[جمع الاستدراكات على كتاب (التفسير والمفسرون) للذهبى - رحمه الله -]
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:51 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد،
لا ينكر الباحث فى علوم القرآن ما لكتاب (التفسير والمفسرون) للإمام الذهبى – رحمه الله - من أهمية كبيرة بل وعمدته فى هذا الباب – مناهج المفسرين – ولكن الكمال لله وحده، فقد وقع في هذا الكتاب بعض الإشكالات التى يجدر بطالب العلم معرفتها وعدم السير عليها، فأحببت فى هذا الملتقى المبارك أن نستفيد من مشايخنا وأساتذتنا المتخصصين فى هذا المجال وذلك بكتابة ما استدركوه على هذا الكتاب بحيث نخلص فى نهاية البحث بجزء يجمع هذه الاستدراكات ثم تحرر بعد ذلك حيث أنى سمعت بعض المشايخ يذكر بعضا من هذه الاستدراكات فتمنيت أن تكون مجموعة فى كتاب ليستفيد منها الباحث.
وإليكم الآن بعض الاستدراكات الموجودة الآن عندى وكنت قد دونتها من دروس شيخنا/ مساعد الطيار، وكذا بعض الاستدراكات لشيخنا / محمد بن عبدالعزيز العواجى، دونتها عندما درسنا هذا الكتاب فى كلية القرآن، فجزاهما الله خيرا.
وقد أخبرنى الشيخ/ أحمد الشرقاوى أن لديه كذلك بعض الاستدراكات المهمة فلعله يتحفنا بها مشكورا.
أولا: استدراكات للشيخ /مساعد الطيار
الاستدراك الأول:-
ذكر الذهبى فى بداية الباب الثانى فصلاً بعنوان (التفسير فى عصر التابعين)، ثم قسَّم المفسرين من السلف إلى مدارس فبدأ بمدرسة مكة، ثم مدرسة المدينة، ثم مدرسة العراق، وذكر أشهر رجال كل مدرسة وسماتها.
تحليل الاستدراك:
يأتى الاستدراك على هذا الفصل من ناحيتين هما:
1 - أن لفظ (مدرسة) مصطلح غربى وليس إسلامياً.
2 - لا يصح تقسيم السلف لمدارس لأن منهجهم واحدٌ، بخلاف مثلاً مذهب المعتزلة فيمكن جعله مدرسة لأنه مغاير فعلاً لما كان عليه السلف.
الاستدراك الثانى:
قسَّم الذهبى- رحمه الله- فى كتابه التفسير إلى قسمين متباينين هما (التفسير بالمأثور – التفسير بالرأى) وذكر أمثلة لكلا النوعين من كتب التفسير.
تحليل الاستدراك:
لا يمكن الفصل بين كلا النوعين لأن التفسير بالمأثور نفسه لابد فيه من إعمال الرأى وقد يكون الرأى فيه مذموماً وقد يكون محموداً، فلا يمكن الفصل بينهما أصلاً، ومما يشهد لذلك أن الذهبى عندما ذكر كتب التفسير بالمأثور ذكر منها تفسير البغوى، ولما ذكر كتب التفيسر بالرأى ذكر منها تفسير الخازن مع أن كتاب الخازن أصله كتاب البغوى مع إضافات عليه ولم يخالف منهجه، فكيف نجعل الأول من التفسير بالمأثور والثانى من التفسير بالرأى؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا استدراكات للشيخ/محمد بن عبدالعزيز العواجى
الاستدراك الأول:
ذكر الذهبى – رحمه الله - فى بداية الباب الثانى تحت عنوان (التفسير فى عصر التابعين) تراجم لرجال كل مدرسةٍ من مدارس التفسير على حسب تقسيمه - رحمه الله – وعند ترجمته للإمام مجاهد بن جبر تكلم عن بعض ما أُخذ على مجاهد فقال (وكان مجاهد - رضى الله عنه – يعطى عقله حريةً واسعةً فى فهم بعض نصوص القرآن التى يبدو ظاهرها بعيداً، فإذا ما مرَّ بنصٍ قرآنىٍّ من هذا القبيل، وجدناه ينزله بكل صراحةٍ ووضوحٍ على التشبيه والتمثيل وتلك الخطة كانت فيما بعد مبدءًا معترفاً به ومقرراً لدى المعتزلة فى تفسير القرآن بالنسبة لمثل هذه النصوص) ا. هـ
ثم ذكر بعد ذلك مثالين استدلالاً لصحة هذا الكلام وهما عند تفسير مجاهد لقوله تعالى (فقلنا لهم كونواقردة خاسئين) فقال: "مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة"، والمثال الثانى عند تفسيره لقوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة) فقال:"تنتظر الثواب من ربها لا يراه من خلقه شيء" ا. هـ
تحليل الاستدراك:
ما سبق من كلام الذهبى لا يمكن التسليم له من اتهام مجاهد بهذا الاتهام، لأنه لا يوجد غير هذين المثالين عن مجاهد فكيف نسلم بذلك؟.
الاستدراك الثانى:
ذكر الذهبى فى الباب الثالث أسباب الوضع فى التفسير، وذكر كلاماً ملخصه أن الوضع فى التفسير ينحصر تحت سببين هما 1 - التعصب المذهبى. 2 - الزندقة.
تحليل الاستدراك:
ينبغى إضافة سبب ثالث إلى هذين السببين من أسباب الوضع فى التفسير ألا وهو (انتشار القصاص).
الاستدراك الثالث:
ذكر الذهبى فى الباث الثالث فصلا بعنوان (مصادر التفسير) فذكر خمسة مصادر هى 1 - الرجوع إلى القرآن نفسه.
2 - النقل عن الرسول. 3 –الأخذ بما صح عن الصحابة. 4 - الأخذ بمطلق اللغة. 5 - التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضى من قوة الشرع.- مع تفصيل فى كل مصدر-.
تحليل الاستدراك:
ينبغى تقييد المصدر الأول والثانى بشرط مهم، ألا وهو (وضوح الدلالة).
- وكذا المصدر الرابع وهو الأخذ بمطلق اللغة، ينبغى تقييده بشرط مهم وهو (أن لا يخالف مقتضاه ما سبق-أى من المصادر-).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما تيسر لى الآن تدوينه بفضل الله – عز وجل –
فآمل من مشايخنا الكرام إفادتنا فى هذا الموضوع لما لهذا الكتاب من أهمية كبيرة سائلاً المولى – عزوجل- أن يكتب لنا ولكم الأجروالثواب.
¥