تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النداء الثاني: استعينوا بالصبر والصلاة]

ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[07 Dec 2010, 01:22 م]ـ

النداء الثاني

اسْتَعِينُواْبِالصَّبْرِوَالصَّلاَةِ

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ?] البقرة [153

لقد كانت الصلاة من أعظم ما يتزود به النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته الدعوية فكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول أيضًا: «أرحنا بها يا بلال».

وكيف يربي المربي الناس على أمور هو مفرط فيها ومضيع لها أو على الأقل متهاون فيها، وهذا مما يضعف همته في التربية ويفقده الحماس المطلوب للعملية التربوية، بل يجعل المتربين لديه غير متأثرين به؛ لأنهم يرونه قدوة غير صالحة في هذا المجال، يقول محمد أحمد الراشد: [في كتاب الرقائق]: فإن من يتخرج في مدرسة الليل يؤثر في الأجيال التي بعده إلى ما شاء الله، والمتخلف يابس قاس تقسو قلوب الناظرين إليه، والدليل عند بشر الحافي منذ القديم شاهده وأرشد إليه فقال: بحسبك أن أقوامًا موتى تحيا القلوب بذكرهم وأن أقوامًا أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.

ويقول الشيخ عائض القرني في كتاب:] حتى يكون أسعد الناس [: الصَّبْرِ وَالصَّلاةِ هما وقود الحياة، وزاد السير، وباب الأمل، ومفتاح الفرج، ومن لزم الصبر وحافظ على الصلاة فبشره بفجر صادق، وفتح مبين، ونصر قريب. جُلد بلال وضُرب عُذب وسُحب وطُرد وهو يردد: أحد أحد، لأنه حفظ ? قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ?، فلما دخل الجنة احتقر ما بذل واستقل ما قدم لأن السلعة أغلى من الثمن أضعافاً مضاعفة.

المعاني المفردة

الاستعانة: طلب العون.

الصبر: قال الجَوْهَرِيّ: حَبْسُ النَّفْسِ عن الجَزَعِ، وحَبْسُ اللّسَانِ عن الشَّكْوَى، وحبْسُ الجوارِحِ عن التَّشْوِيشِ.

الصلاة: فياللغة: أصلمعناهاالدعاء ومنه قولُه تعالى: ?وصَلِّ عَلَيْهم?، أَي ادْع لَهُم. وقيلَ: الصَّلاةُ في اللغةِ مُشْتركةٌ بينَ الدُّعاءِ والتَّعْظيمِ والرَّحْمة والبَرَكةِ.

وشرعاً: عبادة لله تعالى ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم. والمراد بالأقوال التكبير والقراءة والتسبيح والدعاء ونحوه. والمراد بالأفعال: القيام والركوع والسجود والجلوس ونحوه.

الإعراب

«اسْتَعِينُوا» فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. «بِالصَّبْرِ» متعلقان بالفعل قبلهما. «وَالصَّلاةِ» معطوف على الصبر. «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها. «مَعَ الصَّابِرِينَ» مع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر إن، الصابرين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب.

مناسبة الآية في السياق [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)

بعد تقرير القبلة، وإفراد الأمة المسلمة بشخصيتها المميزة، التي تتفق مع حقيقة تصورها المميزة كذلل .. كان أول توجيه لهذه الأمة ذات الشخصية الخاصة والكيان الخاص، هذه الأمة الوسط الشهيدة على الناس .. كان أول توجيه لهذه الأمة هو الاستعانة بالصبر والصلاة على تكاليف هذا الدور العظيم. والاستعداد لبذل التضحيات التي يتطلبها هذا الدور من استشهاد الشهداء، ونقص الأموال والأنفس والثمرات، والخوف والجوع، ومكابدة أهوال الجهاد لإقرار منهج الله في الأنفس، وإقراره في الأرض بين الناس. وربط قلوب هذه الأمة بالله، وتجردها له، ورد الأمور كلها إليه .. كل أولئك في مقابل رضى الله ورحمته وهدايته، وهي وحدها جزاء ضخم للقلب المؤمن، الذي يدرك قيمة هذا الجزاء ..

في ظلال النداء

يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيراً؛ ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع؛ والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات؛ والذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة الأعصاب، مجندة القوى، يقظة للمداخل والمخارج .. ولا بد من الصبر في هذا كله .. لا بد من الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على جهاد المشاقين لله، والصبر على الكيد بشتى صنوفه، والصبر على بطء النصر، والصبر على بعد الشقة، والصبر على انتفاش الباطل، والصبر على قلة الناصر، والصبر على طول الطريق الشائك، والصبر على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير