تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عنب وأعناب بين صيغة الجمع والإفراد في القرآن]

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:31 ص]ـ

وردت كلمة (عنب) في القرآن الكريم على هيئة الإفراد مرتين:

في المرة الأولى في قوله تعالى: أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91)

والمرة الثانية بقوله تعالى: فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28)

ووردت على هيئة الجمع تسع مرات:

مثل قوله تعالى: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ

وقوله أيضاً: وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ.

الناظر في الآية الأولى التي ذُكرت بالإفراد نلاحظ أن النخيل ذُكر بالجمع (نخيل وعنب)

وفي المثال الذي ذكرت فيه الكلمة بالجمع نلاحظ أيضاً أن النخيل ذكر بالجمع بينما الزرع ذكر بالإفراد على غير ما أتى بموضع آخر على صيغة الجمع بقوله تعالى: وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)

فهل من أسباب أو حكم لهذا الاختلاف بين صيغة الإفراد والجمع لهذه الكلمة؟؟ أرجو من الأخوة المدارسة حول هذا الموضوع. وبارك الله بكم

ـ[مني لملوم]ــــــــ[04 Dec 2010, 10:59 ص]ـ

قال الأستاذ الفاضل، فاضل السامرائي:

في كتابه بلاغة الكلمة في التعبير القرآني

الجواب عن الجزء الثاني من السؤال النخل والنخيل

((ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب)) وقوله ((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) في حين قال ((ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات))، وقال ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً))، فما الفرق بينهما؟

4 - ومن ذلك [في الإفراد والتثنية والجمع] استعمال النخل والنخيل، فقد يستعمل القرآن أحياناً (النخل) وقد يستعمل أحياناً (النخيل) وذلك نحو قوله تعالى:

- لقد ذهب السهيلي إلى أن كلمة (النخيل) تفيد الكثرة، وذلك لأنها تتناول الصغير والكبير، أما النخل فهو خاص بالمثمر، وعلى هذا يكون النخل أقل عدداً من النخيل.

جاء في (البرهان) ((قال السهيلي في الروض الأنف)): إذا قلت: عبيد ونخيل، فهو اسم يتناول الصغير والكبير من ذلك الجنس، قال تعالى ((وزرع ونخيل)) وقال ((وما ربك بظلام للعبيد))، وحين ذكر المخاطبين منهم قال (العباد)، ولذلك قال حين ذكر المثمر من النخيل ((والنخل باسقات)) و ((أعجاز نخل منقعر))، فتأمل الفرق بين الجمعين في حكم البلاغة واختيار الكلام)) البرهان 4/ 21

والذي أراه العكس، فإن (النخل) أكثر من (النخيل)، وذلك أن النخل اسم جنس جمعي والنخيل جمع، واسم الجنس أشمل وأعم من الجمع، كما قرره علماء اللغة، وكما هو في الاستعمال القرآني، ذلك أن اسم الجنس يشمل المفرد والمثنى والجمع، ويقع على القليل والكثير، فيصح من أن يقول من أكل تمرة واحدة (لقد أكلت التمر)، ولا يصح أن يقول: أكلت تمرتين ولا تمرات ولا تموراً، ويصح أن يقول من شاهد نخلةً واحدةً أو نخلتين (لقد شاهدت النخل)، ولا يقول: شاهدت النخيل ولا النخلات.

[ثم ذكر الأستاذ فاضل تأييداً لذلك من شرح الرضي على الكافية]

ثم قال: وأما ما ذكره السهيلي في ((الروض الأنف)) ففيه نظر من حيث اللغة، ومن حيث الاستعمال القرآني، فإن الله كما قال ((وما ربك بظلام للعبيد)) قال ((وما الله يريد ظلماً للعباد))، وكما قال ((والنخل باسقات لها طلع نضيد)) فذكر الثمر، فإنه قال ((ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل)) وهو مثمر أيضاً، قال ((ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً))، فالنخيل يقال للمثمر وغيره وكذلك النخل.

ثم قال الأستاذ: أما الفرق بينهما، فما ذكرناه: وهو أن النخل أعم وأشمل من النخيل، لأنه اسم جنس جمعي، وهذا ما قرره علماء اللغة، ويؤيده الاستعمال القرآني. يدل على ذلك أن القرآن أورد (النخيل) في ثمانية مواضع، وهي فيها لا تفيد الشمول.

فقد قال تعالى ((أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء)) البقرة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير