[تأملات وتدبر فى أم الكتاب]
ـ[محمد حسن]ــــــــ[20 Nov 2010, 10:51 م]ـ
[تأملات وتدبر فى أم الكتاب]
لطائف سورة الفاتحة:
· آخر سورة الفاتحة قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) وجاءت سورة البقرة بعدها تتحدث عن المغضوب عليهم (بني إسرائيل) وكيف عصوا ربهم ورسولهم وجاءت سورة آل عمران لتتحدث عن الضآلين (النصارى).
· وآخر كلمات سورة الفاتحة الدعاء جاءت مرتبطة ببداية سورة البقرة (هدى للمتقين) فكأن (اهدنا الصراط المستقيم) في الفاتحة هو الهدى الذي ورد في سورة البقرة.
· بداية السورة (الحمد لله رب العالمين) وهذه أول كلمات المصحف، يقابلها آخر كلمات سورة الناس (من الجنة والناس) ابتدأ تعالى بالعالمين وختم بالجنة والناس بمعنى أن هذا الكتاب فيه الهداية للعالمين وكل مخلوقات الله تعالى من الجنة والناس وليس للبشر وحدهم او للمسلمين فقط دون سواهم.
· أحكام التجويد في سورة الفاتحة جاءت ميسرة وليس فيها أياً من الأحكام الصعبة وهذا والعلم عند الله لتيسير تلاوتها وحفظها من كل الناس عرباً كانوا او عجما.
والله تعالى هو الرحمن الرحيم وهو مالك يوم الدين وعلينا أن نحذر عذابه يوم القيامة ويوم الحساب.
والناس هم بحاجة الى معونة الله تعالى لعبادته فلولا معونته سبحانه ما عبدناه (إياك نعبد وإياك نستعين)
وندعو الله تعالى للهداية إلى الصراط المستقيم (اهدنا الصراط المستقيم) وهذا الصراط المستقيم ما هو إلا صراط النبي r وصراط السلف الصالح من الصحابة والمقربين (صراط الذين أنعمت عليهم) وندعوه أن يبعدنا عن صراط المغضوب عليهم والضآلين من اليهود والنصارى وكل الكفار الذين يحاربون الله ورسوله r والاسلام والمسلمين في كل زمن وعصر (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
الحمد لله .. أسرار وإعجاز
اختصار من كتاب (لمسات بيانية) ص 11 إلى ص 24
القرآن الكريم. . كتاب الله. . ومعجزته الخالدة. . تحدى به الثقلين من الإنس والجن أن يأتوا بمثله أو بشيء من مثله، فعجزوا وما استطاعوا وما استحقوا على عجزهم لوما ولا عتابا
فأنى لهم أن يأتوا بكلام كالقرآن. . كلام حف بالهيبة، وامتاز بالسمو، وتكامل فيه الشكل والمضمون وتآلفا فكل منهما يخدم الآخر ويقويه. . فكان ذلك إعجازا ما بعده إعجاز
وواضح لنا جميعا أن التحدي بالإتيان بمثل القرآن لم يكن المقصود به الإعجاز العلمي أو نحوه، وإنما قصد به إعجاز اللغة والبيان والبلاغة، والعرب الأوائل هم أهل ذلك، لكنهم أمام القرآن وقفوا عاجزين يقلبون أكفهم من الحيرة
وكلمة حق لا بد أن تسجل في حقهم. . لم يدعوا القدرة على ذلك أبدا. . بل كانوا يقولون: ما هذا بكلام بشر
وعندما تجرأ مسيلمة الكذاب على التأليف
لم يتمسكوا بما قال بل لم يعيروه أدنى اهتمام، لأنهم يعلمون أنه ليس بشيء ولم يكونوا في هذا الأمر من المكابرين
من ذلك الإعجاز القرآني الدقة في اختيار المفردات، فكل كلمة تأتي في مكانها المناسب لها، فلو غير موضعها بتقديم أو تأخير أوجمع أو تثنية أو إفراد لتأثر المعنى ولم يؤد ما أريد منه، وكذلك لو جيء مكانه بكلمة خرى ترادفه لم تقم بالمطلوب أبدا
سنرى اليوم جملة مؤلفة من كلمتين إنها (الحمد لله) في سورة االفاتحة، هل كان من الممكن استعمال كلمات أخرى أو التغيير في وضعها؟
في الظاهر. . نعم. . هناك كلمات و أساليب تحمل المعنى نفسه، ولكن هل تفي بالمراد؟
كان بالإمكان قول (المدح لله أو الشكر لله) مثلا
ولكن ماذا عن المعنى العام؟
1ـ (المدح لله)
ـ المدح هو الثناء وذكر المحاسن من الصفات والأعمال
أما الحمد فهو الثناء وذكر المحاسن مع التعظيم والمحبة. أيهما أقوى إذن؟
ـ المدح قد يكون للحي ولغير الحي، و للعاقل وغير العاقل، فقد يتوجه للجماد أو الحيوان كالذهب والديك
أما الحمد فيخلص للحي العاقل
ـ المدح قد يكون قبل الإحسان وقد يكون بعده، فقد يمدح من لم يفعل شيئا، ولم يتصف بحسن
أما الحمد فلا يكون إلا بعد الإحسان، فيحمد من قدم جميل الأعمال أو اتصف بجميل الصفات
يظهر لنا مما تقدم أننا عندما نقول (الحمد لله) فإننا نحمد الله الحي القائم الذي اتصف بصفات تستحق الحمد،ونعترف له بالتفضل والتكرم
¥