتي به الله العظيم بفضله=ولو لم يكن مني اللسان بناطق

ففي أي شيءٍ تذهب حسرةً=وقد قسم الرحمن رزق الخلائق

العبر

كان تأمل الشافعي يدفعه الى التبصّر في تجارب الحياة الواسعة واستشراف عبرها الواعية وقواعدها الحكيمة المصطفاة.

الثراء من الله

من الخطأ أن يوهب الانسان الخير ثم لا ينفقه في سبيل ليكسب أجر الله تعالى وشكران الناس، ويقطف ثمرة حظّه، فبالحظ يغنى الناس، والقدر غالب على أمره:

إن الذي رزق اليسار فلن يصب =حمدا ولا أجرا لغير موفق

فالجد يدني كل أمر شاسع =والجد يفتح كل باب مغلق

وإذا سمعت بأن مجدودا حوى =عودا فأورق في يديه فحقق

وإذا سمعت بأن محروما أتى =ماء ليشربه فغاض فصدق

لو أن بالحيل الغنى لوجدتني=بنجوم أرجاء السماء تعلقي

لكن من رزق الحجا حرم الغنى=ضدّان مفترقان أيّ تفرّق

وأحق خلق الله بالهم امرؤ =ذو همة يبلى بعيش ضيق

ومن الدليل على القضاء وكونه =بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

الفقر ابتلاء

لا يدرك الحكمة من عمره =يكدح في مصلحة الأهل

ولا ينال العلم إلا فتى=خال من الأفكار والشغل

لو أن لقمان الحكيم الذي=سارت به الركبان بالفضل

بُلي بفقر وعيال لما =فرق بين التبن والبقل

وأعرض عن الجاهلين

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم=إن الجواب لباب الشر مفتاح

فالصمت عن أحمق أو جاهل شرف=وفيه أيضا لصون العرض إصلاح

مراعاة من تعاشره

وأنزلني طول النوى دار غربة=يجاورني من ليس مثلي يشاكله

أحامقه حتى يقال سجية=ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله

لا تؤت العلم غير أهله

فمن حوى العلم ثم أودعه =بجهله غير أهله ظلمه

وكان كالمبتني البناء اذا=تم له ما أراده هدمه

العالم والسفيه على طرفي نقيض

ان السفهاء لا يقيمون لعارف وزنا، ولا يقدّرون له علما، بل يلجّون في مخالفة مقالاته ما استطاعوا، وهو من جانبه يسأم عشيرتهم، ويتجانب مجالستهم:

ومنزلة السفية من الفقية=كمنزلة الفقية من السفيه

فهذا زاهد في قرب هذا=وهذا فيه أزهد منه فيه

إذا غلب الشقاء على سفيه=تنطّع في مخالفة الفقيه

اجتراء الناس على انتقاص الآخرين

ليس أحد بسالم من ألسنة الناس، أو من سفهائهم، حتى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، انهم اذا رأوك صامتا رموك بالبكامة (الخرس)، واذا وجدوك فصيحا اتهموك بالثرثرة، واذا ألفوك صائم نهار قائم ليل قذفوك بالرياء ....

وما أحد من ألسن الناس سالم=ولو أنه ذاك النبي المطهر

فان كان سكيتا قالوا أبكم=وان كان منطيقا يقولون أهدر

وان كان صوّاما وبالليل قائما=يقولون زرّاق يرائي ويمكر

الترفع عن اللّدد

لقد أسمع القول الذي كاد كلما=تذكّرنيه النفس قلبي يصدع

وأبدي لمن أبداه منّي بشاشة=كأني مسرور بما منه أسمع

وما ذاك من عجب به غير أنني=أرى ترك الشر للشر أقطع

الصديق وقت الضيق

صديق ليس ينفع يوم باس =قريب من عدو في القياس

وما يبغى الصديق بكل عصر =ولا الإخوان إلا للتآسي

ومن الشقاوة أن تحب=ومن تحب يحب غيرك

أو أن تريد الخير للانسان=وهو يريد ضرك

ما كل من أراد الخير ببالغه

رام نفعا فضرّ من غير قصد=ومن البرّ ما يكون عقوقا

الطبيب السقيم

جاء الطبيب يجسني فجسسته=فاذا الطبيب لما به من حال

وغدا يعالجني بطول سقامه=ومن العجائب أعمش كحّال*

من صبر ظفر

بقدر الكدّ تكتسب المعالي=ومن طلب العلا سهر الليلالي

ومن رام العلا من غير كدّ=أضاع العمر في طلب المحال

تروم العز ثم تنام ليلا=يغوص البحر من طلب اللآلي

العمل بلا توفيق خيبة

ان النسر - على قوته- يطعم الجيف المنتنة، والذباب- على قلة شأنه- ينال أشهى أنواع العسل!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير