[أساليب الحوار الدعوي]
ـ[محمد جابري]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:14 م]ـ
[أساليب الحوار الدعوي]
من أجل إبراز الحقائق وهداية العالمين, لا بد أساسا من سلوك سبيل القناعة العقلية لإقامة الحجج الثابتة والبراهين الدامغة.
أ- الاستدلال العقلي:
1 - الاستدلال بالتشبيه والأمثال:
في ضرب المثال زيادة إفهام وتذكير وتصوير للمعا ني، وذلك لأن المعاني العقلية المحضة لا يقبلها الحس والخيال والوهم، فإذا ذكر ما يساويها من المحسوسات تَرك الحس والخيال والوهم تلك المنازعة.
وانطبق المعقول على المحسوس, وحصل الفهم التام والوصول إلى المطلوب. (القرآن والنظر العقلي لفاطمة إسماعيل، ص109 وما بعدها بتصرف)
والمحسوس هو ما خضع للمشاهدة والمعرفة والتجربة, ومن هنا أنكر القرآن الكريم إدعاء المجوس أن ملائكة الرحمان إناث في قوله u :
{ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} الزخرف19
وأجاب القرآن الكريم:
{مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} (الزخرف:20)
فهم لا يملكون أي دليل من حجة أو برهان أو مشاهدة و لهذا جاء الإنكار عليهم في سورة الصافات:
{أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ؟} (الصافات:150)
ثم رد عليهم يقول عز وجل:
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (الصافات:154)
والناس في تعاملهم مع الأمثال فريقان, فريق آتاه الله عقلا وقلبا نيراً، فهو يصغي إلى الحق ويأخذ به، وفريق أصابه العناء فإن ساعفه الدليل زاد إصراراً وإمعاناً في الضلال. (القرآن والنظر العقلي لفاطمة إسماعيل، ص109 وما بعدها بتصرف.)
2 - الاستدلال بالتجزئة:
ومن الأدلة القرآنية أدلة جزئية تعتمد على وقائع جزئية, وكل جزء يصلح وحده دليلا ومنها قوله عز وجل:
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ؟ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ؟ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّه؟ ِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (النمل:60)
إنه استدلال ينقل من الجزئي إلى الكلي أومن الخاص إلى العام.
3 - الاستدلال بالتعميم ثم التخصيص:
والتعميم أن يذكر قضية عامة تؤدي إلى إثبات الدعوى بإجمالها، ثم يتعرض المستدل إلى جزئيات القضية، فيبرهن على أن كل جزء منها يؤدي إلى إثبات الدعوى المطلوب إثباتها أو أنها بمجموعها تؤدي إلى إثبات الدعوة، ومن ذلك قوله عز وجل:
- {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى؟} (طه:49)
- قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى
- قال فما بال القرون الأولى؟
- قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} طه 49 - 55
نبه سيدنا موسى عليه السلام إلى معاني الربوبية ثم ذكر جزئيات تتعلق بالنبات والأنعام، وأهل مصر أهل زرع وضرع تذكيراً بنعم الله عليهم، وأنه لا صانع لها إلا هو جلت قدرته وعزت إ رادته.
4 ـ الاستدلال بالتعريف:
والاستدلال بالتعريف هو أن يؤخذ من ماهية موضوع القول دليل الدعوة، بأن يؤخذ مثلا من حقيقة الأصنام دليل على أنها لا تصلح أن تكون معبوداً، ومن بيان صفات الله تعالى دليل على أن يكون وحده المستحق للعبادة.
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (الأنعام: 95 - 96)
5 - الاستدلال بالمقابلة:
¥