[ما رب العالمين]
ـ[محمد حسن]ــــــــ[22 Nov 2010, 10:57 م]ـ
تابع موضوعى
(((الحمد لله رب العلمين فى القرآن الكريم)))
تكملة المقال السابق (اين وردت الحمد لله رب العالمين فى القرآن)
وهو جزء من حلقات (تأملات وتدبر فى أم الكتاب)
ملخصة من مجموعة من المصادر والمراجع وحلقات تلفزيونية " سأذكرها باذن الله فى خاتمة الحلقات
نكمل بسم الله الرحمن الرحيم
رب العالمين:
الرب هو المالك والسيد والمربي والمنعم والقيم
فاذن رب العالمين هو ربهم ومالكهم وسيدهم ومربيهم والمنعم عليهم وقيُمهم لذا فهو اولى بالحمد من غيره وذكر (رب العالمين) هي انسب ما يمكن وضعه بعد (الحمد لله)
رب العالمين يقتضي كل صفات الله تعالى ويشمل كل اسماء الله الحسنى.
العالمين جمع عالم والعالم هو كل موجود سوى الله تعالى والعالم يجمع على العوالم وعلى العالمين لكن اختيار العالمين على العوالم امر بلاغي يعني ذلك ان العالمين خاص للمكلفين واولي العقل (لا تشمل غير العقلاء) بدليل قوله تعالى (تبارك الذي نزل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا) (الفرقان آية 1) ومن المؤكد انه ليس نذيرا للبهائم والجماد. وبهذا استدلوا على ان المقصود بالعالمين اولي العقل واولي العلم او المكلفون.
والعالمين جمع العالم بكل اصنافه لكن يغلُب العقلاء على غيرهم فيقال لهم العالمين لا يقال لعالم الحشرات او الجماد او البهائم العالمين وعليه فلا تستعمل كلمة العالمين الا اذا اجتمع العقلاء مع غيرهم وغلبوا عليهم.
أما العوالم قد يطلق على اصناف من الموجودات ليس منهم البشر او العقلاء او المكلفون (تقال للحيوانات والحشرات والجمادات)
اختيار كلمة العالمين له سببه في سورة الفاتحة فالعالمين تشمل جيلا واحدا وقد تشمل كل المكلفين او قسما من جيل (قالوا اولم ننهك عن العالمين) (الحجر آية 70) في قصة سيدنا لوط جاءت هنا بمعنى قسم من الرجال.
واختيار العالمين ايضا لان السورة كلها في المكلفين وفيها طلب الهداية واظهار العبودية لله وتقسيم الخلق كله خاص باولي العقل والعلم لذا كان من المناسب اختيار العالمين على غيرها من المفردات او الكلمات. وقد ورد في آخر الفاتحة ذكر المغضوب عليهم وهم اليهود، والعالمين رد على اليهود الذين ادعوا ان الله تعالى هو رب اليهود فقط فجاءت رب العالمين لتشمل كل العالمين لا بعضهم.
اما اختيار كلمة رب فلانها تناسب ما بعدها (اهدنا الصراط المستقيم) لان من معاني الرب المربي وهي اشهر معانيه
واولى مهام الرب الهداية لذا اقترنت الهداية كثيرا بلفظ الرب كما اقترنت العبادة بلفظ الله تعالى (قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى) (طه آية 49 - 50)
(فاجتباه ربه فتاب عليه وهدى) (طه آية 122)
(سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى) (الأعلى آية 1 - 3)
(قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم) (الانعام آية 161)
(وقل عسى ان يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا) (الكهف آية 24)
(قال كلا ان معي ربي سيهدين) (الشعراء آية 62)
(وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين) (الصافات آية 99)
(ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل) (القصص آية 22)
لذا ناسب لفظ رب مع اهدنا الصراط المستقيم وفيها طلب الهداية.
ونقف عند قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) والذي إخترناه كما إختاره طابعو المصحف الشريف هو ما ذهب إليه علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه بما رواه عبد الرحمن السلمي في أن قوله الله عز وجل إن بسم الله الرحمن الرحيم هي الآية الأولى من سورة الفاتحة. ولهذا إختيارنا لانعارض من إختار إختياراً آخراً كما قلنا. فالحمد لله رب العالمين هي الآية الثانية من سورة الفاتحة وفقاً لمصحف المدينة النبوية ووفقاً لإختيار الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومن معه من صحابة رسول الله صل1 ورض3 أجمعين.
¥