تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 08:21 م]ـ

أحمد الكاشف

أحبَّها وهي تخفي حبَّه أدبا = وظنها جهلت نجواه فانتحبا

يشكو إليها تباريح الغرام فلا = تجيبه فيبيت الليل مكتئبا

حتى إذا خاف أن يقضي أسىً وجوىً = أمضى إليها كتاباً فيه قد كتبا

حبيبة القلب ما هذا الجفاء وقد = أبكَى أليمُ بكائي الترك والعربا

لئن بقيت على الهجران قاسية = أضحى الثرى بدمي يا ميُّ مختضبا

تلت رسالته حرَّى الجوانح لا = ترى إليه لتبدي شجوها سببا

وبعدما هجعت هبَّت فأوقدت ال = مصباح مملوءة من وجدها لهبا

وأبدعته جواباً لا يغادر في =فؤاد مفتونها خوفاً ولا ريبا

قلبي بحبك مشغول كحبك لي = فلا تَرُعْنِي بعتب زادني تعبا

فإن لبثت مسيء الظن متهماً = كدرتَ عيشيَ بل أوردتَني العطبا

وأودعَتْهُ بريد الليل آمنة = لا تعرف الحذر المعتاد والرهبا

واستيقظت وهي لا تدري بما صنعت = ولو درت فضلت من خوفها الهربا

تلا الرسالة فاشتدت عزائمه =مستبشراً وتَثَنَّى عطفُهُ طربا

وظنها جهرت بالسرِّ واعترفت = في يقظة فتمادى يرسل الكتبا

ولم تجبه فكاد الغيظ يقتله = وبات بين الهوى والداء منتهبا

وعاده والد الحسناء وهو طبي = به فأدرك سر الداء فاضطربا

وكان طالَعَ بَيْتَيْ بِنْتِهِ وهما = أمام عاشقها الولهان فانقلبا

وأبلغ الأم هذا الأمر يكبره =فاستعطفته فأخفى الغيظ والغضبا

وأطلعاها على البيتين فانتفضت= تقول ما ذاك إلا حادثاً عجبا

الخط خطَّي ولا أدري وحقِّكما = متى كتبتُ ولا أدري متى ذهبا

قالا أتهوينه قالت وقد خجلت = نعم وإن كان هذا عنكما احتجبا

فزوجاها بمن تهواه فاتحدا = مُنَعَّمينِ برغدِ العيشِ واصطحبا

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 03:46 م]ـ

إيليا أبو ماضي

ألحشد ملء الدّار لكن= لم ير أحدا سواها

فتّانة خلّابة= كالياسمينه في شذاها

أوفى عليها و هي تخطر= كالفراشة فاشتهاها

شكت الصّبابة مقلتا= ه فجاوبته مقلتاها

حتّى إذا ما اختار كلّ = فتى رفيقته اصطفاها

و رأت به من تبتغي =و كما رأته كذا رآها

و تقدّما للرّقص يقرأ = ناظريه ناظراها

متلاصقي الجسمين =يسند ساعديه ساعداها

و تكاد لولا الخوف =تلمس و جنتيه و جنتاها

متدافعين كموجتين،= خطاه تتبعها خطاها

يمشي فتمشي و هي تحسبه= يسير على حشاها

هي في لثام كالدّجى= محلو لك و كذا فتاها

لكنّما الألحاظ تخترق= السّتور و ما وراها

فاض الغرام فقال آه= و قالت الحسناء آها

فانسل من أصحابه سرّا=، و أغضت جارتاها

و مشى بها في روضة= قد نام عنها حارساها

حتّى إذا أمنّا الورى =و شكا الهوى و شكت هواها

طارت ببرقعها و بر قعه =على عجل يداها

كيما تقبّل ثغره =و يقبّل المعشوق فاها

فرأى المتيّم بنته =ورأت مليحتنا أباها

ـ[وليد]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 05:49 م]ـ

اجلس يا رامي

قيلت للشهيد الصغير محمد الدرة

يا رامي اجلس يا ولدي وتجنَّب قصفهم الدَّامي

يا رامي اجلس من خلفي وتترس منهم بعظامي

اجلس يا ولدي من خلفي لا تنهض فالموت أمامي

طلقات رصاص يا ويحي الصق في ظهري يا رامي

طلقات رصاص يا ويحي ادخل في جسمي يا رامي

احذر فالأرض بما صنعوا تتزلزل تحت الأقدام

طلقات رصاص يا أبتي أُسكت يا ولدي يا رامي

أفديك بروحي يا أبتي أُسكت يا ولدي يا رامي

أحميك بجسمي يا أبتي أسكت فالله هو الحامي

احذر يا ولدي قد فتحوا رشاش الحقد المتنامي

طلقات رصاص صرخات ترسم خارطة الآلام

طلقات رصاص وسكون يتحدَّث عن موت غُلام

طلقات رصاص ما بالي لا أسمع صوتك يا رامي

يا فرحة عمري يا ولدي يا سرّ صفائي يا رامي

ما بالُ يديك قد ارتختا ما بالك تجمد يا رامي

قل لي يا ولدي حدثني بالغ في شتمي وخصامي

لكن يا ولدي لا تسكت لا تقتل زهرة أحلامي

أنفاسك يا رامي سكنت سكنت أنفاسك يا رامي

هل مات حبيبي هل طويت صفحته قبل الإتمام

يا أهل النَّخوة من قومي من يمن العرب إلى الشامِ

يا أهل صلاة وخشوع يا أهل لباس الإحرام

يا كلّ أب يرحم ابناً يا كلّ رجال الإسلام

يا أهل الأبواق أجيبوا يا أهل السَّبق الإعلامي

يا هيئة أمم مقعدة تشكو آلاف الأورامِ

يا مجلس خوف أحسبه أصبح مأجور الأقلامِ

يا أهل العولمة الكبرى يا أخلص جند الحاخام

يا من سطرتم مأساتي ورفعتم شأن الأقزامِ

يا أهل النّخوة في الدنيا أولستم أنصار سلام؟

أسلام أن تسرق أرضي أن يقتل في حضني رامي؟

ما بالي يتلاشى صوتي لم أبصر جبهة مقدامِ

طلقات رصاص أشلاءٌ نارٌ كالحة الإضرامِ

طلقات رصاص صُبُّوها إن شئتم في قلبي الدامي

صبُّوها في هامة رأسي وجميع عروقي وعظامي

فالآن تساوت في نظري أوصاف ضياءٍ و ظلامِ

والآن تشابه في سمعي صوت الرشاش وأنغامي

والآن سيمكث في قلبي لن يرحل من قلبي رامي

لن أنسى نظرته العطشى لن أنسى مبسمه الدّامي

لن أنسى الخوف يعلّقه بذراعي اليمنى وحزامي

حاولت استجداء الباغي وبعثت نداء استرحام

لكنِّ نداءاتي اصطدمت بجمود قلوب الأصنام

هل قتلوا رامي؟ ما قتلوا فحبيبي مصدر إلهامي

مازال حبيبي يتبعني ويسير ورائي و أمامي

سأجهز إخوته حتى يتألَّق فجرُ الإسلام!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير