تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استدراكات على تفسير محاسن التأويل للقاسمي -رحمه الله-عطف الخبر على الإنشاء]

ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[05 Dec 2010, 08:23 م]ـ

وبعد فهذه بعض الفوائد العلمية النادرة التي أملاها على شيخنا العلامة الشيخ الدكتور إبراهيم عبدالرحمن خليفة إبان قرائتي عليه لرسالتي العالمية وتشرفت بإشرافه على الرسالة من عام 1997 إلى نهاية 1999 فجزاه الله عنا خيرا وكنا - الباحثون- نبتدئ معه من حيث انتهينا فنجمع المادة العلمية ونجتهد في تحيقيق المسائل المراد بحثها ونقرأ عليه الرسالة كلمة كلمة وقال لي ذات مرة لو أردت مخالفتي فلك ذلك ولو لم تقنعني سأكون أحد المناقشين وقت المناقشة! وكان يكمل لنا الموضوع فقد قال لي مرة الدكتور دراز كان يقول لا إطناب في القرآن بل كله إيجاز وحسب فناقشه في تلك المسألة وكان يملي ما أحتاج إليه وشيخنا حفظه اللله ممن يفرق بين الواو والفاء علامة في المعقول والمنقول هذه شهادة العلماء له

وهنا مسألة صعبة تحتاج لمن يقرأها أن يتقن موضوع الفصل والوصل فهي تناقش من أجاز عطف الخبر على الانشاء وهو مخالف لكلام محققي البلاغة فاقرأ وتدبر وادع الله لى ولشيخي بالقبول.

قال - أي القاسمي - لطيفة: قال ابن القيم في (طريق الهجرتين).في هذه الآية: كلمة (السلام) هنا تحتمل أن تكون داخلة في حيز القول فتكون معطوفة على الجملة الخبرية وهى " الحمد لله " ويكون الأمر بالقول متناولاً للجملتين معاً وعلى هذا فيكون الوقف على الجملة الأخيرة ويكون محلها النصب محكية بالقول [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) . ويحتمل أن تكون الجملة مستأنفة مستقلة معطوفة على جملة الطلب وعلى هذا فلا محل لها من الإعراب.

وهذا التقدير أرجح، وعليه يكون السلام من الله عليهم وهو المطابق لما تقدم من سلامه سبحانه على رسله صلى الله عليهم وسلم.

وعلى التقدير الأول يكون أمر بالسلام عليهم.

ولكن يقال على هذا: كيف يعطف الخبر على الطلب مع تنافر ما بينهما فلا يحسن أن يقول:قم وذهب زيد ولا اخرج وقعد عمرو ويجاب على هذا بأن جملة الطلب قد حكيت بجملة خبرية. ومع هذا لا يمنع العطف فيه بالخبر على الجملة الطلبية لعدم تنافر الكلام فيه وتباينه.وهذا نظير قوله تعالى (قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون).

فقوله (وما تغنى الآيات) ليس معطوفاً بالقول وهو (انظروا) بل معطوف على الجملة الكبرى.على أن عطف الخبر على الطلب كخبر كقوله تعالى (قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) وقوله (قل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين).والمقصود أنه على هذا القول يكون سبحانه قد سلم على المصطفين من عباده والرسل أفضلهم [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) انتهى

هذا وقد اهتم علماء المعاني بحديثهم عن الجامع فقد قالوا ولصاحب علم المعاني في احتياج كثير إلى معرفة الجامع لاسيما الخيالي [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3) .

لذا نجد الإمام القاسمي ينقل عن صاحب المفتاح كلاماً نفيساً عن الجامع الخيالي فبعد أن فسر عدة آيات من سورة الغاشية وهى قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)) . قال شيخنا بل الصواب هو ما عليه أهل البلاغة وجماهير أهل اللغة بعامة وما نظر به من الآيات الثلاث لجواز هذا العطف مما أخطأه التوفيق في الاستدلال بمثله أما الآية الأولى وهى قوله (قل انظروا ماذا في السماوات) فإنه لا يمتنع أن يكون عدم الإغناء معطوفا على الأمر بالنظر داخلاً معه في حيز القول فتكون الجملتان المقولتان مما له محلً من الإعراب فلا يدخل فيما معنا مما أوجب البلغاء فيه المنع كما يجوز أن يكون جملة عدم الإغناء جملة حالية من فاعل (قل) أي قل هذا والحال عدم إغناء الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون فيكون لهذه الجملة محلاً من الإعراب كذلك فلا تدخل في حيز المنع.وأما الآية الثانية الأمر فيها اظهر ما يكون وقد علم جوابه مما ذكرناه في سابقتها فإن قول النبي (وربنا الرحمن المستعان) معطوفا على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير