عفوا يا أستاذ ... لقد نسيتَ شيئا مهما!
ـ[د. سعيد أبو العلا حمزة]ــــــــ[12 Dec 2010, 03:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
منذ 4 سنوات وتحديدا فى شهر مارس 2007، كنت أقوم بتحفيظ رَجل القرآن الكريم بطريقة الحصون الخمسة وكان يحفظ بمعدل سريع جدا، حوالى 4 أرباع (10 صفحات) فى الأسبوع الواحد.
وتمر الأسابيع ..... ويزداد محفوظ الرجل بحيث صار برنامج العمل أن يحفظ 4 أرباع جديدة فى الأسبوع ويراجع يوميا جزءً (مراجعة القريب) وجزئين مراجعة البعيد وهكذا إلى آخر برنامج الحصون الخمسة
وذات مرة قلت له: الأسبوع القادم سنراجع سورة البقرة وآل عمران مع حفظ 4 أرباع مع ... مع ... مع .... فأكثرت عليه
فإذا به ينظر إلىَّ برفق وتواضع جم وقال لى كلمات أحفظها إلى الآن:
عفوا يا أستاذ، لقد نسيتَ شيئا مهما!
قلت متعجبا: ما هو؟ قال: لقد نسيت أن تلميذك ابن ثمانين عاما!
قلت مبتسما: فضيلتك السبب فى ذلك ... لقد أنسيتنى بعلو همتك العجيبة ومثابرتك الغريبة أني الآن أمام رجل ابن ثمانين عاما!
أيها الشباب والفتيان ... أيتها الشابات والفتيات
لم أستطع بعد هذا الرجل أن أقبل عذرا لأحد دون الثمانين عاما .. فكيف بكم أيها المسئولون عن شبابكم فيم أفنيتموه ... أضيعتموه ..... أخربتموه ... أسرع وسجِّل اسمك فى كشف حفاظ القرآن الكريم، لا تتوان .. ابدأ الآن .. لا تقل أبدا: غدا .. بل قم الآن .. وتوضأ وضوءً خاشعا .. وأقبل على كتاب ربك بقلبك ... أمسك بقلمك الرصاص ... فغدا الامتحان ... امتحان آخر العام ... اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
تعرفون ما هى النية التى كانت تحرك هذا الرجل؟!
قال لى ذات مرة: أستحيى أن ألقى الله عزوجل وأنا لم أحفظ كلامه وقد حفظت كلام غيره من البشر .... أستحيى أن ألقى الله ولم أجود كتابه!!
الله أكبر فى هذه الهمم التى ناطحت السحاب، وأشفقت منها الهمم العالية ... همة أتعبت جسدها فاستراحت
هذا الرجل ... من الدعاة الكبار في الإسكندرية وله تلاميذ كلهم الآن شيوخ الدعوة وأساتذة علماء
فلا ريب أن تكون هذه هى همة الأستاذ
كان لهذا الرجل عظيم الأثر وكبير الفضل بعد الله عزوجل في تبنى فكرة الحصون الخمسة؛ فهو أول من أتاح لى فرصة إلقاء محاضرة في مسجده فى موضوع حفظ القرآن، وكان يومئذ بعنوان: حفظ القرآن الكريم بين شرف الغاية وهم الطريقة ... كيف تحفظ صفحة من كتاب الله فى 10 دقائق كما تحفظ الفاتحة
وبعد ذلك توالت المحاضرات وتشعبت الأفكار حتى كان الكتاب الذي بين يديك سهلا قريبا بإذن الله
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Dec 2010, 04:18 م]ـ
بارك الله بك د سعيد وما همة التلميذ إلا من همة استاذه. أعلى الله همتك ورفع قدرك وجزاك الله خير ما جزى أستاذ في تدريس تلميذ.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[12 Dec 2010, 04:31 م]ـ
دكتور سعيد هل لنا ان نطلع على المحاضرة التي اشرت اليها؟
حفظ القرآن الكريم بين شرف الغاية وهم الطريقة
ان كنتم قد حفظتم اصلها للاستفادة منها.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Dec 2010, 04:56 م]ـ
تعرفون ما هى النية التى كانت تحرك هذا الرجل؟!
قال لى ذات مرة: أستحيى أن ألقى الله عزوجل وأنا لم أحفظ كلامه وقد حفظت كلام غيره من البشر .... أستحيى أن ألقى الله ولم أجود كتابه!!
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا علي هذه القصة الرائعة .. فما بال دعاة وأئمة في المساجد لايستحيون أن يلقوا ربهم وهم غيرحافظين لكتابه.
والسلام عليكم
ـ[ام ناصر]ــــــــ[20 Dec 2010, 07:18 م]ـ
قسم بالله اقشعر جلدى وانا اقرءالقصة بارك الله فيكم من طالب ومعلم ساشد همتى باذن الله ولن اتكاسل ولن اقول انى مشغولة فلن انشغل الا بالقران ادعوا لى ان اتم حفظة
ـ[بنت السعيد]ــــــــ[21 Dec 2010, 02:28 ص]ـ
قسم بالله اقشعر جلدى وانا اقرءالقصة بارك الله فيكم من طالب ومعلم ساشد همتى باذن الله ولن اتكاسل ولن اقول انى مشغولة فلن انشغل الا بالقران ادعوا لى ان اتم حفظة
أسأل الله أن يمن علينا بتمام نعمته علينا ...
فعلاً وأنا مثلك صدمت بمعرفة انه ابن ثمانين!!
فعندما قرأت أول الكلام قلت في نفسي وما الجديد في أن يحفظ هذا الكم ولكن عندما قرأت ابن ثمانين استحيت من نفسي ..
فأنا كنت أحفظ ست أرباع في الأسبوع إلى أن خارت القوى وهبطت الهمم:" ( ...
اللهم يسر علينا حفظ كتابك وتمه علينا بخير، ولا تدخلني القبر إلا وهو معي شفيع.