سؤال في قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[13 Dec 2010, 07:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} من أشد الآيات التي يتمسك بها الشيعة على مذهبهم كما هو معروف.
سؤالى هل من علماء السنة من ذهب الى ان الآية نزلت في علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، بدلالة حديث الكساء. ورجح ذلك كما تذكره كتب الشيعة من أن الآمدي في الأحكام،وأبي المحاسن الحنفي في كتاب المعتصر!! أم ماذكر في كتبهم هو مجرد نقل للأقوال فقط كغيرهم من العلماء؟ وجزاكم الله خيراً
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Dec 2010, 08:23 م]ـ
لا أملك جوابا دقيقا على سؤالك؛ ولكن أردت التنبيه إلى أن دخول أهل الكساء في الآية هو دخول قطعي عند جمهور أهل العلم، ودخول زوجاته صلى الله عليه وسلم هو الظاهر أيضا بأدلة معروفة مشهورة.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[13 Dec 2010, 09:39 م]ـ
أضواء البيان في إيضاح القرآن:
إن أزواجه صلى الله عليه وسلم لا يدخلن في أهل بيته، في قوله تعالى:
(((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)))،
فإن قرينة السياق صريحة في دخولهن؛ لأن اللَّه تعالى قال: (((قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ)))،
ثم قال في نفس خطابه لهن:
(((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)))،
ثم قال بعده: (((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ))).
وقد أجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول، فلا يصح إخراجها بمخصص،
وروي عن مالك أنها ظنيّة الدخول، وإليه أشار في "مراقي السعود"، بقوله:
واجزم بإدخال ذوات السبب واروِ عن الإمام ظنًّا تصب
فالحق أنهن داخلات في الآية، اهـ. من ترجمة هذا الكتاب المبارك.
والتحقيق إن شاء اللَّه: أنهن داخلات في الآية، وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت.
أمّا الدليل على دخولهن في الآية، فهو ما ذكرناه آنفًا من أن سياق الآية صريح في أنها نازلة فيهنّ.
والتحقيق: أن صورة سبب النزول قطعية الدخول؛ كما هو مقرّر في الأصول.
ونظير ذلك من دخول الزوجات في اسم أهل البيت، قوله تعالى في زوجة إبراهيم:
(((قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ))).
وبما ذكرنا من دلالة القرءان والسنة، تعلم أن الصواب شمول الآية الكريمة لأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين، رضي اللَّه عنهم كلّهم.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[13 Dec 2010, 09:43 م]ـ
التحرير والتنوير:
و أهل البيت: أزواج النبي صل1 والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحداً شك في ذلك،
ولم يفهم منها أصحاب النبي صل1 والتابعون إلا أن أزواج النبي عليه الصلاة والسلام هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهنّ.
وأما ما رواه الترمذي عن عطاء بن أبي رباح عن عُمر بن أبي سلمة قال: لما نزلت على النبي:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (في بيت أم سلمة دعا فاطمةَ وحسناً وحسيناً فجَلَّلهم بكساء وعليٌّ خلْف ظهره ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً). وقال: هو حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة ولم يَسِمْه الترمذي بصحة ولا حُسن، ووسمه بالغرابَة. وفي (صحيح مسلم) عن عائشة: خرج رسول الله غداةً وعليه مرط مرحَّل فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً))). وهذا أصرح من حديث الترمذي.
فمَحمله أن النبي صل1 ألحق أهل الكساء بحكم هذه الآية وجعلهم أهلَ بيته كما ألحق المدينةَ بمكة في حكم الحَرَمية بقوله:
(إن إبراهيم حرّم مكة وإني أحرّم ما بينَ لابتيها). وتَأوُّل البيت على معنييه الحقيقي والمجازي يصدق ببيت النسب
¥