تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل ثم مكان يعرف بمجلس النضر؟]

ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 Nov 2010, 08:03 م]ـ

جاء في تفسير البحر المحيط لأبي حيان عند قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) سورة البقرة: 35، ما يلي:

" وحكى بعض من عاصرناه عن ابن العربي، يعني القاضي أبا بكر، قال: سمعت الشاشي في مجلس النضر بن شميل يقول: إذ قلت: لا تقرب، بفتح الراء معناه: لا تلبس بالفعل، وإذا كان بضم الراء كان معناه لا تدن، وقد تقدم أن معنى: لا تقرب زيد: ألا تدن منه. وفي هذه الحكاية عن ابن العربي من التخليط ما يتعجب من حاكيها، وهو قوله: سمعت الشاشي في مجلس النضر بن شميل، وبين النضر والشاشي من السنين مئون، إلا إن كان ثم مكان معروف بمجلس النضر بن شميل فيمكن." اهـ

فهل هناك مكان يعرف بمجلس النضر بن شميل؟

ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[20 Nov 2010, 08:22 م]ـ

يبدو أن المراد مجلس النظر لا مجلس النضر.

فهذه الحكاية وردت في أحكام القرآن لابن العربي (1/ 227) وهي تختلف عما هنا فقال ابن العربي: " سمعت الشاشي في مجلس النَّظَر ... ". أهـ وهكذا وردت عند القرطبي في تفسيره (1/ 452) والمقصود مجلس المناظرة، ولم يرد ذكر للنضر بن شميل، كما أنها تكررت عند القرطبي بنفس العبارة في (3/ 74، 486) هذا في الطبعة التي بتحقيق د. التركي.

أما الطبعة القديمة طبعة دار الكتب المصرية (1/ 304) فإنهم قد افتأتوا على النسخ الخطية، فجاء فيها: " في مجلس النضر [بن شميل] ". وفي الحاشية قالوا: " وفي الأصول: " مجلس النظر يقول ". والتصويب والزيادة، عن كتاب البحر لأبي حيان ". أهـ

كما أن ابن العربي ذكر مرتين في أحكام القرآن سماعه من الشاشي في مجلس النظر. كما أن القاسمي في محاسن التأويل (1/ 106) وابن عاشور في التحرير والتنوير (1/ 417) نقلا قوله: " سمعت الشاشي في مجلس النَّظَر يقول ".

وبهذا يتبين أن النضر بن شميل لم يكن له ذكر؛ وإنما هو مجلس النظر.

ومع هذا فإن أبا حيان كان مدققاً في العبارة فنقدها للبعد الزمني بين الشاشي والنضر بن شميل، ولعله قد تصحفت عليه العبارة في المصدر الذي أخذها منه، والله أعلم.

ـ[محمد كالو]ــــــــ[21 Nov 2010, 07:38 ص]ـ

بارك الله فيكم

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Nov 2010, 09:06 ص]ـ

بارك الله في السائل والمجيب، وهي لفتة ممتازة من أخي حاتم وفقه الله.

وقد استوقفتني هذه العبارة من قبل في (أحكام القرآن) لابن العربي أثناء قراءة أحد الطلاب لهذا الجزء في المحاضرة أثناء عرض بحث طلب منه، فقلتُ للطلاب: يستحيل أن يكون هذا صحيحاً، فابن العربي متأخر، وبينه وبين النضر بن شُميل قرون، لكن لعلنا نراجعها لنتأكد من الصواب فقطعاً هناك خطأ في النقل من ابن العربي أو من ابن العربي نفسه، ولم يتيسر متابعة المسألة بعد ذلك حتى قرأتُ هذه الإفادة هنا جزاكم الله خيراً ونفع بكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير