تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نداتء الإيمان [4] القصاص حياة]

ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[11 Dec 2010, 12:34 م]ـ

النداء الرابع

الْقِصَاصِ حَيَاةٌ

? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ *وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? [البقرة 178 - 179]

إنه نداء الإيمان الرابع ممن له الخَلق والأمر إلى عباده المؤمنين الذين لا يسعهم إلا أن يقولوا سمعنا وأطعنا ?إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [النور51]. وهذا هو أول مقتضيات الإيمان ومصدِّقات دعواه ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ .. ? [الأحزاب36].

هذه الآية فيها الرد الجلي الواضح على دعاة العَلمانية [1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) الذين ينازعون الله تعالى في أخص خصائصه – الحاكمية – فيقولون الإيمان علاقة روحية ذاتية شخصية بين العبد الفرد وبين خالقه. إن من سمات العلمانية الواضحة أنها تريد من المسلم أن يعيش إسلامه طقوساً منزوعة المعنى، أما تدبير شؤون الحياة بكل تفاصيلها فليس لله فيها شأن، لذا فإن العلمانية تشن معارك طاحنة ضد المسلمين بوسائل شتى حتى فرضت بعض النظريات العلمانية نفسها على الأطر الفكرية لكثير من المثقفين الإسلاميين، فصرنا نسمع منهم من ينادي بدولة إسلامية تتبنى تعدد الأحزاب حتى لو كان منها أحزاب علمانية وشيوعية.

لا أجد حرجاً في القول إن العلمانية اليوم هي العدو الأول للإسلام، وإن العلمانية هي أحد الأسباب التي مزقت الأمة والبشرية شر ممزق، وذلك لأن مرض العلمانية يصيب العقول بالتلوث، فيفقدها القدرة على التفكير السليم، فتتخبط في عقائدها واقتناعاتها وأقوالها وأفعالها، فتقود الشعوب والأمم للتفرق والضعف والهلاك. فالعلمانيون كالمجانين لا يهتدون، ويتناقضون في تصوارتهم وأقوالهم. والعلمانيون مقتنعون بأنهم بإمكانهم وبعقولهم المجردة، وبدون الحاجة إلى نور الوحي إلى الوصول إلى جميع الحقائق، فهم يجهلون قول الله سبحانه وتعالى:?أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ? [النور40].ويطالب العلمانيون باتباع العقل البشري، ونحن نقول لهم أي عقل بشري نتبع؟ فالرأسماليون لهم عقول، وكذ h الشيوعيون والبوذيون والنازيون وغيرهم، فكل هؤلاء استخدموا عقولهم وكلها عقول بشرية ولكنهم لم يتفقوا، ولم يصلوا إلى كل الحقائق، بل وصوا إلى اقتناعات فيها جهل وغباء وسخافةوسفك دماء ودمار عمران وهتك أعراض وما فلسطين والعراق والأفغان والشيشان منا ببعيد. [2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2)

ولا ننكر أن العلمانية جاهدت فينا حتى أوصلتنا إلى ما قال الأستاذ أبو الأعلى المودودي رح1 [3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3):

" وغير خاف أن الأمة التي تسمى اليوم بالمسلمين قد جمعت بين أحضانها كل رَطب ويابس من الأفراد والرجال فقد يوجد فيهم كل ما يوجد في الأمم الكافرة من أنواع الطبائع والأخلاق وهم يسابقون الكفار ويزاحموانهم بالمناكب في شهادة الزور في المحاكم، ويبارونهم في اخذ الرشي، وارتياد دور البغاء، وارتكاب السرقة والتجرؤ على غيرها من الأخلاق الذميمة"ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1). العلمانية: ترجمة مضللة لمصطلح أجنبي وترجمته الصحيحة: اللادينية أو الدنيوي، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين، والفصل الكامل بين الدين والحياة ولا صلة لها بالعلم.

[2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) . إصلاح الشعوب أولاً، بقلم عيد الدويهيس.

[3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) . انظر: منهج الانقلاب الإسلامي ص22.

ـ[رضوان سلمان]ــــــــ[14 Dec 2010, 04:02 م]ـ

المعاني المفردة [1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23825#_ftn1)

كُتِبَ: فُرِضَ وَأُلْزِمَ.

الْقِصَاصُ: قص: القاف والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على تتبُّع الشَّيء. من ذلك قولهم: اقتصَصْتُ الأثَر، إذا تتبَّعتَه. ومن ذلك اشتقاقُ القِصاص في الجِراح، وذلك أنَّه يُفعَل بهِ مثلُ فِعلهِ بالأوّل، فكأنَّه اقتصَّ أثره. ومن الباب القِصَّة والقَصَص، كلُّ ذلك يُتَتَبَّع فيذكر. القصاص: المساواة في القتل والجراحات وفي آلة القتل أيضاً.

[1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23825#_ftnref1) . معجم مقاييس اللغة ولسان العرب. أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير: أبو بكر الجزائري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير