هل اسم (مَرْيَم) عربي؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[21 Nov 2010, 06:07 م]ـ
هل اسم (مَرْيَم) عربي؟
قال الجواليقي في المعرّب:
"ماريَة اسم امرأة بالرومية ".
وقال محققه الشيخ أحمد شاكر في الحاشية: ويجوز أن يكون عربياً أيضاً؛ لأن المارية البقرة ذات الولد الماريّ، وهو الأملس الأبيض، وبه سميت امرأة عربية، وهي مارية بنت الأرقم بن ثعلبة.
هذا.
وقال الجواليقي: " مريم: اسم أعجمي ".
ووافق الشيخ شاكر، فلم يعلق.
وقوله هنا: " أعجمي " هو كقوله في " مارية "، ولكن إذا وجد أن له اشتقاقاً عربيّاً فهو كذلك.
ويفهم من "التاج " أن " مريم ": مَفْعَل؛ لأنه لا فَعْيَل في العربية، (وهو قد ذكر هذا الوزن للمريم معرفاً بأل!).
فالميم منها مزيدة. والجذر: (ر ي م). وهو يائي من رام يريم، لا واوي من رام يروم!؛ لتنافي المعني.
والرَّيْم: الفضل والزيادة والمعروف
والرَّيْم: الظبي الخالص البياض.
وذكر أيضاً: الرَّيْم: المكوث في المكان؛ تقول: رمت المكان: أي ما برحته، وريّم بالمكان ترييماً: أقام به.
ولعل المكوث هو المعنى الجامع لهذا الجذر (في رأيي).
فلو قلنا: إن مريم الصديقة عليها من الله السلام سميت بذلك لمكوثها في محل نذر أمها، وأنها ريّمت فيه ترييماً، ولم ترم عنه، وأن أمها نذرتها لذلك، فكانت اسماً على مسمىً ... لما كان ذلك القول بعيداً!.
ومن فائدة ذلك أن يكون اسمها مطابقَ النذر محرراً كما كان مسماها كذلك، وقصة إقامتها في المحراب لا تخفى.
ومنه أن يكون معناه من معنى القرار في محلها الشرقي الذي انبذته من أهلها.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[21 Nov 2010, 07:16 م]ـ
جاء في المصباح المنير لأحمد بن محمد بن علي الفيومي- باب الراء مع الياء وما يثلثها:
" مَرْيَمُ اسْمٌ أَعْجَمِيُّ، وَوَزْنُهُ مَفْعَلٌ، وَبِنَاؤُهُ قَلِيلٌ، وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَصْلِيَّةً لَفَقْدِ فَعْيَلٍ فِي الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَنَقَلَهُ الصَّغَانِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: مَرْيَمُ مَفْعَلُ، مِنْ رَامَ يَرِيمُ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا." اهـ
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[21 Nov 2010, 07:36 م]ـ
جاء في المصباح المنير لأحمد بن محمد بن علي الفيومي- باب الراء مع الياء وما يثلثها:
" مَرْيَمُ اسْمٌ أَعْجَمِيُّ، وَوَزْنُهُ مَفْعَلٌ، وَبِنَاؤُهُ قَلِيلٌ، وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَصْلِيَّةً لَفَقْدِ فَعْيَلٍ فِي الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَنَقَلَهُ الصَّغَانِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: مَرْيَمُ مَفْعَلُ، مِنْ رَامَ يَرِيمُ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا." اهـ
خلاصة في وجازة. بلا كثرة كلام.
رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبارك فيك شيخنا الدكتور محمد كالو على هذه الزبدة.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Nov 2010, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
إن كان أعجمياً .... فمن أى لغة يكون؟!!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Nov 2010, 10:35 م]ـ
السلام عليكم
إن كان أعجمياً .... فمن أى لغة يكون؟!!
ورد في كتاب: الراموز على الصحاح لمحمد بن السيد حسن في مادة مريم أنها اسم أم عيسى وهي كلمة عبرانية.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Nov 2010, 11:28 م]ـ
أشكر للأستاذ عصام هذه الإطلالات اللغوية
وأرجو أن يسمح لزميله بتعليقات يسيرة:
*ابتداء قاعدة الأسماء لا تعلل صحيحة تماما، وكل محاولة لذلك - ما لم تستند إلى قرائن لغوية - فإنما هي حدس وتخمين.
* ماريا:
هذا علم مصري قبطي، ممن تسمى به أم المؤمنين التي أهداها مقوقس مصر لرسول الله.
وقد تعامل معه العرب كما يتعاملون مع أي لفظ ينتهي بألف؛ فإذا مطلت الألف الآخرة نشأ عنها هاء السكت
كقوله تعالى: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ {28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ {29} الحاقة؛ فجليٌّ أن أصله " مالي - سلطاني "
فأصبح - وفق هذه القاعدة - مارية. ومثله ساميا - ناديا - فاديا - شاديا ..
ولأن اللغات الأوربية - خاصة الإنجليزية - خاصة اللهجة الأمريكية - تجنح لإمالة الألف عموما،
فقد ظهرت له صور أخرى عند نصارى الشام: ميري - ميراي - ميريت - ماري .. وهو - كما تعلم -
مشهور جدا في الغرب، وممن تسمت به ملكة فرنسا المعدمة ماري أنطوانيت.
وهو النطق الأوربي لاسم السيدة مريم العذراء
* مريم:
ذكر د. كالو نقلا عن الفيومي أن ميمه زائدة، وهذا مؤكد
وهذا هو النطق اليمني القديم (السبئي) لهذا العلم، ويقابل التنوين في العربية التمييم في اليمنية القديمة
ومن بقاياه في العربية كل اسم وزن (فعلول) ينتهي بميم (خرطوم - بلعوم - حلقوم) فميمها زائدة، وكذا ميم (فم)
والفعل (ر ي م) في اليمنية القديمة معناه (علا - ارتفع - سما) ماديا لا معنويا.
وأصل اشتقاقه من (ر ي م) بفتح الراء وهو الجبل.
ولدينا في اليمن محافظة تقع على الجبال الشاهقة اسمها (رَيْمَة) ومن أسماء المواضع (يرِيم - ترِيم)
وصيغة اسم المكان في اليمنية القديمة كما في العربية وزن (مفعل) فيكون على هذا:
(مريم: مكان مرتفع) وبشيء من التصرف المجازي والبلاغي يمكن أن نعتبر أن اليمنيين القدامى
لقبوا به المرأة الطاهرة الغافلة المؤمنة (المترفعة) عن الرذائل.
وأما أنه اسم عربي، فإن كنت تقصد بالعربية السامية أو اليمنية فنعم
وإن كنت تقصد المضرية، فلا
وعودا حميدا يا دكتور مصطفى
والحمدلله
¥