تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقالة لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حول خلق القرآن للنقاش]

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[09 Nov 2010, 11:17 م]ـ

قرأت هذه المقالة اليوم في صحيفة الجزيرة السعودية فأحببت معرفة رأي الباحثين حولها شاكراً وداعياً للجميع بالتوفيق.

قال أبو عبدالرحمن: في اليوم الذي نشر فيه البراك تعقيبه هاتفني سمو الأمير ذو العلم والحصافة سعود بن سلمان بن محمد بن سعود بن فيصل بن عبدالرحمن بن تركي آل سعود- حفظه الله- مبدياً رغبته أن لا أُصَعِّد الموضوع؛ لأنه شائك عميق قد يُحدث بلبلة، وقد يُفهم على غير وجهه .. ورغبةُ سموه بالنسبة لي أمر واجب الطاعة، وقد خبرته سنين فضلاً وعلماً واستقامة، وخبرتُ مجلسه العامر منتدى لذوي العلم؛ لهذا لا أخوض في هذا الموضوع ألبتة إلا من جهة عمومات لا ينبغي أن تكون محل خلاف .. وقد جاء نداؤه وقد فرغت من هذه الحلقة مُضَمَّنةً أبجديات مسألة القرآن بالتفصيل؛ فحذفت ذلك على مضضٍ من الحلم العنيف؛ لأن ما جبل الله عليه سموه من طيب النحيزة، وأريحية الخلق الذي هو كالنسيم العليل، وكرم العشرة الذي هو كبهجة قوس قزح: كل ذلك يأبى عليَّ أن أتعدَّى رغبته .. وكنت بحثت الموضوع في محاضرة لي طال فيها النقاش فاستجاب لي من استجاب، وكاتبني من كاتبني، ثم زدتُ بعض النَّفَس في جريدة المدينة، ثم كاتبت بعض المشايخ مبدياً لهم إجماع الصحابة رضي الله عنهم على السكوت، وأنه حدث الاختلاف ابتداء من بدعي ضلالي هو الجعد بن درهم عام 132هـ وليس على وجه الأرض صحابي، ولم يحدث إجماع بعد الاختلاف، والمخالفون من عدول الأمة ومنهم الرواة (المعدَّلون) للأحاديث الصحيحة، وهم معروفون بأعيانهم؛ فلم يحدث إجماع إلا إجماع الصحابة رضي الله عنهم على السكوت .. ومن كاتبتهم من المشايخ بعضهم سكت، وبعضهم أبدى رغبته بأن لا تُبحث المسألة في مثل هذا الظرف وأعباء الأمة أكبر من ذلك .. وهذه المسألة تقلقني من سنين، وقد فرغتُ من تسويد ما دار حولها تصوراً وتحريرَ استدلالٍ منذ الجعد .. إلى تحرير الاستدلال في محنة الإمام أحمد رحمه الله .. إلى ما طرأ بعد ذلك من الجدل الكلامي المذموم في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه .. إلى العودة إلى إمساك الصحابة رضي الله عنهم كما في الكلام النفيس للإمام المجتهد القاضي الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره لأول سورة الأنبياء؛ وبناء على رغبة سمو الأمير سعود بن سلمان عزمت على تجميد الموضوع سائراً على مهلٍ في تحريره وتبييضه؛ هدية لبعض أحبابي الخُلَّص، وأجعل نشره أوجب ما في وصيتي إن تأخر طبعي له؛ لتبرأ ذمتي إذا لقيت ربي سبحانه وتعالى .. وهذا في وصيتي لذريتي، ولأحبابي داخل المملكة وخارجها، وأُعَوِّض عن ذلك ههنا بشيئ من أبجديات سلفيتي، رادعاً البراك فيما تقحَّمه من أمور جانبية لا علاقة لها بالموضوع مما لا يليق به من الهمز واللمز والتجريح الشخصي.

والسواك مطْهرة للفم، مرضاة للرب .. وسواكي ههنا معنوي مجازي هو عَبَقُ البرهان وأنواره التي تطهِّر الفم واللسان؛ فيفوح أريجه، ويجلو كل شبهة وقولٍ بُدَّعَى في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه وتعالى؛ ولهذا فالتوقُّف في مسألة القرآن اتِّباعٌ للسلف الأول الذي لا سلف غيره، المنصوص عليهم بالنص القطعي بالسَّبق والأوَّليَّة والهِجْرة والنُّصرة؛ فالسَّبق والأوَّليَّة هو معنى السلف، والهجرة والنصرة تميِّز جماعتهم بالوصف كما تُميَّز القبيلة بالاسم في قولك تميمي وقيسي .. إلخ، وهم معروفون بأعيانهم واحداً واحداً، محفوظة روايتهم وفتياهم، كما أنه محفوظ سكوتهم، ومَن بعدهم تابع لهم إذا كان اتباعه بإحسان، ومن معاني الإحسان الإتقان، ومَن خالفهم: إما مجتهد مُخطئ، وإما متَّبع للهوى .. قال تعالى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير