شكرا لك صديقي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[13 - 07 - 2008, 11:15 م]ـ
ومن معلقة امرئ القيس هذه الأبيات مما يعني أن الشعر القصصي موجود في شعر العرب القديم وليس مستحدث وإنما الفارق أنه يتخلل قصائدهم العامة:
ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح=ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي=فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
وياعجبا من حلها بعد رحلها=وياعجبا للجازر المتبذل
فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها=وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة=فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً=عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ=ولا تُبعديني من جناك المعللِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ=فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ=بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت=عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل=وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ=فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي=وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي=بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها=تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً=عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت=تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها=لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ=وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا=على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى=بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت=عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة =ٍترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ=غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي=بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش=إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
وفرعٍ يُغشي المتنَ أسودَ فاحم=أثيت كقنو النخلة ِ المتعثكلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا=تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
وكشح لطيف كالجديل مخصر=وساق كأنبوبِ السقي المُذلل
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ=أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ
تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها=منارة ُ ممسى راهب متبتل
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها=نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابة=إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِبا=وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه=نصيح على تعذَاله غير مؤتل
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 03:45 م]ـ
جهد يستحق التقدير أخي زين الشباب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 01:03 ص]ـ
الشنفرى الأزدي المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى، وسمي بها لغلظ شفتيه.
من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة، وكان من أكثرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال. ويقال في المثل أعدى من الشنفرى، وكان يسبق الخيل، ويلحق بالظباء. وكان عفيفًا، أبي النفس فصيح اللسان.
من أروع قصائده تلك القصيدة المعروفة بلاميّة العرب، ويعدها النقاد من جواهر الشعر العربي، ومن يقرأها يتعرف على قسط وافر من نمط حياة الشنفرى وفكره وجوانب شخصيته، وقد استهلها بإعلان رفضه لمجتمعه البشري، معلنًا ولاءه لمجتمع الوحوش الضارية، رفقاء دربه في رحلة العناء للحصول على الطعام والشراب.
وهذه القصيدة قد أوليت اهتمامًا كبيرًا من جانب النقاد، وكانت محل نقاش دائم، وشرحها الزمخشري في أعجب العجب بشرح لاميّة العرب، وترجمت إلى
أقيموا بني أمي صدورَ مَطِيكم فإني =إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!
فقد حمت الحاجاتُ والليلُ مقمرٌ =وشُدّت لِطياتٍ مطايا وأرحُلُ
¥