[نعمة هل شكرت]
ـ[عبد الله بن عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وبعد:
إن من نعم الله علينا هذا الهواء الذي نتنفسه ولشدة الحاجة اليه جعله الله مبذولاً متاحاً للمخلوقات في كل مكان وبدون ثمن أو مال، ولكن عندما يتلوث هذا الهواء بالقدر الذي لا يمكن الافادة منه فإن حال الناس تصبح صعبة وحرجة تصل ربما الى حالات من الإغماء أو الإختناق.
كان في جميع الحضارات والأمم السابقة خرافات ومعتقدات خرافية عن الرياح وكان يسود الظن بأن هناك آلهة مختلفة للرياح والعواصف, وجاء القرآن الكريم ليبين مباشرة بأن الرياح بيد الله الواحد وأنها مسخرة بإذنه متناسقة مع باقي المسخرات وتسير بنظم ثابتة في هذا الكون ليؤازر بعضها بعضًا.
والسؤال الآن: ما هي الرياح؟ أو ما هو الريح؟
والجواب: جاء على لسان من علمهم القرآن من زمن بعيد أن الريح هي: (حركة أجسام لطيفة غير مرئية). أما المصطلح العلمي للرياح الآن فهو: (حركة جزيئات الهواء والغازات المكونة للغلاف الجوي, والرياح توصف ككمية موجهة لها سرعة واتجاه).
ومن آيات الله أن جعل في هذه الجزيئات الخفيفة القوة الخارقة التي تقلع الأشجار, وتهدم الديار, والآن تستخدم في رفع الأثقال وتكسير الأحجار, وهي أيضا الرياح اللطيفة التي تنقل الروائح الجميلة وعبير الأزهار وتنقل حبوب اللقاح وتسوق السحاب - بإذن الله.
الرياح هواء متحرّك عبر سطح الأرض. وقد تهب الرياح ببطء ولُطف شديدين، لدرجة تجعل من الصعوبة الإحساس بها، أو قد تهب بسرعة وعُنف كبيرين لدرجة تجعلها تدمر المباني، وتقتلع الأشجار الكبيرة من جذورها. والرياح القوية يمكنها أن تضرب أمواج المحيط العاتية، التي من شأنها أن تحطم السفن، وأن تغمر الأرض. وبإمكان الرياح إزالة التربة من الأراضي الزراعية، ومن ثم تتوقف المحاصيل عن النمو. وتستطيع ذرات التربة الناعمة، التي تحملها الرياح أن تُبلي الصخر، وتغير ملامح الأرض.
الرياح أيضاً جزء من الطقس، فاليوم الحار الرطب قد يتحول فجأة إلى بارد، إذا ما هبّت الرياح من منطقة باردة. والسحب المُحَمَّلة بالمطر والبرق قد تتكون حيث يلتقي الهواء البارد بالهواء الحار الرطب. وقد تدفع رياح أخرى السحب بعيدًا، وتسمح للشمس بأن تدفئ الأرض مرة أخرى. ويمكن للرياح أن تحمل العاصفة الهوجاء إلى مسافات بعيدة.
تُسمى الرياح وفقًا للاتجاه الذي تهب منه. فعلى سبيل المثال تهب الرياح الشرقية من الشرق إلى الغرب، والرياح الشمالية من الشمال إلى الجنوب.
وجاء ذكر كلمة (رياح) في القرآن الكريم عشر مرات وذكر لفظة (ريح) أربع عشرة مرة, ولفظ (ريحًا) أربع مرات. وجاء ذكر الرياح مجموعة دائما مع الرحمة (مبشرات, حاملات, مرسلات, ناشرات, ذاريات, لواقح).
وإن كل مرة ذكر فيها الريح مفردة تكون مقترنة بالعذاب (عاصف, قاصف, عقيم, صرصر). إلا في سورة يونس في قوله تعالى: (((جرين بهم بريح طيبة))) (الآية 22) , وسورة يوسف في قوله تعالى: (((لما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)))
فورود كلمة الرياح مع الجمع تعني أن الرياح بهذه الصفة المقرونة بها قد يحدث في نفس الوقت على أماكن أخرى من الكرة الأرضية مثل تصريف الرياح أو يرسل الرياح فهي كمرسلات هنا وهناك ناشرات في نصف الكرة الشمالي والجنوبي في نفس الوقت.
أما الإفراد فإنها تأتي بمواصفات خاصة كجسد واحد يؤدي غرضا محدودًا, فريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء تؤدي غرضاً بعينه
ولنا لقاء إن شاء الله
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[28 Nov 2010, 07:59 ص]ـ
ساقني ريح ندي وشجي
حط بي في معدن العلم الرخي
أسأل الله تعالى
أن يثبتك كما ثبت يوسف
وريح يوسف
التي لم تغيرها
عتمة الجب
ولا حسد الأحبة
ولا شهواتهم
ولا غيابات السجن
ولا كيد النساء
ولا عزة السلطان
ولا سنين القحط
ولا أعوام الرخاء
آمين
ـ[عبد الله بن عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2010, 08:06 ص]ـ
ولك أيضاً أخي الأستاذ عصام
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[29 Nov 2010, 12:37 ص]ـ
حياك الله أخي العزيز عبدالله في هذا المتلقى بين إخوانك ومحبيك، وأشكر لك هذه الفوائد وننتظر منك الكثير.