[عبارة في كتب التفسير وفي النفس منها شيء]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Dec 2010, 04:02 ص]ـ
عبارة طالما طالعتها ووجدتُ فيها خروجا عما ينبغي مراعاته عندما نذكر أصلنا الطاهر الذكي نصف المجتمع الذي يربي النصف الثاني: {المرأة}.
هذه القيمة الثمينة التي حملت بنا وبالأنبياء من قبلنا وكانت السبب الرئيس في عمارة الكون برمته.
هل من المقبول وصفها بأنها أصل الفجور ومنبع العهر؟
العبارة من نسيج شيخ البلغاء جار الله الزمخشري وتناقلتها كتب التفسير وتناقلها البعض عن البعض وهي:
ـــ قال جار الله: إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـ لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد. {الكشاف}
ــــ ونقلها الرازي: {إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـــ لأنها هي أصل الفجور ومنبعه بخيلائها وإطماعها ولذلك كانت مقدمة في آية الجلد}
ــــونقلها أبو حيان: فإن قلت: لم خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله؟ قلت: تغليظاً عليها لأنها هي أصل الفجور ومنبعة.
ــــ وقالها النيسابوري:" قال جار الله: إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد}
ـــ قال الشوكاني:" وتخصيص الغضب بالمرأة للتغليظ عليها لكونها أصل الفجور ومادّته
ـــ في معجم العين: العَهْرُ: الفُجُور، عَهَرَ إليها يَعْهَرُ عَهْراً: أتاها ليلاً للفُجُور ويُعَاُهِرها: يُزَانِيهَا. وكُلَّ منهما عاهِرٌ
قال: لا تْلْجَأَنّ سِرّاً إلى خائِنٍ ... يوما ولا تَدْنُ إلى عاهِر
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ ".
ـــ وعند الجرجاني: الفجور هو: هيئة حاصلة للنفس بها يباشر أمور على خلاف الشرع والمروءة. {التعريفات}
ـــ وأصْلُ الفُجُوْرِ: المَيْلُ عن الحَقِّ إلى الباطِلِ. {المحيط في اللغة}
ـــ الفجور من الإنسان، إنما هو انبعاثه في المعاصي {جمهرة اللغة}
ــ كثر إستعمال الفجور حتى خص بالزنا واللواط وما أشبه ذلك {الفروق}
ـــ والفجور: الريبة، والكذب من الفجور. {العين}
ـــ اللسان: " والبِغاء: الفُجُور"
ـــ اللسان: قال ابنُ شُمَيْل: الفُجُور: الرُّكُوب إِلى ما لا يَحِلُّ.
ـــ الخَانِعُ: المُرِيبُ الَفاجِرُ كما في الصّحاح. وقال اللَّيْثُ: الخَنْع: الفُجُورُ {التاج}
ـــ النهاية: - ومنه حديث أبي بكر [إيَّاكُم والكَذِبَ فإنه مع الفُجُور وهما في النار]
ــــ (وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) أَيْ: مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: أَصْلُ الْفُجُورِ الْمَيْلُ عَنْ الْقَصْدِ {قَالَهُ النَّوَوِيُّ}
ـــ أَنَّ الصِّدْقَ هُوَ أَصْلُ الْبِرِّ وَالْكَذِبَ أَصْلُ الْفُجُورِ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ وَلايَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا}.
نعم المقام الذي قيلت فيه مقام رزيلة وارتكاب محرم وكبيرة والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما، لكن الصياغة لو كانت هكذا:" والمرأة التى تزني أو ... تُأصِّل للفجور أو تتسبب في الفجور هي ..... لقُبِلتُ العبارة واستسيغت، وما وجد أعداء الإسلام مغمزا يشغبون من خلاله على وضع المرأة بيننا في هذا الزمان مستدلين ببعض ما جاء في تراثنا العظيم.
والمشاركة تفتح ذراعيها للمعلقين تأييدا ومعارضة على السوية.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[18 Dec 2010, 01:56 م]ـ
صحيح يا شيخنا و دكتورنا الفاضل أن في العبارة شيئاً، فينبغي التنبيه عليها ولا شك، لكن ألا ترون شيخنا أن علينا أن نعرض دين ربنا على حقيقته الصافية النقية بغض النظر عن رضى الشرق أو الغرب؟ أقول هذا لأن الكثير من الحقائق الأساسية في الإسلام لا ترضي الأعداء بل وتعد فرصة لهم للشغب والخلط لكن كل هذا لا يضيرنا في أن نظهر ديننا كما هو ولو كره الكافرون، أما تنقية اجتهادات العلماء وعبارتهم التي جانبت الصواب فهي مطلوبة، كما أنهم لو اجتهدوا فخالفوا الصواب في مسألة وكانت مخالفتهم للصواب سترضي كل البشر فإن علينا أن ننبه على الخطأ وبنفس الدرجة من الحماس في معالجة الأخطاء على حد سواء لأن غايتنا الأولى ليست حماية دين الله من الشبه التي بدأت من أبي لهب وأبي جهل وستسمر إلى أن يشاء الله- وعلينا أن نرد عليها بما يناسب-، بل غايتنا أن نفهم ديننا - بقر الطاقة، ونفهمه لغيرنا -مع مراعاة التدرج في الدعوة ... إلخ-، والله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين أنه سيمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم لا الدين الذي يرتضونه هم أو يرتضيه غيرهم.
والله المستعان.
¥