أكل العقاب بقوة جيف الفلا=وجنى الذباب الشهد وهو ضعيف
كتمان السر
اذا المرء أفشى سره لصديقه=ودل عليه غيره فهو أحمق
اذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه=فصدر الذي أودعته السر أضيق
مشاق الغربة
انّ الغريب له مخافة سارق=وخضوع مديون وذلة وامق
واذا تذكر أهله وبلاده=ففؤاده كجناح طير خافق
العلم يم خضم
كلما أدبني الدهر=أراني نقص عقلي
واذا ما ازددت علما=زادني علما بجهلي
أرفق الناس بالمرء نفسه
ما حكّ جلدك مثل ظفرك=فتول أنت جميع أمرك
واذا قصدت لحاجة =فاقصد لمعترف بفضلك
الدنيا سراب خلاب، وجيفة نتنة
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها=وسيق إلينا عذبها وعذابها
فلم أرها إلا غروراً وباطلاً =كما لاح في ظهر الفلاة سرابها
وما هي إلا جيفة مستحيلة=عليها كلاب همهن اجتذابها*
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها =وإن تجتذبها نازعتك كلابها
أن تعيش وحيدا خير لك من مجالسة السفيه
اذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي=ألذ وأشهى من غوي أعاشره
وأجلس وحدي للسفاهة آمنا=أقر لعيني من جليس أحاذره
أكرم نفسك
زن من وزنك بما اتزنت =وما وزنك به فزنه
من جا اليك فرح اليه =ومن جفاك فصد عنه
من ظن أنك دونه=فاترك هواه اذا وهنه
وارجع الى رب العباد=فكل ما يأتيك منه
حذار حذار الدنيا
يا راقد الليل مسروراً بأوله =إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملكٍ =قد كان في الدهر نفّاعاً وضرارا
يامن يعانق دنيا لا بقاء لها =يمسي ويصبح في دنياه سفارا
هلّا تركت من الدنيا معانقةً؟ =حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها =فينبغي لك ألا تأمن النارا
الحر من دان نفسه
نعيب زماننا والعيب فينا=وما لزماننا عيب سوانا
وقد نهجو الزمان بغير جرم=ولو نطق الزمان به هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ =ويأكل بعضنا بعضا عيانا
حسن المعاشرة
اذا شئت أن تحيا سليما من الأذى=وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرىء =فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك ان أبدت اليك معايبا=فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى=وفارق ولكن بالتي هي أحسن
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 02:04 م]ـ
(الحظوظ)
تموت الأسد في الغابات جوعاً=و لحم الضأن تأكله الكلابُ
و عبد قد ينام على حريرٍ=و ذو نسبٍ مفارشه الترابُ
(تجنب الكذب)
لئن بَعُدَتْ دَارُ المُعَزِّى و نابَهُ = مِنَ الدَّهْرِ يومٌ و الخطُوب تنوبُ
لمَشْيٌ على بُعْدٍ على عِلَّةِ الوَجَى = أدِبُّ و مَنْ يَقضِي الحُقوقَ دَبوبُ
ألذ ُّو أحْلَى مِنْ مَقالٍ و خلفهُ = يُقالُ إذا ما قمْتَ: أنتَ كَذوبُ
و هَلْ أحَدٌ يُصْغِي إلى عُذرِ كاذِبٍ = إذا قال لم تأبَ المَقالَ قلوبُ
(العلم و التقوى)
اصبرْ على مُرِّ الجفا مِنْ مُعَلمٍ=فإنَّ رُسُوبَ العِلْمِ في نفراتِهِ
و مَنْ لم يَذقْ مُرَّ التعَلمِ ساعة ً=تجَرَّعَ ذلَّ الجَهْلِ طولَ حَيَاتِهِ
و مَنْ فاتهُ التعْليمُ وَقتَ شبابهِ=فكَبِّرْ عليهِ أربعاً لِوَفاتِهِ
و ذات الفتى و الله بالعِلْمِ و التقى=إذا لم يكُونا لا اعْتِبارَ لِذاتِهِ
(شحّ البخلاء)
و أنطقت الدراهم بعد صمتٍ=أناساً بعد ما كانوا سكوتاَ
فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ=و لا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتاَ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 02:14 م]ـ
(كلما استحكمت فرجت)
و لرُبَّ نازلةٍ يضيق لها الفتى=ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها=فرجت و كنت أظنها لا تفرج
(الوقار و خشية الله)
ولولا الشعر بالعلماء يزري=لكنت اليوم اشعر من لبيدِ
واشجع في الوغى من كل ليثٍ=وآل مهلبٍ وبني يزيدِ
ولولا خشية الرحمن ربي=حسبت الناس كلهم عبيدِي
(التسليم بقضاء الله)
إذا اصبحتُ عِندي قوتُ يَوْمِي=فخلِّ الهمَّ عَني يا سَعِيدُ
ولا تخطر هُمُومَ غدٍ ببالِي=فإنَّ غداً لهُ رِزْقٌ جَدِيدُ
أسَلِّمُ إنْ أرَادَ الله أمْراً=فأترُكُ ما أرِيدُ لِمَا يُريدُ
وما لإرَادَتي وَجْهٌ، إذا ما=أرَادَ الله لِي ما لا أرِيدُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[12 - 07 - 2008, 02:22 م]ـ
(لا تهْزأ بالدعاء)
أتهْزأ بالدُّعَاءِ و تزْدَرِيهِ=و ما تدْرِي بمَا صَنعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ الليلِ لا تخطِي و لَكِنْ=لهَا أمَدٌ و للأمَدِ انقِضاءُ
فيُمْسِكُها إذا مَا شاءَ رَبِّي=و يُرْسِلُهَا إذا نفذ القضاءُ
(أدب المناظرة)
إذا ما كنت ذا فضلٍ و عِلمٍ=بما اختلف الأوائل و الأواخرْ
فناظر من تناظر في سكونٍ=حليماً لا تلِحُّ و لا تكابرْ
يفيدُك ما استفادَ بلا امْتِنانٍ=مِنَ النُّكَتِ اللطيفةِ و النوادرْ
و إياك اللَّجُوجَ و من يُرائي=بأني قد غلبتُ و مَنْ يُفاخرْ
فإن الشرَّ في جَنبَاتِ هذا=يُمَنِّي بالتقاطعِ و التدَابُرْ
(الاستعداد للآخرة)
يا راقدَ الليلِ مسروراً بأوَّلِهِ=إنَّ الحوادِثَ قد يَطرُقنَ أسْحارَا
أفنى القرونَ التى كانت مُنعَّمةً=كَرُّ الجَديدَينِ إقبالاً و إدْبارَا
كم قد أبادتْ صُروفُ الدَّهرِ مِنْ مَلِكٍ=قد كان في الدهرِ نفاعاً و ضرَّارَا
يا من يُعَانقُ دُنيا لا بَقاءَ لها=يُمْسِي و يُصْبحُ في دُنياهُ سَفارَا
هَلاَّ ترَكتَ لِذٍي الدُّنيا مُعَانقةً=حتى تعَانِقَ في الفِرْدَوْسِ أبْكارَا
إن كنت تبغى جنانَ الخلدِ تسْكنها=فينبغي لكَ أنْ لا تأمَنَ النارَا
¥