بين القول: اجْعَل لَّنَا إِلَهًا والقول: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أنْوَاطٍ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Dec 2010, 07:41 ص]ـ
يقول الله تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)
وعن سنان بن أبي سنان أنه سمع أبا واقد الليثي يقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر وكانوا أسلموا يوم الفتح قال فمررنا بشجرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات نواط كما لهم ذات أنواط وكان للكفار سدرة يعكفون حولها ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط فلما قلنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال الله أكبر وقلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من من كان قبلكم. أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
الناظر للظروف التي وقعت فيه الآية والحديث يجد تشابهاً وتوافقاً بينهما أحدده بما يلي:
1 - إن اصحاب موسى عليه السلام الذين طلبوا منه أن يجعل لهم إلهاً كانوا حديثو عهد بشرك. وأيضاً فإن الذين كانوا يرافقون النبي عليه الصلاة والسلام كانوا كذلك.
2 - في نص الحديث دليل على أن الآية المذكورة كانت مما نزل قبل وقعة حنين فهي في سورة البقرة كما هو معلوم.
3 - في نص الحيث دليل على أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام ستتبع سنن اليهود والنصارى. وهذا يدعمه الحديث الآخر الصحيح وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: (لتتبعن سَنَن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: من هم يا رسول الله؟ اليهود والنصارى؟ فقال عليه الصلاة والسلام فمنِ؟!)
قال الألباني رحمه الله حول هذا الحديث: وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بهذا الخبر المفيد أن المسلمين سينحرفون إلى حد كبير ويقلدون اليهود والنصارى في ذلك الانحراف، لكن عليه الصلاة والسلام في الوقت نفسه قد بشَّر أتباعه بأنهم سيبقون على خطه الذي رسمه لهم، فقال عليه الصلاة والسلام في حديث التفرقة: (وستفترق أُمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة)، قال عليه الصلاة والسلام: (كلها في النار إلا واحدة).
يبقى هناك سؤال للمدارسة حول الآية والحديث:
هل دعى موسى أولئك الذين كانوا يعكفون على أصناهم الى التوحيد؟؟؟
وهل ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام دعا أهل أنواط الى الإسلام أو أنه قطع تلك الشجرة التي كانوا يتعبدون حولها؟؟
ـ[الدرة]ــــــــ[16 Dec 2010, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك،
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Dec 2010, 11:24 ص]ـ
يبقى هناك سؤال للمدارسة حول الآية والحديث:
هل دعى موسى أولئك الذين كانوا يعكفون على أصناهم الى التوحيد؟؟؟
وهل ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام دعا أهل أنواط الى الإسلام أو أنه قطع تلك الشجرة التي كانوا يتعبدون حولها؟؟
الأستاذ الكريم: تيسير الغول
كليمُ الله موسى صل1 وإن لم يكن دعا قومهُ مباشرةً إلا أنَّهُ بيَّن لازمَ الدعوة إلى التوحيد من أربعة أوجه:
* تجهيلهُ أصحابهُ الطالبين اتخاذ الآلهة.
* بيانهُ وخيمَ عاقبة المشركينَ الذين يطمحونَ إلى مماثلتهم في المعبود وأنهم لا بدَّ صائرون إلى تبارٍ وتبابٍ.
* بيانه أنَّ نصب أولئك المشركين في العبادة وما يكابدونَ من المشفة باطلٌ ومُحبَطٌ عند الله فلا ينالون به أجراً أيَّ أجر.
* توبيخهُ أصحابهُ بطلبهم آلهةً غيرَ اللهِ وبيانهُ أنَّ المستحقَّ للعبادةِ حقاً هو الله تعالى الذي أنعم عليهم وفضلهم على العالمين.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[17 Dec 2010, 04:52 م]ـ
الأستاذ الكريم: تيسير الغول
كليمُ الله موسى صل1 وإن لم يكن دعا قومهُ مباشرةً إلا أنَّهُ بيَّن لازمَ الدعوة إلى التوحيد من أربعة أوجه:
* تجهيلهُ أصحابهُ الطالبين اتخاذ الآلهة.
* بيانهُ وخيمَ عاقبة المشركينَ الذين يطمحونَ إلى مماثلتهم في المعبود وأنهم لا بدَّ صائرون إلى تبارٍ وتبابٍ.
* بيانه أنَّ نصب أولئك المشركين في العبادة وما يكابدونَ من المشفة باطلٌ ومُحبَطٌ عند الله فلا ينالون به أجراً أيَّ أجر.
* توبيخهُ أصحابهُ بطلبهم آلهةً غيرَ اللهِ وبيانهُ أنَّ المستحقَّ للعبادةِ حقاً هو الله تعالى الذي أنعم عليهم وفضلهم على العالمين.
بارك الله بك استاذ محمود. ولكن كل تلك النقاط التي تفضلت بها كانت لصالح بني اسرائيل قوم موسى عليه السلام. ولم تكن واحدة منهن للقوم الضالين وهدايتهم. وهذا هو مكمن السؤال.
هل كان لموسى عليه السلام عذره في عدم التوقف عندهم ونصحهم. وهل تعد هذه الآية رخصة ربانية يُعذر الداعية الرباني من خلالها للظروف المحيطة به التي تشغله عن دعوة التوحيد أحياناً؟؟. وخاصة أن موسى كان مطارداً تعباً خارجاً للتو من قاع البحر بعد أن لاقى ما لاقى من صعاب من فرعون وقومه؟؟.