[قواعد ومنطلقات في أصول الحوار (مهمة لكل أعضاء ملتقى أهل التفسير)]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2010, 08:29 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
أهداني شيخي العزيز الدكتور علي بن حسن بن ناصر الألمعي -حفظه الله - يوم السبت 15/ 7/1414هـ ونحن في إحدى الاستراحات بين المحاضرات في كلية الشريعة بأبها كتاباً حديث الصدور بعنوان (قواعدُ ومنطلقات في أُصولِ الحوار ورَدِّ الشبهات) للدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي الأستاذ بكلية الدعوة بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة المنورة حينها، وقال: هذا كتابٌ لأحد الزملاء أرسل لي منه عدة نسخ فأحببت إهداءكم نسخة منها.
فقرأتُ الكتابَ حينها كله، وهو من توزيع دار المسلم بالرياض، وعدد صفحاته ليس بالكبير فهو يقع في ثنتين وسبعين صفحة من القطع الصغير، غير أنَّ عدم وجود مساحات واسعة للحوار في ذلك الوقت لم تُشعرني بقيمة الكتاب كما ينبغي، فلم يكن هناك مناسباتٌ يُتاحُ فيها الحوار العلمي الحقيقي إلا في النَّادرِ، وسائر الوقت أقضيه فيما يشبه العزلة التامة في مكتبتي، ولم يكن يشغلني عنها شاغلٌ من هاتفٍ ثابتٍ لصعوبة الحصول عليه حينها، أو جوال لعدم وجوده، أو قنواتٍ فضائيةٍ أو غيرها، فكانت الأوقات تَمُرُّ وهي تُشبه هُدوءَ السَّحَرْ.
ثم أعدت البارحة قراءة الكتاب في جلسة واحدة بعد مرور هذه السنوات، وبعد تغيرات كثيرة في جوانب الحياة العامة والخاصة، فوجدته كأنه كتب ليعالج كثيراً من إشكاليات الحوارات العلمية على الانترنت وغيرها، وكم من كتاب في المكتبة يحتاج إلى تكرار القراءة، وإطالة التأمل في فوائده.
فأحببت إعادة كتابة النقاط الرئيسية في الكتاب لنشرها في الملتقى رغبةً في الإفادة منها في حوارات ملتقى أهل التفسير، حيث إنني لمستُ في أكثر النقاط التي ذكرها ونبه عليها أننا وقعنا ونقع في أخطاء كثيرة في حواراتنا العلمية في الملتقى، وينبغي علينا جميعاً مراجعة طريقتنا في الحوار والنقاش مع بعضنا في مسائل العلم، والحرص على تنقية الحوارات مما يشوبها ويقلل من فائدتها بقدر الاستطاعة.
وهذا ملخصٌ لأبرز نقاط هذا الكتاب جزى الله مؤلفه خيراً، أرجو أن ينفع الله القراء بها، ونرى أثرها في حواراتنا ونقاشاتنا ... وقد جعل المؤلف كتابه في 34 فقرة، يوردها مجملةً ثم يضرب عليها أمثلة مختصرة، أو يبين مقصوده بها بعبارات وجيزة. وقد اقتصرت على العبارات المجملة في هذه النقاط، وهي واضحة بنفسها، ولن يعدم القارئ استحضار الكثير من الأمثلة على هذه النقاط التي يذكرها، وقد خطر ببالي أن أن أشرح هذه النقاط بضرب أمثلة لحوارات نشرت في الملتقى حتى يكون أدل على المقصود، ولكنني خشيت أن يطول بنا الحديث، فآثرت نشرها على هيئتها هذه.
قال المؤلف الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي وفقه الله في كتابه (قواعدُ ومنطلقات في أُصولِ الحوار ورَدِّ الشبهات):
1 - ينبغي أن يحترس الباحث من التأثر الخفي الذي قد يحصل له بكثرة ترداد آراء المخالف وشبهاته, فإن لتكرار موضوعٍ ما ومعايشتِهِ, وكثرة القراءة جول وجهة النظر المخالفة أثراً خفياً فعالاً، مهما كانت باطلة أو واهية. وكما أنه قد توثر الشبهات في نفس الباحث أو الداعي فقد تؤثر أيضاً في نفوس المخاطبين.
2 - ينبغي أن يحترس المناقِش والباحث – عندما يتعرض لمجادلة المخالف – من التأثر الخفي الذي قد يعلق بالنفس من كثرة العِشرة والمخالطة والمعايشة, مما قد يجعله يتأثر ببعض شبهات القوم المجادَلين أو
المخالفين, أو يستحسن بعض مقولاتهم الباطلة, أو تصرفاتهم الخاطئة.
3 - لا يغيبن عن بال المناقِش للشبهات أنه كما يلزمه الدليل على رأيه, فإنه يَلزم مخالفه أن يقيم الدليل على رأيه أيضاً, فليكن اجتهادك غير منحصر في إقامة الدليل على رأيك فقط, ولكن يشمل مطالبة مخالفك بالأدلة الصحيحة على رأيه أيضاً, ولا يكن نظرك في المسألة أو في الموضوع مقتصراً على أدلتك بل يجب أن يشمل أدلة مخالفك أيضاً, ولا يكن لِوزْن أدلةِ القولين بميزانِ عدل, ليظهر الحق من الباطل, والحقُ لا يضره البحث والتحقيق, بل ذلك من صالحه.
¥