تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما معنى: (وإن يَكُ كَاذِباً فَعلَيه كَذِبُهُ)

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Nov 2010, 06:56 ص]ـ

معنى: (وإن يَكُ كَاذِباً فَعلَيه كَذِبُهُ)

يظن الناظر الى ظاهر هذه الآية أن عقيدة الظن أو الشك جائزة. وإن اتباع الأنبياء بدون أن تثبت وتيقن في صدقهم جائز شرعاً. ولكن المتمعن في المعنى حينما يراه يجد فيه اختلافاً كثيراً.

قال ابن عاشور: (إنما قصد استنزالهم للنظر، أي فعليكم بالنظر في آياته ولا تعجلوا بقتله ولا باتباعه فإن تبين لكم كذبه فيما تحداكم به وما أنذركم به من مصائب فلم يقع شيء من ذلك لم يضركم ذلك شيئاً وعاد كذبه عليه بأن يوسم بالكاذب، وإن تبين لكم صدقه يصبكم بعضُ ما تَوَعَّدكم به، أي تصبكم بوارقه فتعلموا صدقه فتتبَعوه، وهذا وجه التعبير ب) بعض (دون أن يقول: يصبكم الذي يعدكم به. والمراد بالوعْد هنا الوعد بالسوء وهو المسمى بالوعيد. أي فإن استمررتم على العناد يصبكم جميع ما توعَّدكم به بطريق الأوْلى.

وقد شابَه مقامُ أبي بكر الصديق مقامَ مؤمن آل فرعون إذ آمن بالنبي (صلى الله عليه وسلم) حين سمع دعوته ولم يكن من آله، ويومَ جاء عقبة بن أبي مُعيط إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) (والنبي (صلى الله عليه وسلم) بفناء الكعبة) يخنقه بثوبه فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكب عقبة ودفَعه وقال: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم). قال علي بن أبي طالب: (والله لَيَومُ أبي بكر خيرٌ من مؤمن آل فرعون، إنَّ مؤمن آل فرعون رجل يكتم إيمانه وإن أبا بكر كان يُظهر إيمانه وبذل ماله ودمه)

والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير