[نداء الإيمان [3] كلوا واشكروا]
ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[08 Dec 2010, 01:32 م]ـ
النداء الثالث
كُلُوا واشكروا
? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ? [البقرة 172]
[يختلف الإنسان المسلم عنغيره في كونه يعيش الحياة بقطاعيها الباطني والخارجي بتركيز أشد .. في الباطن يحركالإسلامُ كل قوى الإنسان وفاعلياته وإمكانياته الذاتية، الحسية والعاطفيةوالخيالية والعقلية والانفعالية والروحية، ويسير بها صوب استجابة مكثفة مترعة إزاءكل ما يحركها ويهزها ويدفعها إلى مزيد من "الحياة"، ومن ثم مزيد من المعطياتالتعبيرية. وفي الخارج يدفع الإسلام الإنسان إلى أن ينمي ويوسع متع واستجابات حواسهالمختلفة عن طريق ربط هذه المتع والاستجابات ربطاً نفسياً وذهنياً فذاً بتجربة الإيمانالشاملة، باعتبار أن هذه الطيبات جميعاً، وتلك الطاقات الجمالية الكونية التي لابدء لها ولا انتهاء، أمور سخرها الله سبحانه لبني آدم، وأن عليهم ـ إذا ما أرادواتقدير خلق الله حق قدره ـ أن يتمتعوا ويشكروا، وان ينموا علاقاتهم الحسية الثرةواستجاباتهم لكل ما يحيط بهم من قوى مذخورة، ومتع طيبة، وقيم جمالية ..
وما أروع القرآن الكريم وهو يسأل باستنكارهالمؤثر العجيب ?قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ? .. وما أروعه، مرة أخرى، عندما يحشد عدداً كبيراً من الآيات يطالب فيها الإنسان أنيفتح حواسه جميعاً لتلقي المؤثرات التي بثها الله في الكون، من أجل أن يتمتع عبادهويعبروا عن شكرهم بضروب من معطيات الفكر والفن والوجدان لا تعدو أن تكون حمداًوتسبيحا.] [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)
هداية وتدبر [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)
1. يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله، وأقروا لله بالعبودية، وأذعنوا له بالطاعة، اطعَموا من حَلال الرزق الذي أحللناهُ لكم، فطاب لكم بتحليلي إياه لكم، مما كنتم تحرِّمونَ أنتم، ولم أكن حرمته عليكم، من المطاعم والمشارب. وأثنوا على الله بما هو أهله منكم، على النعم التي رزقكم وَطيَّبها لكم. إن كنتم منقادين لأمره سامعين مطيعين، فكلوا مما أباح لكم أكله وحلله وطيَّبه لكم، ودعوا في تحريمه خطوات الشيطان.
2. إن الله ينادي الذين آمنوا بالصفة التي تربطهم به سبحانه، وتوحي إليهم أن يتلقوا منه الشرائع؛ وأن يأخذوا عنه الحلال والحرام. ويذكرهم بما رزقهم فهو وحده الرازق، ويبيح لهم الطيبات مما رزقهم؛ فيشعرهم أنه لم يمنع عنهم طيباً من الطيبات، وأنه إذا حرم عليهم شيئاً فلأنه غير طيب، لا لأنه يريد أن يحرمهم ويضيق عليهم - وهو الذي أفاض عليهم الرزق ابتداء - ويوجههم للشكر إن كانوا يريدون أن يعبدوه وحده بلا شريك. فيوحي إليهم بأن الشكر عبادة وطاعة يرضاها الله من العباد ..
3. كل ما في الأرض والبحر والجو من نبات وحيوان وسمك وطير حلال لنا إلا ما ذكر من المحرمات هنا وفي سورة المائدة وما نص عليه في كتب الفقه الإسلامى.
4. وللمضطر أن يأكل مما حرم قدر الضرورة [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). والضرورة: هي الحالة الشاقة الشديدة التي لا مدفع لها، والتي لا يطيق الناس تحملها في المعتاد، ولا يصبرون على استمرارها، سواء أدت إلى هلاكهم، أو إلى إدخال العنت الشديد في حياتهم، والمؤمن الذي يخاف الله، لا بد أن يعرف حد الضرورة، والإنسان على نفسه بصيرة، وينبغي عرض كل حالة على العلماء الموثوقين لتقدير تلك الضرورة، وهل هي تدخل في حد الضرورة أو لا؟.
5. أهمية شكر الله تعالى على كل نعمه، فلقد أمر الله أن نشكره، ونهى عن أن نكفره، وأثنى على الشاكرين، ووصف فيه خواص المتقين، وجعله غاية خلقه وأمره، فالشكر غاية، ووعد أهله بأحسن الجزاء، وجعله سبباً لمزيد من العطاء، وحارساً وحافظاً لنعمته، وأخبر أن أهله هم الذين ينتفعون بآياته، واشتق له اسماً من أسمائه، فإنه سبحانه هو الشكور، وهو ينقل الشاكر إلى مشكور، تشكر فتشكر، وهو غاية الرب من عبيده، وهو ثمن الجنة وأهله قليلون جداً. ?وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ? [سبأ13]
¥