تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تنزيهه السيدة زليخة عن طلب الزنا من سيدنا يوسف]

ـ[محمد القادري]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:44 م]ـ

تفسير قوله تعالى (ولقد همّت به وهمّ بها) سورة يوسف 24

للعارف بالله الشيخ (محمد النبهان) رحمه الله

فلقد نزهها سيدنا محمد النبهان عن طلبها الزنا من سيدنا يوسف وهذا نص كلامه رحمه الله:

قال رضي الله عنه:

سيدنا يوسف نبي ورسول، ما اختلف أحد في رسالته، والعلماء على الإطلاق يقولون: النبي معصوم والعارف محفوظ، الفرق بين المعصوم والمحفوظ:

المحفوظ عنده استعداد أن يقع لكن الحق يحفظه،

أما الرسول فما عنده استعداد للوقوع بتاتاً، ولا يعرف الشيء المخالف البتة! لماذا؟ لأنه خُلِق طيباً، طينته طيبة، وبقي طيباً، اسمه معصوم، كل نبي يحب الحق ويبغض الباطل أينما وجد، الله يقول (إنه من عبادنا المخلَصين) [سورة يوسف 24] لا المخلِصين! المخلَص: الله استخلصه من الموجودات .. المخلَصين "بفتح اللام" أعلى من المخلِصين "بكسر اللام" لأن المخلَص لا يشهد له وجوداً مع الله سبحانه، والمخلِص يشهد له وجوداً مع الله،

لهذا قال الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس هلكى إلاّ العالمون، والعالمون هلكى إلاّ العاملون، والعاملون هلكى إلاّ المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم"! قال تعالى: (إلاّ عبادك منهم المخلَصين) (سورة الحجر40].

(سيدنا يوسف عليه السلام) كان من المحبوبين! وما ابتلي سيدنا يعقوب بمثل ما ابتلي سيدنا يوسف!

فأكثر ما ابتلي سيدنا يعقوب بفقد سيدنا يوسف، لكن سيدنا يوسف: بالبئر أولاً .. ثم بالسجن .. وبقي إلى يومنا هذا ما خلص من الناس

(ولقد همّت به وهمّ بها) سورة يوسف 24 (هذه الآية تبقى إلى يوم القيامة، سيدنا يعقوب معذور! ما كان إكرامه لابنه سيدنا يوسف من حيث كونه يحبه ـــ أمه جديدة ـــ أو أجمل! لا لا بل كان سيدنا يعقوب بمجرد ما ينظر إلى سيدنا يوسف فالحق يتجلى عليه التجلي الأتم والأكمل، ولما يرى إخوته لا يأتيه التجلي الكامل والتام! إلاّ يوسف، لماذا؟ لأن يوسف محبوب و شخصية بارزة، عالٍ عند الله كثيراً جداً، فسيدنا يعقوب كان يحب يوسف لا لكونه ابنه! لا .. الأنبياء ما هم خائنين، حاشاهم! إذا لم يكن الأنبياء أهل العدل فمن هم أهل العدل!؟؟ لما فقد منه يوسف بكي حتى ابيضت عيناه ما بكى على يوسف! وإنما بكى على المرتبة التي فقدت منه بفقدان يوسف، حقه أن يبكي

وأنا أبكي على بكائه! دليل ذلك لما جاءه قميصه ارتد بصره .. افهموا افهموا القرآن، الأنبياء أعلى وأتم، الأنبياء بالشهود دائماً في الشهود الإلهي .. إخوة سيدنا يوسف ما فهموا هكذا! فهموا بأن أباهم يحب أولاد الجديدة يوسف وأخاه بنيامين، لا .. فسيدنا يعقوب عليه السلام رسول، والرسول معصوم، والمعصوم كامل لا يمكن أن يقع منه شيء مخالف للإنسانية ولا ذرة. يا عيني يا مفسرون! ألستم مؤمنين؟ يقولون: نعم، إيمانكم بماذا يوحي إليكم؟ أما يقول لكم: أن الأنبياء معصومون؟ يقولون: نعم! إذاً فكيف تقولون همّ؟ العارف لا يهم! فكيف النبي يهم؟ وكله كمال كله طهارة كله أدب؟ كيف تقولون هكذا؟ أما عندكم نور؟ أما عندكم تقوى؟ أما بكم حقيقة؟!

خالفوا عقيدتهم!

الّذي يتكلم على سيدنا يوسف وسيدتنا زليخة (جاهل) وحتى الألفاظ العربية اللغوية لا تعطي هذا المعنى أبداً البتة، لأن الهمّ لا يكون إلاّ بالضرب اوالبطش، هذا هو الهمّ، لا بالسقوط والسفالة! سيدتنا زليخة كانت شخصيتها أكبر الشخصيات في زمانها، أكبر من شخصية زوجها! زوجها العزيز تحت أمرها! لا يقدر أن يخالفها لأنها صاحبة شخصية، علم، ومال، وكل شيء فيها، وكانت تهيمن على نساء الوزراء أجمع، ما كان زوجها يعبئ دماغها فلما رأت سيدنا يوسف عليه السلام انجذبت إليه، حاشاها تطلب الزنا، طلبته لا للزنا لا واللهِ! لأن صاحب الشخصية لا يعرف السقاطة،

والرسول صلى الله عليه وسلم لما سألته الحرائر: "أو تزني الحرة يا رسول الله؟ "/ مجمع الزوائد: 6/ 38 قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات / ولو كان صحيح أنها تريد الزنا كيف يتزوجها سيدنا يوسف عليه السلام؟ ليس معقولاً أن تطلب الزنا ثم يتزوجها! ليس معقولاً البتة! كانت تحب سيدنا يوسف! رأت نور النبوةـ وهي لا تعرف النبوة ـــ رأت اللطافة رأت الكمال، هذا الّذي أخذ لبها قهرها رغماً عن أنفها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير