حول: (يا أيها الذين ءامَنوا ءامِنوا)
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[13 Dec 2010, 04:55 ص]ـ
السادة الأفاضل الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقفت مع قول الله تعالى في سورة النساء: (يأيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله .... الآية)؛ حيث وجدت الله قد أمر الذين آمنوا أن يؤمنوا، وقد علمنا أن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، كما ورد في حديث الإيمان والإسلام والإحسان.
فما الحكمة في أن يشهد الله لهم بالإيمان إذ خاطبهم بالذين آمنوا، ثم يأمرهم بأن يؤمنوا؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[13 Dec 2010, 08:45 ص]ـ
كيف يقول الحق في صدر هذه الآية منادياً المؤمنين بالإيمان فقال: ?آمَنُواْ?، وبعد ذلك يطالبهم بأن يؤمنوا؟
نقول: نرى في بعض الأحيان رجلاً يجري كلمة الإيمان على لسانه ويعلم الله أن قلبه غير مصدق لما يقول، فتكون كلمة الإيمان هي حق صحيح، ولكن بالنسبة لمطابقتها لقلبه ليست حقاً. كما قال الحق:
?إِذَا جَآءَكَ ?لْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ?للَّهِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ? [المنافقون: 1]
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Dec 2010, 11:46 ص]ـ
على تعريف أهل السنة والجماعة للإيمان لا إشكال في الآية حيث أن الإيمان يزيد وينقص؛ فيكون قوله تعالى "آمنوا" بكسر الميم على الأمر لهم إما بأن يزيدوا إيمانهم بالطاعات أو أن يثبتوا على ما هم عليه من الإيمان.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[13 Dec 2010, 01:46 م]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً} [النساء: 136]
الأية دعوة للمؤمنين بالإيمان بالله: وهذا يتطلب معرفة خاصة بالله ذاتا وصفات وأسماء وأفعالأ وما يجوز في حقه وما يستحيل فضلا عما يقتضي ذلك من الأداب، ومقتضى ذلك:
1 - صدق الذمة مع الله يوم أن أعلن المرء إسلامه لله بمطابقة باطن اعتقاده لظاهر إسلامه، قولا وفعلا بمراقبة الله في السر والعلن، وطلب الاستقامة والدوام عليها؛ إذ نعمة القيام في حدود الله أكبر كرامة يمنّ بها الجليل على من شاء من عباده
2 - صدق الهمة في ابتغاء وجه ربه الأعلى في كل عمل يقوم به؛
3 - صدق الإقبال على الله بالاعتماد عليه والتوكل عليه والاستنصار به، والالتجاء إليه في كل صغير أمر وكبيره. فلله العزة جميعا، ومن هنا تسرب الشرك للقلوب بابتغاء العزة عند فلان الأمريكي؛ والاستنصار بعلان الأنجليزي؛ فإن أكبر مصيبة العصر هي الشرك السياسي والتبعية السياسية، والشرك أن تشرك بالله ما لم ينزل به علينا سلطانا.
والناس في إيمانهم درجات {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106] لهذا جاء النداء ليقيم حجة الله على المؤمنين، فضلا عن الجاحدين، وصدق الله العظيم {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التوبة: 115].؛
ويطول الكلام في باقي النقاط، وفيما سلف آية وعظ ودعوة يقظة لمن ألهمه الله التذكر والتدبر {وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} [غافر: 13]
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[14 Dec 2010, 01:40 ص]ـ
أشكر الإخوة الأعضاء - بارك الله لهم في علمه وزادهم من فضله - للتفاعل مع الموضوع، ويمكن أن نحصر مشاركاتهم كالتالي:
= الإيمان يمكن أن يكون ظاهريا فقط وبالباطن كفر، وهذا ما أشار إليه الأخ رضوان سلمان بالنفاق.
= الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وهذا ما أشار إليه الأخ إبراهيم الحسني.
= الإيمان يتطلب العلم والمعرفة ليكون على الطريقة الصحيحة والمنهج القويم، وهذا ما أشار إليه الأخ محمد جابري.
ولكني ألمح معنى في هذا الخطاب، لا أدري مدى قربه من المراد، فالله تعالى يخاطب الذين آمنوا، وهو إذ يفعل فهو يخاطبهم على قدر علمهم؛ أي أن الله جل وعلا يخاطب من يظنون أنفسهم مؤمنين، وبالتالي يخرج منهم من يبطن الكفر؛ إذ إنه لم يؤمن أصلا بل أظهر الإيمان وفي باطنه كفر صراح.
وهو إذ يخاطبهم يوجههم إلى ضوابط الإيمان وأطره العامة، والتي لا يكتمل الإيمان إلا بها، بل لنقل لا يكون الإيمان إلا بها، فيبين سبحانه وتعالى أن الإيمان حدوده هي الإيمان بالله وبالرسول وبالقرآن وبما أنزل الله من كتب سابقة كالتوراة والإنجيل.
فلو قال قائل: أومن بما أنزل على محمد ولا أومن بالتوراة، ما آمن.
ولو قال قائل: نؤمن بك يا محمد ولكن نحتكم إلى التوراة ولا نؤمن بما جئت به، ما آمن.
ولكن ....
ولو قال قائل: أومن بكل ما سبق ولكن لا وجود للملائكة، ما وضعه؟؟
ولو قال قائل: أومن بمحمد وأكفر بعيسى، ما وضعه؟؟
هنا يختم الله الآية بأن أعاد الجمع بين ما سبق وبين ما لم يذكره حتى يبين كل أركان الإيمان دفعة واحدة، فقال عز من قائل:" وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ".
لا أقول ذلك تفسيرا لكلام الله حسب مراده، حاشا لله، ولكن حسب ما فهمته من الآية، آملا أن يكون صوابا، راجيا ممن يقرأ أن يردني برفق إن أخطأت.
بارك الله لكم جميعا.
¥