[فائدة: ما وجه الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق؟، وإنما يقدم الأفضل؟.]
ـ[الجنوبي]ــــــــ[20 Nov 2010, 09:12 م]ـ
في قوله تعالى ((فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات))
قال الثعلبي في تفسيره:
فإن قيل: ما وجه الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق؟، وإنما يقدم الأفضل؟.
فالجواب عنه أن نقول: إنما أخر السابق ليكون أقرب إلى الجنات والثواب، كما قدم
الصوامع والبيع والصلوات في سورة الحج (1) على المساجد التي هي أفضل بقاع الأرض، ليكون
الصوامع أقرب إلى الهدم والخراب، وتكون المساجد أقرب إلى ذكر الله تعالى.
ومنهم من قال: إنما فعل ذلك لأن الملوك إذا أرادوا الجمع بين أشياء بالذكر قدَّموا الأدنى على
الأفضل كقوله تعالى: (إن ربك لشديد العقاب وإنه لغفور رحيم) (2)، وقال: (يولج الليل في
النهار) (3)، وقال: (يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) (4) وقال: (خلق الموت والحياة)
. (5)
وقيل: قدم الظالم لئلا ييأس من رحمته، وأخر السابق لئلا يعجب بعلمه.
(وقال جعفر الصادق (6): بدأ بالظالمين إخبا ? را أنه لا يتقرب إليه إلا بصرف كرمه، وأن الظلم (7
لا يؤثر في الاصطفائية (8)، ثم ثنَّى بالمقتصدين لأ?م بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا
يأمن أحد مكره، وكلهم في الجنة بحرمة كلمة الإخلاص.
وقال بعضهم: قدَّم الظالم لأنه لم يكن له شيء يتكل عليه إلا رحمة الله، فاعتمد الله واتَّكل
على رحمته، واتَّكل المقتصد على حسن ظنه بربه، واتَّكل السابق على حسناته وطاعاته.
وقال محمد بن علي الترمذي (1): جمعهم في الاصطفاء إزالة للعلل عن العطاء، لأن الاصطفاء
أوجب الإرث، لا الإرث أوجب الاصطفاء، لذلك (2) قيل: صحيح (3) النسبة ثم أطمع في الميراث.
وقال أبو بكر الوراق الترمذي (4): إنما رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس (5)، لأن أحوال
العبد ثلاث: معصية وغفلة، ثم توبة، ثم قربة، فإذا (6) عصى دخل في حيز الظالمين/، وإذا تاب
دخل في جملة/ المقتصدين، وإذا صححت (7) التوبة، وكثرت (8) العبادة وا?اهدة اتصل بالله ودخل
. (في عداد السابقين
ـ[أدهم حسن]ــــــــ[21 Nov 2010, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك ...........
ـ[الجنوبي]ــــــــ[21 Nov 2010, 10:38 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[بشوق الى الجنه]ــــــــ[23 Nov 2010, 03:44 م]ـ
نفع الله بك الاسلام والمسلمين
ـ[الجنوبي]ــــــــ[23 Nov 2010, 03:48 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم