هل السّنّة النّبويّة مكمّلة للقرآن الكريم؟!
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Nov 2010, 07:23 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام على الأحبّة الفضلاء ورحمة الله وبركاته
أمّا بعد:
فقرأت موضوعاً هذا رابطه: http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=3157 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=3157)
ووجدت مشاركة لأخي العزيز أبي العالية -حفظه الله ورعاه- ذكر فيه أنّ القصّة القرآنيّة فيها ثغرة بحاجة إلى إكمال من السّنّة، وهذا نصّ عبارته: [ثغرة في القصّة بحاجة إلى إكمال]
وهذا رابط مشاركته: http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=17880&postcount=22 (http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=17880&postcount=22)
وقد سألت هناك سؤالاً إنكاريّاً فأحببت أن أفرده هنا؛ لأهمّيّته الكبيرة فيما أرى؛ بسبب شيوعه بين طلبة العلم، وعلى ألسنة كثير من الدّعاة.
فما رأي الفضلاء، وهل اللّفظ الشّائع: السّنّة مكمّلة للقرآن صحيح؟
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
الثّلاثاء:3/ذي الحجّة/1431هـ - 9/ 11/2010م
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Nov 2010, 08:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وبيَّاكم.
لقد بَيَّنَ الإمامُ الشافعي في (الرسالة)، ووافقه جماهير أهل العلم، أنَّ السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه:
1 - السنة المؤكِّدة.
2 - السنة المُبَيِّنَة: تفصيل المجمل، وتوضيح المشكل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام.
3 - السنة المستقلة بالتشريع.
(جاءتْ هذه الأقسام الثلاثة في (إعلام الموقعين) مُبَيَّنَةً بأحسن بيان، وأوضح تبيان).
ولا يخفى عليكم أنَّ العلماء اختلفوا في القسم الثالث في طريقة ثبوته ... هل هو عن طريق استقلال السنة بإثبات أحكام جديدة؟ أم عن طريق دخولها تحت عموم القرآن ولو بتأويل.
قال السباعي (السنة ومكانتها في التشريع ص420):
" ويتلخص الموقف بين الفريقين في أنهما متفقان على وجود أحكام جديدة في السنة لم ترد في القرآن نصا ولا صراحة، فالفريق الأول يقول: إنَّ هذا هو الاستقلال في التشريع لأنه إثبات أحكام لم ترد في الكتاب. والفريق الثاني - مع تسليمه بعدم ورودها بنصها في القرآن - يرى أنها داخلة تحت نصوصه بوجه من الوجوه ... وعلى هذا فهم يقولون: إنه لا يوجد حديث صحيح يثبت حكما غير وارد في القرآن إلا وهو داخل تحت نص أو قاعدة مِنْ قواعده ... وأن ترى أنَّ الخلاف لفظيٌّ، وأنَّ كلا منهما يعترف بوجود أحكام في السنة لم تثبت في القرآن، ولكن أحدهما لا يسمِّي ذلك استقلالا، والآخر يسميه، والنتيجة واحدة ".
والله أعلم.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[09 Nov 2010, 08:12 م]ـ
القول بأن السنة مكملة للقرآن؛ يوحي بأن القرآن فيه نقص تكمله السنة، وهذا غير مراد ألبتة حتى عند قائلي هذه الجملة، بل يعنون أن السنة تبين مبهمه، وتفصل مجمله، وتخصص عمومه، فالصلوات الخمس مثلاً ذكرها القرآن مجملة فقال تعالى: (و أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) سورة البقرة: 43. فجاءت السنة وبينت عدد الصلوات وعدد الركعات وكيفية الصلاة وأوقاتها.
وأباح القرآن تعدد الزوجات عموماً، فجاءت السنة وخصصت هذا التعدد بعدم جواز الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها.
وروى الدارمي في سننه عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: السنة قاضية على القرآن، وليس القرآن بقاض على السنة.
ومراده أن السنة تبين القرآن وتفسره.
وقال الزركشي في كتابه البحر المحيط: (مسألة [حاجة الكتاب إلى السنة] قال الأوزاعي: الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب.
قال أبو عمر: يريد أنها تقضي عليه، وتبين المراد منه.
وقال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب.
وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن الحديث الذي روي: أن السنة قاضية على الكتاب. فقال: ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن أقول: إن السنة تفسر الكتاب وتبينه". اهـ
وممن قال هذه الجملة الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه (أصول الفقه): "والسنة مكملة للقرآن في بيان الأحكام الشرعية ومعاونة له " طبعة دار الفكر، الصفحة: 97.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Nov 2010, 10:02 م]ـ
إذا قلنا إن الثغرة في الكلام أو القصة هي الخلل الذي قد يتوقف عنده السامع أو القارئ بحيث يجعله يشك في مصداقية الكلام أو القصة فهذا قطعا ليس موجودا في القصص القرآن وعليه فالعبارة غير صحيحة.
وإن كان المراد أن القصص القرآني قد يثير بعض الأسئلة في ذهن السامع أو القارئ بحيث تعطي صورة أوسع وأشمل فهذا لا شك أنه موجود ولكن العبارة لا تعبر عنه بدقة.
والأمثلة على ذلك كثيرة فمثلا قصة موسى عليه السلام مع الخضر قصة متكاملة مترابطة من البداية وحتى النهاية ولكنها قد تثير بعض الأسئلة في النفس مثل: من موسى المذكور في القصة؟ من فتى موسى؟ ما قصة الحوت؟ ما السبب الذي دفع موسى إلى الذهاب إلى مجمع البحرين؟
أما كون القرآن محتاج إلى السنة فأقول:
لا يمكن أن ينتفع بالقرآن بدون السنة، وليس هذا نقصا في القرآن، وإنما هذا مقتضى الحكمة الإلهية، فالسنة هي تأريخ القرآن ولا يمكن فصل القرآن عن تأريخة، وهذا هو الذي شرق به أعداء القرآن والإسلام عموما، وهي الغصة الباقية في حلوقهم، لأنهم لو استطاعوا فصل القرآن عن تأريخه لسهل عليهم نسف الإسلام من أصوله.
¥