تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بين دراسات المنبثقة عن السنن الإلهية والدراسات المستقبلية]

ـ[محمد جابري]ــــــــ[15 Dec 2010, 11:09 م]ـ

[بين دراسات المنبثقة عن السنن الإلهية والدراسات المستقبلية]

"وتطورت الدراسات المستقبلية ولم ترق إلى التخصص " العلمي " إلا حديثا؛ حيث لم تنقل إلى إطار الجامعة والمدرسة إلا في فترة حديثة للغاية، و انتشرت على أنها مادة " علمية " انتشارا واسعا في الجامعات الأمريكية، والسوفييتية، وبعض جامعات دول أخرى". (الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية, لوليد عبد الحي. ص: 5.)

وككل العلوم الغربية؛ فهي تنطلق من دراسة مادية محضة، الشيء الذي يصمها بالعوار، ويجعلها علوما نظرية ترتطم على صخرة الواقع، وتنغمس في أوحاله؛ محاولة إعطاء تفسير مادي لكل عوامل التغيير الاجتماعي، فهو ضرب من الخرص والتخمين لا غير. وحتى لا يكون الكلام رجما بالغيب؛ فهذه شهادة شاهد من أهلها، سواء على المستوى النظري أو التطبيق.

v على المستوى النظري

أ- يقول الأخصائي الاقتصادي عادل أحمد حشيش:

" إن طرائق التخطيط وتنظيماته قد تهيأ لها تحسن سريع خلال السنوات الحديثة، وقد ارتفعت نظرية التخطيط وتطبيقاته إلى مستويات جديدة، وقد ساعدت المؤتمرات العلمية, والمناقشات الموسعة على تحقيق المزيد من التحسين في إدارة الاقتصاد في الجمع والربط بين الخطط الطويلة الأجل, والخطط الخماسية، والخطط الجارية. وفي تحليل الخطط الإقليمية والتأكيد على الحاجة إلى تنمية البرامج الدقيقة للمشكلات الرئيسية في المجالات العلمية، والتقنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدعوة أيضا إلى تركيز الحلول ضمن الإطار الموضوع لخطة كلية واحدة ". (التخطيط الاقتصادي , ص: 29)

ب- كما يقول أخصائي الدراسات المستقبلية: وليد عبد الحي:

" ولكي أعطي صورة متكاملة جمعت عددا وافرا من " التنبؤات " الاقتصادية والسياسية ذات الأثر على المستوى الدولي, وعرضتها على شكل نقاط متلاحقة, يمكن تلمس التضارب بينها بفعل انتمائها إلى دراسات مختلفة؛ لكن أهميتها تبرز في التنبيه على جوانب عديدة، ومع الإقرار بجوانب ضعف في هذه الدراسات، ولا أقول ذلك جريا مع التقاليد، لكنني أثرت جانبا مهما في نطاق العلاقات الدولية، ويكفي أن نلقي نظرة على بعض المؤتمرات الدولية للدراسات المستقبلية لنرى كم نحن متخلفون في هذا الميدان". (الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية , ص: 7)

v على مستوى التطبيق

يقول كورباتشيف تحت عنوان: " ليس إعلانا رنانا بل برنامجا أعد بعناية ": نضجت تدريجيا صياغة مفاهيم إعادة البناء، فقبل اجتماع نيسان انكبت مجموعة من الشخصيات الحزبية والحكومية على التحليل المتكامل للأوضاع الاقتصادية. وهذا التحليل شكل فيما بعد أساسا لوثائق إعادة البناء. لقد أخذنا كثيرا من توصيات العلماء والاختصاصيين- هذه التوصيات الزاخرة بالطاقة وبأفضل ما أبدع الفكر الاشتراكي- ومن ثم أعددنا المقدمات الفكرية الأساسية للسياسة التي شرعنا في تطبيقها لاحقا ...

(ويمضي في نشوة وغرور إلى أن قال): واستطعنا في اجتماع نيسان أن نطرح برنامجا معدا بعناية إلى حد ما، وأن نضع استراتيجية للتطور اللاحق للبلاد, وتكتيكا للممارسة، وأصبحنا على يقين من عدم جدوى الإصلاحات التجميلية، ومحاولة الترقيع، وأن المطلوب هو إعادة تصنيع جدية تماما، لقد كان الانتظار مستحيلا تماما؛ لأن كثيرا من الوقت قد أضعناه ". (بريسترويكا, ص: 23)

وبعد فترة زمنية على كتابة هذا النص، وصياغة هذه الخطط، فالكل يدرك ما آلت إليه من هدم لهرم الاتحاد السوفييتي، وتشتيت وحدته، وتفكيك أجزائه.

انقض البنيان، وأحال مُخَطِّطَه على هامش الحياة السياسية؛ بعدما تربع على قصر الكريملين سنوات قصارا، وما كان " كورباتشيف " ليوافق على الخطة برمتها لو أدرك أبعادها ومآلاتها.

1 - استنتاجات

أ- من حيث المنطلقات:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير