تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ملك ومالك والأحرف السبع]

ـ[محمد حسن]ــــــــ[26 Nov 2010, 11:43 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه هى الحلقة الرابعة من حلقات (تأملات وتدبر فى أم الكتاب)

وهى حلقات اخترت لكل واحدة منها عنوانا مستقلا لها. وهذه الحلقة عنوانها (ملك ومالك والأحرف السبع)

وانى ألفت نظر اخوانى اهل الملتقى الى ان هذه الحلقات جمعتها من مصادر مختلفة , ولم اذكر مصدر كل سطر اتيت به , اذ اننى آثرت الا اذكر ذلك دبر كل فقرة مخافة السئامة من القراء ,, اذ ان منهم الكثير الذين ليسوا متخصصين فى الدراسات الأسلامية ,, ويهمهم ان يصلوا الى المعلومة و الفائدة مباشرة دون اطناب و اطالة للموضوع لن تفيدهم

(وانا منهم .. لست متخصصا فى الدراسات الأسلامية وانما انا دكتور طبيب استشارى الأمراض الباطنة وطب الكلى ودرست مبادىء واسس الدراسات الأسلامية بالأزهر ببلدى مصر وهذه الدراسات تمهيدية شرط لنيل درجتى الماجستير والدكتوراة فى العلوم الطبية من جامعة الأزهر) لذا فضلت الا اذكر المراجع الا فى نهاية البحث بأذن الله

نبدأ ,, بسم الله الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين:

نحن ما زلنا في سورة الفاتحة ووقفتنا هذا اليوم عند قوله تعالى (مالك يوم الدين).

كلمة (((مالك)))

هي في قراءة سبعية وملك في قراءة سبعية. المشرق العربي والإسلامي وباكستان وتركيا وهذه البلاد تقرأ مالك يوم الدين وفي شمال إفريقيا والمغرب العربي يقرأون ملك يوم الدين بقراءة نافع برواية قالون. هذا يستدعي أن نبين بشيء موجز مسألة القراءات وكيف جاز أن يقرأ بعضهم مالك وبعضهم يقرأ ملك. أولاً هي رسمها في المصحف من غير ألف. هذا الرسوم سوّغ للعرب من القديم أن يقرأها بالألف لماذا؟ نحن عندنا الحركات لا تُرسم حتى بعد أن وُضعت لها رموزاً. لا نرسم الحركات نقول كتب لا نضع فتحة على الكاف لا نفعل هذا وكذلك الضمة والكسرة لا نضعها. الألف هي فتحة طويلة عندما تمد الصوت بالفتحة في (كتب) مع الكاف تصبح ألفاً (كاتب).

علماؤنا يقولون لو مددت الصوت بالفتحة نشأ من بعدها ألفاً لكن الدرس الصوتي يقول تصبح ألفاً وهذا ليس من شأننا. نحن إذن لا نضع الحركات. هذه الفتحة في (كَتَب) كما أننا لا نكتبها ولكن نقرأها كَتب وفرق بينها وبين كُتب وكتاب وكلها غير مرسومة. يبدو أن الكاتب العربي قديماً كان ينظر إلى صوت المدّ في الألف كما ينظر إلى الفتحة فكما أنه لا يكتب الفتحة أو يكن له صوت للفتحة كان لا يكتب الألف في كثير من المواضع. وأحياناً كان يكتبها متقصداً حتى لا يكون هناك إغفال لصورة الألف.

أما الواو والياء فكانوا في الغالب يرسمونها لأنه لها صورتان: الواو التي تشبه الألف في كونها حرف مدّ مثل الواو في (نقول) علماؤنا يقولون الواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء في (نبيع) الياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو التي قبلها حركة أو بعدها حركة ليست من جنسها هذه تختلف. واو (وجد) وواو (لون) غير واو (نقول) من حيث الصوت. لما ترسم المقاطع على شكل الرسم الطيفي مثل تصوير القلب، واو (وجد) تظهر قاعدة للمقطع نقطة في الأسفل بينما واو نقول تظهر قمة في المقطع فهذه غير هذه لكن رُسمت بشكل واحد فالواو والياء لها صورة قيمتها قيمة حرف إعتيادي مثل وجد ولون ويبس وليت وواو وياء هي حركة طويلة مثل نقول ونسير فلآنه لها صورتان رسمت في الغالب أما الألف فليس لها إلا صورة واحدة وهي المدّ هي فتحة طويلة ولذلك الغالب أنهم لا يرسمونها.

لما ننظر إلى المنحوتات القديمة تأتينا مثلاً كلمة (الحارث) أحد الملوك الذين حكموا الشام من الأنباط قديماً نجد أنه مكتوب الحرث من غير ألف وكلمات كثيرة جداً.

فكلمة (ملك يوم الدين) رسمت بالميم واللام والكاف. لما رُسمت هكذا احتملت قراءتين:

احتملت أن تُقرأ مالك ... وإحتملت أن تُقرأ ملك لكن ... هل هذه القراءة كانت بتشهّي من القارئ؟

- الجواب لا. هذا الرسم الذي بين أيدينا يشير إشارة موجزة إلى فكرة الأحرف والقراءات ونفهم منها مسألة عامة وهي هذا النوع من التسامح بين المسلمين وإحتمال الرأي الآخر في كتاب الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير